توجه رئيس الجماعة القروية لتادرت، التابعة لعمالة إقليمجرسيف، وكعادته لقضاء عطلته الصيفية رفقة أفراد أسرته على متن سيارة الجماعة قبيل انطلاق عملية الاحصاء، ضاربا عرض الحائط مضامين الرسالة الملكية ومذكرة رئيس الحكومة المتعلقتين بالإحصاء العام للسكان والسكنى، والرامية إلى عدم إدخار أي جهد لتيسير إنجاز هذه العملية الوطنية الكبرى، في أحسن الظروف، ووفق شروط الحكامة الجيدة، بما يتطلبه ذلك من تدابير قانونية وتنظيمية، على أساس تعبئة جميع الإدارات العمومية، والمصالح اللاممركزة، والجماعات الترابية، من أجل ضمان إنجاحها. وفي هذا الاطار، تضمنت الرسالة الملكية السامية، دعوة خاصة لكل من وزير الداخلية والمندوب السامي للتخطيط، للسهر على التنظيم الأمثل لهذا الاحصاء، وفي الآجال المحددة، وذلك بتنسيق محكم مع باقي القطاعات الوزارية، والمؤسسات العمومية، والسلطات والهيئات التمثيلية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية، وتنفيذا لذلك قام الولاة والعمال على تعبئة جميع الوسائل اللازمة، البشرية منها واللوجستيكية، وتوفير شروط التنسيق الفعال بين مختلف المصالح الإدارية والجماعات الترابية، بتعاون وثيق مع المصالح الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط، من أجل إنجاح هذه العملية، تنفيذا لتوصيات منظمة الأممالمتحدة، ومن أجل توفير قاعدة للمعطيات الإحصائية، بما في ذلك عمالة إقليمجرسيف التي عملت على الإعداد القبلي للعملية خصوصا ما يتعلق بوسائل النقل، ووضعت جميع الجماعات الترابية السيارات المملوكة لها رهن إشارة هذه العملية الوطنية، إضافة إلى مختلف الادارات والمؤسسات العمومية داخل الإقليم، وأخريات من خارج الإقليم لسد الخصاص المحتمل، إلا أن رئيس جماعة تادرت ظلت هواتفه المتعددة مغلقة، رافضا بشكل مطلق أن يعكر الاحصاء صفوة عطلته، والتي لن تنتهي إلا مع اليوم الأول من الدخول المدرسي. ونظرا للأهمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذه العملية الوطنية الكبرى، فقد أحيطت بعناية خاصة من قبل كل أجهزة الدولة، وفي مقدمتها رئيس الحكومة، إلا أنه عكس مذكراته المتعددة بشأن ترشيد استغلال ممتلكات الدولة والتقليص من تكلفتها على الميزانية وعدم استعمال سيارة المصلحة لأغراض شخصية، فرئيس هذه الجماعة قد ألف التنقل دائما وأبدا على متن سيارة الجماعة إلى خارج الإقليم، بل الأكثر من ذلك لوحظ خلال صيف سنة 2012 وهو يتجول بها في مدينة ايفران، حيث كان يقضي عطلته رفقة افراد أسرته، وخلال صيف السنة الماضية وفي نفس الوضعية كان يتنقل بها بين القنيطرة وسلا والرباط، ليتوجه بها هذا الصيف إلى وجهة الشمال، غير مكترث حتى بتوجيهات رئيس حزبه. وفي نفس السياق كانت الجماعة القروية لتادرت قد توصلت خلال الأسبوع ما قبل الأخير برأي المجلس الجهوي للحسابات بوجدة في الملف رقم 10 / 2014 المتعلق بمراقبة الإجراءات المتعلقة بتنفيذ الميزانية والذي أصدره يوم 22 / 07 / 2014، بشأن التصويت بالرفض على الحساب الإداري برسم السنة المالية 2013 للجماعة نفسها، وسجل من خلاله ملاحظة بخصوص سيارة رئيس الجماعة من نوع بارتنير، بأنها تصرف 22 لترا يوميا حيث بلغ مجموع استهلاكها السنوي 6654 لترا، وهذا المعدل وفق المجلس الجهوي للحسابات بوجدة جد مرتفع. فما رأي رئيس الحكومة في سلوكات منخرطي حزبه الذين يشرفون على تسيير الشأن المحلي؟