نفت وزارة الخارجية والتعاون نفيا قاطعا، استعداد المغرب للاعتراف ب"جمهورية" الجبهة الانفصالية "البوليساريو"، بعد عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، مطلع شهر فبراير 2017. جاء ذلك على لسان الوزير المنتدب بالخارجية، ناصر بوريطة، في تصريحات لموقع مغربي إخباري، ناطق بالفرنسية، حيث شدد على أن "عودة المغرب إلى الأسرة المؤسساتية القارية لن تبدل في شيء مواقفنا الراسخة في ما يتعلق بأن الصحراء جزء من المغرب". وأكد بوريطة لموقع "LE DESK"، يوم السبت 4 فبراير 2017، أن المغرب "لم ولن يعترف أبدا بهذا الكيان المزعوم، ليس ذلك فقط، بل سيكثف الجهود ليجعل الأقلية الصغيرة من الدول، وخصوصا الإفريقية التي لا تزال تعترف ب(الجمهورية الصحراوية)، تغير موقفها انسجاما مع الشرعية الدولية والحقائق الجيوسياسية". من جانب آخر، نقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدر دبلوماسي مغربي، وصفته بالكبير، قوله إن "داعمي البوليساريو قاموا بكل شيء طوال أشهر لمنع عودتنا، حتى اللحظة الأخيرة"، معتبرا "أنهم يسعون اليوم إلى إظهار هذا الفشل في مظهر النجاح". ووصف الوزير المنتدب بوزارة الخارجية، ناصر بوريطة، تصريحات بعض ممثلي جبهة "البوليساريو"، بأن انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي وجلوسه في مقعد بوجود "جمهورية" الوهم والانفصال، توازي اعترافا ضمنا بهذا الكيان، بأن هذا "هراء من وجهة نظر القانون الدولي وممارسات الدول". لافتا إلى المحاولات اليائسة من الجزائر وحلفائها التي سعت إلى تقويض قبول المغرب، وقال إنهم "يحاولون الآن إخفاء فشل محرج لهم (…)". وانضم المغرب مجددا إلى الاتحاد الإفريقي، يوم الاثنين 30 يناير 2017، خلال قمة أديس أبابا بعدما أيد 39 من القادة الأفارقة من أصل 54 هذه العودة. وكانت المملكة قد انسحبت من المنظمة في العام 1984 احتجاجا على انضمام الجبهة الانفصالية إلى الاتحاد. وتحاول "البوليساريو" وحليفتها الجزائر، تصوير انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بأنه نصر للجبهة الانفصالية، وبأنه اعتراف ضمني ب"الجمهورية الصحراوية"، التي كانت سببا مباشرا في انسحاب المغرب من منظمة الوحة الإفريقية، وهو ما نفاه الوزير المنتدب في الخارجية، ناصر بوريطة، مؤكدا أن الاعتراف ببلد، ما، "هو عمل حر وسيادي" من جانب دولة ما. وأشار إلى أن «عضوية دولة في مؤسسة دولية في حضور كيان غير معترف به لا تعني اعترافا من جانب الدولة بهذا الكيان". وأضاف "هكذا، فإن القسم الأكبر من الدول العربية"، إضافة إلى إيران، والتي تشغل مقاعد في الأممالمتحدة في حضور الكيان الصهيوني "لا تعترف" بالكيان العبرية، متسائلا: "هل تعترف الجزائر بإسرائيل لمجرد أنها عضو في الأممالمتحدة الى جانبها؟". إلى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن المصدر الدبلوماسي المغربي، قوله إن مشكلة الكيان المزعوم «ليست فقط مع المغرب، بل مع ثلثي الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والتي لا تعترف بهذا الكيان». وأكد أن «هذا الوضع غير الطبيعي تم كشفه اليوم»، مبرزا أن «عودة المغرب هي تحد مباشر لوجود البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي». وتابع «المغرب سيظل مستنفرا لنزع الشرعية عن (الجمهورية الصحراوية). سيقوم بذلك في الإطار الثنائي كما قام به حتى اليوم»، من دون تفاصيل إضافية. وكانت الجبهة الانفصالية قد أصدرت ردود فعل متناقضة فور إعلان قمة أديس أبابا رسميا عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مما يعكس حجم التخبط الذي أصبحت عليه بعد هذا الحدثم فيما أصيبت الجزائر بنكسة دبلوماسية بعد خيبة مسعاه للتشويش على استعادة المملكة لعضويتها في الاتحاد الإفريقي. أما جنوب أفريقيا، الحليفة الثانية للجبهة الانفصالية، فقد أصيبت بالإحباط والانتكاسة، حيث عبرت عن ذلك، على لسان أحد مسؤوليها، بأنه من "المؤسف" أن تقبل دول في الاتحاد عودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية.