شارك جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، أول أمس الأربعاء بأبيدجان، في حفل افتتاح القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي. وأكد الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، في خطابه بهذه المناسبة أن هذه القمة يجب أن تشكل بالنسبة لمسلسل الشراكة والتعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، منعطفا ونقطة انطلاق حقيقية لشراكة استراتيجية بين القارتين. وقال واتارا «يتعين أن نتخذ قرارات وجيهة وقوية» داعيا إلى العمل بحزم من أجل تحقيق التغيير الضروري لمواجهة التحديات المرتبطة ببطالة الشباب، والحفاظ على السلم والأمن، ومكافحة التغيرات المناخية. وشدد واتارا في هذا الصدد على أن التحديات المتعلقة بتهديد السلم والأمن ومكافحة الإرهاب تتطلب استجابة فورية وقوية، على غرار القوة المشتركة لمجموعة (جي 5 الساحل)، داعيا أيضا إلى اتخاذ تدابير عاجلة وصارمة من أجل تسوية الأزمة في ليبيا، ووضع حد للمعاملة اللاإنسانية «البشعة» التي يتعرض لها المهاجرون في هذا البلد. وفي ما يتعلق بموضوع التغيرات المناخية، دعا الرئيس الإيفواري مجموع الدول إلى الوفاء بالتزاماتها المتخذة بموجب اتفاق باريس بهذا الشأن. من جهته، نوه الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس جمهورية غينيا، ألفا كوندي، بمشاركة جلالة الملك محمد السادس في أشغال هذه القمة، وبالالتزام الإفريقي لجلالته. وفي معرض حديثه عن التعاون بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، أكد ألفا كوندي أنه بعد الإعلان السياسي لبروكسيل في أبريل 2014، ورغم النتائج التي تم تحقيقها، فإن «بلوغ الأهداف يظل متأثرا بالعديد من التحديات المرتبطة بالأمن والتغيرات المناخية ومسألة تمويل التنمية». وأبرز أن الاتحادين الإفريقي والأوروبي عملا بشكل كبير على تقديم إجابات لهذه التحديات، كما هو الشأن بالنسبة لمكافحة الإرهاب عبر مجموعة (جي 5 لدول الساحل). من جانبه، دعا رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، إلى العمل سوية وفق استراتيجية مشتركة من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس حول التغير المناخي، وأجندة 2030 لأهداف التنمية المستدامة. من جهته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي، الذي نوه بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أسرته المؤسسية، أن شعار هذه القمة يتماشى مع شعار الاتحاد الإفريقي لهذه السنة، والمتمثل في «تسخير العائد الديمغرافي من أجل الاستثمار في الشباب»، «وهو ما يدل على أننا نتشاطر نفس الانشغالات». وأضاف أن حجم التحديات التي «نواجهها تفرض علينا أن ندعم الشراكة القائمة بيننا بشكل أكبر»، مشددا على ضرورة التركيز على خدمة الشباب الذي يمثل 60 في المئة من ساكنة القارة. أما رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود جانكر، فأكد أن الشراكة الأوروبية –الإفريقية التي أحرزت تقدما، مدعوة لأن تتعزز بشكل أكبر، عبر تعاون متعدد الأطراف ذي وقع إيجابي على التنمية المستدامة. ودعا في هذا الصدد إلى الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية، وتعزيز الحكامة الجيدة وتوفير بيئة مواتية للأعمال والاستثمارات. وقال إن «أوروبا خرجت من عقد بمعدلات نمو ضعيفة. ومن جهة أخرى، يشكل نمو إفريقيا أمرا مثيرا للإعجاب، لكنه نمو غير شامل في غالب الأحيان»، داعيا إلى إطلاق مبادرات شراكة «ندا لند»، وتعبئة موارد مالية إضافية في مجال التعاون بين القارتين. من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس أن الشباب هو «محرك مجتمعنا ويتعين أن نستمع له ونضعه في قلب الخطط الدولية والوطنية، ونلبي طموحاته وتطلعه لتحقيق التنمية»، داعيا إلى خلق منبر جديد للتعاون يقر بالإمكانات الهائلة لإفريقيا. وبخصوص التهديد الإرهابي الذي تواجهه القارتين الإفريقية والأوروبية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى مضاعفة الجهود المشتركة من أجل نشر قوة إفريقية قادرة على مواجهة هذه الظاهرة. ودعا أيضا إلى وضع حد للمآسي التي تخلفها الهجرة السرية، منددا بالصورة البشعة لمعاناة المهاجرين في ليبيا. كما حث الدول على تدبير قضية الهجرة مع مراعاة الكرامة الإنسانية وحقوق المهاجرين. من جهتهما، أبرز رئيس البرلمان الإفريقي روجي نكودو دانغ، ورئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، الإسهام الذي يمكن أن يقدمه الاتحادان البرلمانيان من أجل تعزيز شراكة رابح -رابح بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. وأشارا في هذا الصدد إلى القضايا التي تم بحثها خلال الجلسة المشتركة التي عقداها مؤخرا تمهيدا لقمة الاتحاد الإفريقي -الاتحاد الأوروبي. وأخذت لجلالة الملك ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة في هذه القمة صورة جماعية. يذكر أن جلالة الملك رافقه في هذه القمة وفد هام يتكون على الخصوص، من مستشار جلالته، فؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة.
