لم يكن البوليزاريو »صوريا« كما هو اليوم .. أقرب إلى هويته الحقيقية! فقد جعل من صورة وحيدة ويتيمة له في القمة الاورو- افريقية، كناية حياة و دليل وجود.. ومنتهى الغاية، وعبأ لذلك كل الموارد البشرية ، على قلتها و حرض الحراس الديبلوماسيين من كل الدول «الشقيقة«! لكي يقنع العالم الأفارقة منهم والأموات أن الدولة موجودة بقوة ... التصوير الفوتوغرافي! ليس هناك لحظة صورية( من الصورة) بلغت حدها الأفلاطوني مثل ما يقع للجبهة في الوضع الراهن لها ولوجودها.. غير أن هذه الصورة ليست حديثة.. في ذهني! لسبب ما تذكرت أفلاطون وكهفه: هناك مغارة... هناك انفصاليون وضعتهم الآلة الجهنمية في عمقها.. وأصبح العالم، وكل ما يرونه صورا وخيالات يعتقدون أنها هي الحقائق... فهُمْ، كما يقول ملخص نظرية افلاطون: أشبه بسجين مقيد بالسلاسل، وضع في كهف، وخلفه نار ملتهبة تضيء الأشياء وتطرح ظلالها على جدار أقيم أمامه، فهو لا يرى الأشياء الحقيقية بل يرى ظلالها المتحركة... و مثل سجين الكهف، يظنون الصورة هي الحقيقة.. هناك ما يجمع غالي مع افلاطون: الجمهورية الكهف والصورة... والدولة في المحصلة وصلة إشهارية للاقناع… مع فارق بسيط هو أن الجدار هنا ... جدار فايسبوكي! في الواقع هذا التحيين المتجاوز للصورة كبديل عن الكيان، ليس فيه ما يغري بالنقاش الجاد، لكن لا بأس من التذكير أنهم -منذ البداية- اعتبروا أن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي هو بحد ذاته إعلان اعتراف بدولتهم.. وقد سبق الحديث عنه منذ بداية السنة. ولا بد من أن نذكر أن ناصر بوريطة ، وقد كان وقتها وزيرا منتدبا في الخارجية المغربية قد أكد -أن المغرب في الاتحاد الإفريقي أخيرا »لن يعترف أبدا«ب "»الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" – تكثيف الجهود ليجعل الأقلية الصغيرة من الدول الإفريقية التي لا تزال تعترف بها »تغير موقفها انسجاما مع الشرعية الدولية والحقائق الجيوسياسية". خاصة وقد أيد 39 رئيس دولة من أصل 54 ، العودة المغربية . – بوريطة أكد أن الاعتراف ببلد ما »هو عمل حر وسيادي« من جانب دولة ما. وقال »إن عضوية دولة في مؤسسة دولية في حضور كيان غير معترف به، لا تعني اعترافا من جانب الدولة بهذا الكيان – أكد أن القسم الأكبر من الدول العربية، إضافة إلى إيران والتي تشغل مقاعد في الأممالمتحدة في حضور إسرائيل لا تعترف« بالدولة العبرية، متسائلا باستنكار »هل تعترف الجزائر بإسرائيل لمجرد أنها عضو في الأممالمتحدة إلى جانبها؟«. ومن الواضح أن السؤال الذي ستتابعه الديبلوماسية المغربية، في الآفاق المنظورة، يتعلق بمعركة نزع الشرعية في الوجود داخل الاتحاد الإفريقي،»في الإطار الثنائي كما قام به حتى اليوم«، على حد تصريح نشرته وكالة فرانس بريس وقتها على لسان مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى لم تذكر اسمه.. ونفس الصورة يعيرونها مع القمة الاورو-افريقية.. بوش الصورة وبؤس الجدار.. ما من شك أنه ما زال أمامنا الكثير لكي تصبح صورة قائد البوليزاريو في القمة آخر الصور، لكن لنترك لهم الكهف والظلال ونبحث في الحقائق، بواقعية لا يدركها سوى أصحاب ...الحق!