لم يعد مرض تصلب الشرايين من الأمراض التي تصيب كبار السن فقط بل أصبح يصيب كل الفئات العمرية، وهو من الأمراض التي انتشرت كثيرا بسبب العادات الغذائية السيئة للإنسان في الوقت الحاضر بالإضافة إلى حالة الخمول والكسل والتدخين. فيما يلي يحاول دكتور أمراض القلب والشرايين محمد الشرايبي تقديم لمحة عن أسباب الإصابة بتصلب الشرايين ومضاعفاته وطرق علاجه. تصلب الشرايين هو حالة تراكم وتجمع دهون متأكسدة على جدران الشرايين وتفاعلها مع جدار الشريان، وترسب الدهون على جدار الشرايين يتسبب في تضيقها واختناقها. ومع توالي السنوات وتزايد تراكم المواد الدهنية تزداد الشرايين ضيقا، وتفقد ليونتها ومرونتها وتصبح مختنقة، مما يعيق تدفق الدم والأكسجين عبر الشريان الذي ينقل الدم والأكسجين للعضو الذي يتغذى منه كالقلب والدماغ والكليتين، والنتيجة ضعف وظيفة هذا العضو. فإذا لم يتم المبادرة إلى علاجه في البداية قد ينتج عنه موت العضو الذي يتغذى من هذا الشريان كالقلب مما يتسبب في حدوث نوبة أو سكتة قلبية. آلية حدوث تصلب الشرايين يبدأ التصلب عادة بمجرد فقدان الشريان خاصيته ووظيفته الأساسية في الانبساط والانقباض مع تغير الدورة الدموية، نظرا لوجود الترسبات الدهنية والمواد المؤكسدة والعوامل الأخرى المساعدة على التصلب في جدار الشريان، حيث يتكون نتوء في جدار الشريان مع مرور السنين، ومع تقدم الحالة والإهمال وعدم اتباع النصائح المفيدة في التعامل مع هذه الحالات، وقد يصل الأمر إلى انسداد تام في الشريان، إلى جانب حدوث أعراض مرضية تختلف باختلاف مكان الشريان المسدود، فإذا انخفض جريان الدم في شرايين الساقين مثلا قد يؤدي ذلك إلى جلطة في الأطراف السفلية، ومعها سيشعر المصاب بألم عند المشي أو جلطة الدماغ، أو ذبحة صدرية. ارتفاع الكوليستيرول يتسبب في تصلب الشرايين هناك أسباب وعوامل كثيرة ومختلفة تؤدي إلى حدوث تصلب في الشرايين، ومن أهم هذه الأسباب نجد الآتي: *ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي دهون حيوانية مما يزيد من خطر تصلب الشرايين. * الخمول والكسل وعدم ممارسة التمارين البدنية، والنوم بعد الأكل مباشرة، الشيء الذي يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، نتيجة ترسب المواد الدهنية في الدم. * ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر تصلب الشرايين. * التدخين يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين. * التوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر. * السمنة تلعب دورا مباشرا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة، هذا دون نسيان العومل الوراثية التي تشكل عاملا مهما من عوامل الإصابة بالمرض، وأخيرا الإصابة بمرض السكري. آلام الصدر من بين أعراض تصلب الشرايين يحتاج تصلب الشرايين إلى سنوات لتظهر أعراضه، لأنه يكون نتيجة تراكم الدهون في الشرايين يوما بعد الآخر، لذلك لا يكون عادة مصحوبا بأي أعراض أو علامات مباشرة، لكن ضعف تدفق الدم ووصوله إلى الأعضاء التي يغذيها الشريان يؤثر بشكل كبير على وظائف هذه الأعضاء التي لا يصل إليها الدم والأوكسجين، وهنا تظهر الأعراض والعلامات التي يعتمد نوعها على نوع العضو الذي تأثر كالدماغ والقلب والكلي، وفي حالات كثيرة يعاني أكثر من عضو من نقص التغذية بالدم نتيجة اختناق الشرايين التي تغذيها بسبب تصلبها، وغالبا ما تظهر هذه الأعراض بعد سن الخمسين أو أكثر، وتكون النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية أول الأعراض. ومن أهم الأعراض الشعور بألم في الصدر نتيجة نقصان وصول الدم إلى عضلة القلب، وخصوصا عند بذل الجهد حيث تحتاج عضلة القلب إلى ترويتها بالدم، ويمكن ملاحظة ذلك جليا على الأشخاص كبيري السن عندما تتأثر شرايين الرجلين بمرض تصلب الشرايين، وفي الحالات المتقدمة يحدث ألم الساقين حتى أثناء الراحة، ووجود فرق في قياس ضغط الدم بين ضغط الساعد للطرف العلوي وضغط أسفل الساق. تشخيص مرض تصلب الشرايين عند ظهور أحد هذه الأعراض تكون استشارة الطبيب هي أول خطوة للتشخيص كما أن هناك عددا من الفحوصات الطبية التي يلجأ إليها الطبيب للمساعدة في تشخيص مرض تصلب الشرايين كقياس نسبة الدهون والكوليسترول في الجسم عن طريق أخذ عينة من الدم وتحليلها في المختبر، وإجراء الفحوصات الضرورية للتأكد من فعالية أداء الكبد والكليتين، وعدم وجود مرض السكري، وأيضا من خلال استخدام جهاز التشخيص المقطعي للجسم، بالإضافة إلى استعمال آلة تسمى مرسمة كهربائية القلب لمعرفة أي عطب في القلب، ثم من خلال القيام بتخطيط الأوعية التاجية للتعرف على حالة الشرايين التاجية. تصلب الشرايين يؤدي السكتة الدماغية تؤدي الإصابة بمرض تصلب الشرايين إلى حدوث عدة مضاعفات على الأعضاء التي ترتبط بها الشرايين والتي تغذيها بالدم والأوكسجين فتصلب شرايين القلب مثل جلطة القلب أو الذبحة الصدرية، وتصلب شرايين الدماغ يتسبب في السكتة الدماغية، أما تصلب شرايين القدمين فينتج عنه الإصابة بجلطة الشريان المغذي للأطراف السفلية وبالتالي صعوبة الحركة والمشي، ثم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وأيضا ضعف وظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف الحركة، أو حدوث ضعف في الإبصار، ووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة. اجتناب الأسباب أفضل وقاية للوقاية من لتصلب الشرايين، أو الحد من شدته يجب الإقلال من تناول المأكولات الدهنية المحتوية على نسبة عالية من الكوليسترول، المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية، والإقلاع عن التدخين، ثم الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات، الحرص على رشاقة الجسم والتحكم في وزن الجسم، الإسراع في العلاج المبكر والفعال لمرض ارتفاع ضغط الدم، علاج مرض السكري، علاج أمراض الكلى، وأيضا محاربة الكوليسترول. العلاج تعتبر الوقاية من مسببات تصلب الشرايين أفضل علاج لأن الوقاية خير من العلاج، لكن في حال حدوث تصلب للشرايين فإن العلاج يختلف باختلاف مكان الشريان المتصلب، وغالبا ما يكون بالأدوية وأهمها الأدوية التي تساعد على التقليل من تفاقم المرض والمضادات الحيوية، أو بعض الأدوية التي تؤخر حدوث الجلطات أو تزيد من ميوعة الدم، أو تقلل من مستوى الدهون والكوليسترول في الجسم، وفي حال عدم نجاعة هذه العلاجات يلجأ الطبيب إلى القيام بعملية جراحية لفتح الشرايين. مجيدة أبوالخيرات