انطلقت عشية أول أمس الثلاثاء، 7 نونبر الجاري فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة بالناظور بحضور عشرات من الفنانين المغاربة و الأجانب المشاركة أفلامهم في المسابقة الرسمية غير الرسمية للمهرجان، ومئات من الرواد من أبناء المدينة و المناطق المجاورة، الذين احتضنتهم قاعة حفل الافتتاح، التي هي عبارة خيمة سينمائية فسيحة وبدبعة تضاهي من حيث تجهيزها وجماليتها.. أجمل القاعات السينمائية الإسمنتية.. نصبت بممشى المنتزه الشاطئي لبحيرة مارتشيكا. على مقربة من المؤسسات الإدارية الرسمية بالمدينة، التي تزينت بعض شوارعها بملصقات الأفلام الروائية و الوثائقية المتنافسة بالمهرجان وكذا مجسم التظاهرة .. حفل افتتاح المهرجان، الذي تستضيف دورته هاته دولة الهند وسينماها.. كضيفة شرف، تميز بحضور سفيرة الهند بالمغرب أيضا، التي، عبرت في كلمتها عن الروابط القوية التي تربط بلدها بالمغرب، والمكانة الخاصة التي تحظى بها السينما الهندية ونجومها في قلوب المغاربة منذ عشرات من السينين، وما احتفاء الدورة السادسة من هذا المهرجان إلا دليل على الارتباط المتين ، وشكرت في هذا السياق إدارة المهرجان على هاته الالتفاتة الجميلة، التي لا يمكن إلا أن تقوي روابط العلاقات القوية بين البلدين في أكثر من مجال..، بالرغم من أن النجم السينمائي الهندي المحتفى به رافي كيشان تعذر عليه الحضور شخصيا للتظاهرة لأسباب مهنية صرفة وحاول الاتصال المباشر مع جمهور قاعة الحفل مباشرة عبر الانترنيت، صوتا و صورة، لشكره وشكر إدارة المهرجان على هاته الالتفاتة، إلأ أن اسبابا تقنية حالت دون ذلك.. كما تميز الحفل بحضور شركاء بعض الفنانين المغاربة في الحياة، ممن خصتهم هاته الدورة السينمائية الدولية بامتياز، بالتفاتة غير مسبوقة على مستوى المهرجانات الوطنية، بعد أن حظوا بتكريم رمزي جد معبر تقديرا لما بذلوا وضحوا به في سبيل تألق نصفهم الآخر، ويتعلق الامر في هذا السياق بزوجة الفنان صلاح الدين بنموسى السيدة نجية المباركي، التي قال في حقها زوجها الفنان القيدوم و القدير بنموسى كلمة جد معبرة وهي تتحمل المسؤولية الكاملة في تربية الأبناء ومكابدة مشاق الحياة اليومية أثناء عمله وسفره الكثير ..وكذا السيد محمد شهاب زوج الفنانة فاطمة وشاي، التي لم تتوان عن سرد خصال زوجها المميزة وصبره على تحمل المسؤولية وتضحيته من أجل أن تصل إلى ما وصلت إليه … وقد تفاعل الجمهور الحاضر مع هذين التكريمين، بالإضافة إلى ذلك الذي حظيت به السينما الهندية في شخص السفيرة الهندية، بشكل إيجابي، مثلما تفاعل مع الكلمة الافتتاحية للدورة التي ألقاها مديرها عبد السلام بوطيب، التي استعرضت سياقات تنظيم هاته الدورة على المستوى الفني السينمائي و الإنساني و الحقوقي والفكري.. والصعوبات التي اعترضتها، شاكرا بالمناسبة جميع الشركاء الذين ساهموا ماديا ومعنويا لإقامة هاته الدورة، التي أثثت أمسيتها الأولى هاته لوحات مميزة، أداها مبدعون مغاربة على رأسهم الفنان الموسيقي القدير عبد الفتاح النكادي، الذي برع في تأدية إحدى الأغاني الهندية الشهيرة، و الفنان الريفي الشاب عماد العمراني، وراقصين شابين برعا في تقديم رقصات هندية بديعة ومتقنة نالت إعجاب الجميع.. ثم الفنان الحاج محمد الدرهم ، الذي غنى بالمناسبة ، الأغنية المغربية الخالدة لمجموعة جيل جيلالة « العيون عينيا» التي انخرط جميع من في قاعة الحفل في ترديدها بدون تردد وبعفوية مطلقة.. هذا، ولم يفوت حفل افتتاح الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة ، الذي تنظمه مؤسسة الذاكرة المشتركة تحت شعار « ذاكر المحيط»، لم يفوت فرصة تقديم أعضاء تحكيم لجن الثلاث ، وهي لحنة الأفلام الروائية الطويلة، التي ستمنح الجائزة الكبرى «مارتشيكا»، جائزة أحسن سيناريو، جائزة أحسن دور نسائي و جائزة أحسن دور رجالي، ولجنة الأفلام الوثائقية التي ستمنح الجائزة الكبرى للمهرجان ثم اللحنة العلمية ستفصل في الفيلم الفائز بجائزة البحث العلمي للمهرجان، ويتعلق الامر في هذا السياق بالنسبة للجنة الاولى بالممثلة الاسبانية إيستير ريجينا، رئيسة، وعضوية أحمد بدري المدير المؤسس للمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي، والإعلامي والناقد السينمائي المغربي بلال مرميد و السينمائي و الكاتب الموريسي خال تورابولي والمخرج والناق السينمائي التونسي محمود حمني، و وجورجي بالانوف الكاتب و المخرج السينمائي البلغاري والممثل المصري شريف عواد. وبالنسبة للجنة الوثائقية فيترأسها الممثل والمنتج الفرنسي، بيير هنري ديلو بعضوية كل من السيناريست المغربية نرجس المودن، حميد بنعمرة، المؤلف والمخرج الجزائري، رشيد منتصر الأستاذ الجامعي والكاتب المسرحي ومدير المهرجان الثقافي فنون الفرجة بمدينة تازة، والممثلة المغربية، بشرى أهريش. أما لجنة التحكيم العلمية، فيترأسها المفكر والباحث العراقي عبد الحسين شعبان، عضو اتحاد الكتاب العرب وممثل اتحاد الحقوقيين العرب في اليونسكو، و المخرج الاسباني المتخصص في امتدادات الحرب الأهلية الاسبانية جورج كوردون نويفو بالاضافة الى المخرجة الكولومبية لوس أنجيل بيدويا. و منعم الفقير، الشاعر العراقي الحاصل على الماجستير في العلوم المسرحية، و الممثل المغربي من الاصول الريفية سعيد مرسي والباحثة أراسيلا ميغيس سالاس ممثلة مؤسسة الثقافات الثلاث التي فتح مركز الذاكرة المشتركة شراكة معها بحكم اشتغالهما على نفس التيمات…