سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور أمين المجهد، اختصاصي أمراض القلب والشرايين السن، التدخين، الأمراض المزمنة وغيرها من أسباب الإصابة بها الذبحة الصدرية تعرض صاحبها للسكتة القلبية أو قصور عضلة قلبه
أجريتم قبل مدة استطلاعا شخصيا للرأي بخصوص الذبحة الصدرية فكيف جاءت نتائج هذا الاستطلاع؟ بالفعل من خلال صفحتي التفاعلية على موقع التواصل الاجتماعي قمت بإجراء استطلاع للرأي في صفوف المتفاعلين مع الصفحة خلصت نتائجه إلى أن 10 في المئة لم يسمعوا قط عن الذبحة الصدرية، مقابل 42 في المئة الذين سمعوا عنها لكنهم لا يعلمون ما هي، في حين أن 28 في المئة تبين على أن لديهم معلومات فضفاضة عن هذا الأمر، ولم تتجاوز نسبة الذي يعلمون بهذا المرض 16 في المئة دون أن يكونوا على علم بالذي يجب القيام به في هذه الحالة، بينما نسبة 4 في المئة فقط من المتفاعلين هي التي أكدت معرفتها بالذبحة الصدرية وبما يتعين اتخاذه من تدابير، وهذه النسبة تتشكل أغلبيتها من طلبة كلية الطب. ما هو تعريفكم لهذا المرض؟ الذبحة الصدرية هي "أزمة قلبية" ناتجة عن انسداد مفاجئ لأحد الشرايين التاجية (جلطة) التي تُغذي عضلة القلب. ويؤدي ذلك إلى حدوث نوبة ألم حادة في الصدر، وإذا لم يتم علاجها في الساعات الأولى، فإنها تعرض المريض إلى نوعين من المضاعفات : 1 خطر السكتة القلبية 2 خطر "موت" الجزء من العضلة الذي كان يتغذى على الشريان المسدود، مما يؤدي إلى حالة من قصور عضلة القلب Insuffisance cardiaque ماهي عوامل وأعراض الإصابة بالذبحة الصدرية؟ هناك عوامل معروفة تُساهم على مدى سنوات في تشكيل طبقة من الدهون على الجدار الداخلي للشريان وبالتالي حدوث الانسداد لأحد الشرايين التاجية، ومن بين أهم هذه العوامل نجد : - السن: فالذبحة الصدرية تقع عادة ابتداء من 50 سنة،أقول عادة، فمن خلال الواقع اليومي المعاش فقد وقفت شخصيا على حالات في سن 28 و 30 سنة فما فوق" - التدخين: إذ كلما زاد استهلاك السجائر والإدمان على التدخين كلما اتسعت دائرة الخطر بالإصابة بالداء، فمن يدخن علبتين في اليوم ليس كالذي يدخن سجارتين في اليوم، على سبيل المثال، علما بأن الذي لا يدخن هو الأقرب إلى السلامة. - داء السكري: فكلما كان هذا الداء غير مسيطر عليه كلما زاد مخاطر التعرض للإصابة. - داء ارتفاع الضغط: هو الآخر بدوره كلما كان غير لايخضع للمراقبة الطبية بانتظام وغير مسيطر عليه كلما زادت درجة الخطورة. - ثم هناك ارتفاع نسبة الكوليستيرول و باقي الدهون في الدم، فضلا عن السمنة التي ترفع بدورها من نسب احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية كلما كانت مفرطة، وكلما تركزت في منطقة البطن. كيف تؤدي هذه العوامل في آخر المطاف إلى انسداد الشرايان التاجي ؟ يحدث بشكل مفاجئ أن تتشقق هذه الطبقة المسماة Plaque d'athérome، مما يؤدي إلى تجلط الدم عليها وبالتالي تؤدي إلى انسداد الشريان بشكل كلي حددتم التدخين كأحد الأسباب ونحن نعاين إقبالا واسعا عليه رغم مخاطره، فكيف يتسبب في الذبحة الصدرية؟ يجب أن يعلم القارئ الكريم بأن التدخين عامل أساسي في تكوين طبقة الدهون داخل الشرايين، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية، فالمواد الموجودة في السيجارة تُساهم في وقوع 3 اختلالات صحية وهي: فقدان الشرايين القدرة على التمدد، زيادة تخثر الدم، وتحفيز التصاق الدهون بجدار الشرايين. فكيفما كانت كمية السجائر التي دخنها الشخص، فإن المدخن معرض 3 مرات أكثر للإصابة بذبحة صدرية مقارنة مع غير المدخن، هذا إذا افترضنا أنه خال من العوامل الأخرى، أما بوجودها فإن معامل الخطر يتضاعف إلى أكثر من 10. إضافة إلى التدخين نلاحظ أن السمنة أضحت بدورها مرضا في حد ذاتها فكيف تساهم في رفع معدلات الإصابة بالداء؟ بالفعل السمنة تشكل خطرا متعدد العناوين وهي تنقسم إلى السمنة العامة والسمنة الوسطية، وهناك عدة مؤشرات يتم اعتمادها لقياس نسبتها في الجسم لتحديد إذا ما كان الأمر عاديا أو يتعلق بسمنة طفيفة او متوسطة أو مفرطة، وهذا موضوع سنتطرق إليه في حوار قادم بإذن الله. وهي إلى جانب العوامل الأخرى من قبيل ارتفاع الضغط الدموي، الإصابة بداء السكري، وزيادة نسبة الدهون في الدم تساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بالذبحة الصدرية، إذ تؤدي السمنة كذلك إلى زيادة التهاب جدار الأوعية و الجنوح نحو تخثر زائد في الدم. كيف يتعرف المرء على الذبحة الصدرية وماذا يجب فعلُه آنذاك ؟ تتمثل أعراض الذبحة الصدرية عادة في ألم حادّ و مفاجئ في منطقة وسط الصدر "بين الثديين"، وينتقل هذا الألم في أحيان كثيرة نحو الذراع الأيسر ونحو العنق وصولا إلى الفك السفلي. يتميز هذا الألم بكونه شبيها بالثقل الذي يضغط على القلب، ولا يستجيب لمسكنات الألم الاعتيادية، و يمكن أن يترافق مع تصبب للعرق، وأعراض متصلة بالجهاز الهضمي كالقيء. إن أحسّ المريض بهذا النوع من الألم، فوجب عليه أن يسرع لأقرب مستعجلات لمصلحة القلب و الشرايين (أي مؤسسة صحية تتوفر على مصلحة القلب والشرايين)، لأن الوقت يصبح عاملا محورياً في إنقاذ عضلة القلب التي حرمت من تدفق الدم إليها. ونعتبر عادة أن هناك أمل لإنقاذ عضلة القلب بإعادة فتح الشريان المنسدد، إذا تمّ التكفل بالحالة المرضية خلال الست ساعات الأولى من ظهور الأعراض.