شارك الملك محمد السادس في أشغال القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي، والتي عقدت مساء يومه الأربعاء، بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، وكان لافتاً للأنظار إشادة قادة العالم في الجلسة الافتتاحية بالمجهودات التي يقوم بها العاهل المغربي من أجل القارة السمراء. وفي سابقة تعد هي الأولى من نوعها، جلس العاهل المغربي في قاعة واحدة مع إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، وتوقفت الجلسة الافتتاحية لدقائق من أجل التقاط صور جماعية تجمع جميع رؤساء الوفود المشاركة، حيث تقدم الملك محمد السادس بجانب رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، الصفوف الأولى، بينما وقف في الوراء "كبير الانفصاليين". وعلى الرغم من العلاقات المتوترة بين الرباط والجزائر، فإن أحمد أويحيى، الوزير الأول الجزائري، وجد الفرصة مناسبة خلال التقاط "الصورة العائلية"، للتقدم للسلام على الملك محمد السادس، كما تقدمت شخصيات أخرى رفيعة المستوى لتحيته، في وقت وثقت فيه عدسات الكاميرا تتبع أعين إبراهيم غالي لمحادثات وتحركات العاهل المغربي مع زعماء العالم. وبحضور قادة العالم، أشاد ألفا كوندي، رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي والرئيس الغاني، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، بالمبادرات التي يقوم بها العاهل المغربي وما قام به جده الملك الراحل محمد الخامس من أجل تطور القارة السمراء ونموها. وفي الصدد ذاته، دعا القادة الأفارقة والأوروبيون المشاركون في أشغال القمة الخامسة إلى رفع مستوى الشراكة الإفريقية الأوروبية من أجل مواجهة التحديات العالمية، مثل الهجرة والإرهاب والتخلف. وقال الحسن وتارا، رئيس ساحل العاج، في كلمته خلال افتتاح القمة: "لا بد أن تكون هذه القمة نقطة تحول وتسارع للقرارات والشراكة بين أوروبا وإفريقيا"، مشددا على ضرورة تقديم الالتزامات القوية بزيادة التعاون. وأشار واتارا إلى التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية؛ وعلى رأسها التحديات المتعلقة بالشباب والاستقرار والتغير المناخي، ولفت إلى أن 60 في المائة من سكان القارة الإفريقية تقل أعمارهم عن 25 عاما وكثيرون منهم يفشلون في الحصول على فرصة عمل، داعيا الجانب الأوروبي إلى إتاحة وصول الشباب الأفارقة إلى التعليم والتدريب. وأدان القادة الإفريقيون والأوروبيون المعاملة السيئة التي تلقاها المهاجرون الأفارقة في الأراضي الليبية، ودعوا إلى بذل جهود مشتركة لحل أزمة الهجرة. من جانبه، قال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، خلال افتتاح القمة، إن "مهمة القادة من الجانبين هي اتخاذ القرارات التي ستجعل المستقبل أكثر أمنا ورخاء لجميع الشباب من الأفارقة والأوروبيين". وزاد دونالد توسك: "قارتانا تمران بتغير كبير، وهناك تحديات تواجه للنظام الدولي والمبادئ الأساسية؛ لكننا عندما نعمل معا سنصنع فرقا". وعلى هامش القمة، استقبل الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء في أبيدجان، جواو لورنسو، رئيس جمهورية أنغولا بحضور كل من المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة؛ وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي؛ وعن الجانب الأنغولي مانويل دومينغوس أوغوسطو، وزير الشؤون الخارجية؛ وإيديلتروديس كوستا، الوزير مدير ديوان الرئيس الأنغولي.