ماريانو راخوي: التعاون مع المغرب نموذج حقيقي للشراكة قال ماريانو راخوي رئيس الحكومة الإسبانية، أول أمس الأربعاء بأبيدجان، إن التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الهجرة يشكل «نموذجا للشراكة بين أوروبا وإفريقيا». وأكد ماريانو راخوي خلال جلسة حول موضوع «التنقل والهجرة» نظمت في إطار القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي تحتضنها العاصمة الإيفوارية أبيدجان أن « التعاون الوثيق في ميدان الهجرة بين المغرب وإسبانيا لا يمكن وصفه إلا بأنه جيد وممتاز ويشكل نموذجا حقيقيا للشراكة بين أوروبا وإفريقيا». واعتبر رئيس الحكومة الإسبانية في عرضه الذي نقلت مضامينه وكالة الأنباء الإسبانية (إيفي) أن التعاون بين المغرب وإسبانيا حول موضوع الهجرة هو «تعاون مثمر»، مشيرا إلى أنه يمتد ليشمل مجالات أخرى كمحاربة التهريب والمخدرات وغيرها.
ألفا كوندي: نحن سعداء ونرحب بحضور جلالة الملك نوه رئيس جمهورية غينيا ورئيس مؤتمر زعماء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي ألفا كوندي، أول أمس الأربعاء بأبيدجان، بمشاركة جلالة الملك محمد السادس في القمة الخامسة الاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي، مشيدا ب»الالتزام الإفريقي» لجلالة الملك. وقال كوندي، «نحن سعداء ونرحب بحضور» جلالة الملك محمد السادس، الذي «يظهر الالتزام الإفريقي لجلالته وإيمانه بكرامة ووحدة إفريقيا». وأضاف «هذا ليس بالغريب، عندما نذكر الدور الذي اضطلع به المغرب، تحت قيادة جلالة المغفور له محمد الخامس، في إحداث منظمة الوحدة الإفريقية». وعلى صعيد آخر، أشار كوندي إلى أنه، بعد الإعلان السياسي لبروكسيل في أبريل 2014 وعلى الرغم من النتائج المحققة، يواجه إنجاز الأهداف عددا من التحديات المرتبطة بالأمن، والتغيرات المناخية وقضية تمويل التنمية.
موسى فاكي: بعودة المغرب، إفريقيا استعادت توازنها أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي، الثلاثاء بأبيدجان، أن إفريقيا استعادت وحدتها بعودة المغرب إلى أسرته المؤسسية، الاتحاد الإفريقي. ورحب فاكي في كلمة، خلال افتتاح القمة الخامسة الاتحاد الإفريقي -الاتحاد الأوروبي، ب»العودة السعيدة» للمملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي، «وهي العودة التي يجسدها حضور ومشاركة جلالة الملك محمد السادس في أشغال هذه القمة». وأكد فاكي أنه «بهذه العودة، تكون إفريقيا قد استعادت توازنها». وكانت أغلبية ساحقة من 39 دولة إفريقية قد أيدت عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي خلال القمة الثامنة والعشرين للمنظمة القارية التي احتضنتها أديس أبابا في يناير المنصرم.