شاركت جبهة البوليساريو، رسميا، في أشغال الاجتماع الوزاري للقمة الخامسة للاتحاد الإفريقي الأوروبي التي عُقدت اليوم الثلاثاء في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، تمهيداً لقمة رؤساء الدول والحكومات المرتقبة غدا الخميس، والتي سيشارك فيها الملك محمد السادس. وشارك المغرب في أشغال الاجتماع الوزاري "الأورو إفريقي" بوفد رفيع المستوى يضم كلا من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي؛ وأحمد رضا الشامي، سفير المغرب لدى مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية؛ ونزهة علوي محمدي، سفيرة المغرب لدى إثيوبيا ودجيبوتي، ممثلة المملكة لدى الاتحاد الإفريقي؛ ومحمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي. الاجتماع، الذي خصص لدراسة الوثائق التي ستتوج القمة ومشروع البيان الختامي وخريطة طريق المشاريع ذات الأولوية المشتركة خلال السنوات الخمس المقبلة، ضم عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية، الذي أشعلت تصريحاته الشهر الماضي أزمة دبلوماسية بين الرباط والجزائر، عندما أسهب في قذف المغرب بتهم تبييض الأموال في إفريقيا، وإيكال تهم خيالية لمؤسسات اقتصادية مغربية. كما شارك في هذا الاجتماع، حسب الصورة الجماعية التي التقطت نهاية الأشغال، محمد ولد السالك، ما يسمى بوزير الشؤون الخارجية للجمهورية الوهمية، بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي والأوروبي. وترأس الاجتماع مناصفة كل من مامادي توري، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية غينيا الرئيس الحالي للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي؛ وفيديريكا موغيريني، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن. وتعقد القمة ال5 للاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي، التي تنطلق غداً الأربعاء، تحت شعار "الاستثمار في فئة الشباب من أجل نمو شامل وعاجل وتنمية مستدامة"؛ وهي أول قمة تنظم بصيغة "اتحاد إفريقي- اتحاد أوروبي" طبقا لقرار رؤساء الدول والحكومات الصادر في يوليو 2017. وإضافة إلى موضوع الشباب، ستنكب القمة أيضا على عدد من المواضيع التي لا تقل أهمية؛ ومنها السلم والأمن، والحكامة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والهجرة، والتنقل، والاستثمارات، والتجارة، وتطوير الكفاءات، وإحداث فرص الشغل. ومن المقرر أن يحضر في هذا الحدث، حسب الموقع الرسمي للقمة الإفريقية الأوروبية على الإنترنت، حوالي 5302 مشارك؛ منهم رؤساء حكومات ودول ووزراء خارجية ل83 دولة من أوروبا وإفريقيا. كما أعنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الملك محمدا السادس سيشارك في أشغال هذه القمة. واعتبر كثير من المحللين أن مشاركة العاهل المغربي، بالرغم من وجود الكيان الانفصالي، "خطوة شجاعة، وتأتي في إطار الاختيار الجديد الذي كرسه المغرب لتفادي سياسة الكرسي الفارغ في المنتديات الدولية الحاسمة، بعد قرار عودته التاريخية إلى الاتحاد الإفريقي". وأكد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، ضمن تصريح سابق لهسبريس، أن "علاقات المملكة مع إفريقيا وأوروبا هي علاقات استراتيجية مهمة، يفترض أن تلعب فيها الرباط أدواراً رئيسية كمنصة رئيسية للربط بين القارة السمراء والبلدان الأوروبية". وعن دلالات وخلفيات مشاركة الملك في القمة، يرى الباحث الجامعي أن مسألة حضور الجبهة الانفصالية من عدمه "لا يمكن أن تغير في واقع الأمر شيئاً وليست اعترافاً من الناحية القانونية بوجوده"، ولفت إلى أن المغرب يشارك في ملتقيات دولية بجانب إسرائيل وهو لا يعترف رسمياً بها"، وأكد أن "خطوة الملك شجاعة وتمنح القوة للدبلوماسية المغربية".