يتسبب ارتفاع الضغط الدموي في تسجيل العديد من الإصابات بالسكتة الدماغية في المغرب، تصل إلى خمس مرات أكثر مما تحصده حوادث الطرقات من وفيات.. حسب ما أكده الدكتور محمد العلوي، رئيس جمعية "جميعا مع القلب"، في تصريح ل"المغربية"، على هامش إطلاق حملة للكشف المبكر عن أمراض ارتفاع ضغط الدم وسط الفئات النشيطة. وأوضح محمد العلمي، أخصائي في أمراض القلب والشرايين، أن الجمعية المذكورة تسعى إلى إجراء مليون كشف مبكر عن الإصابة بداء ارتفاع ضغط الدم لدى العاملين والعاملات، في القطاعين الخاص والعام، خلال سنة 2011، بتنسيق مع أطباء الشغل، معللا ذلك بوجود العديد من الفئات النشيطة، التي تهمل أهمية الكشف المبكر عن هذا المرض لعلاجه، ولا تتعرف على الإصابة به إلا في وقت متأخر، ما يؤدي إلى إصابتها بنتائجه الصحية الخطيرة. وأفاد محمد العلمي أن ثلث المغاربة، مصابون بارتفاع ضغط الدم، من الذين تفوق أعمارهم 20 سنة، وأن شخصا واحدا من بين 3 مغاربة يشكو ارتفاع ضغط الدم، مبرزا أن شريحة عريضة منهم يجهلون إصابتهم بالمرض، وفق الإحصاءات الرسمية المعلنة من قبل وزارة الصحة، التي يعود تاريخ إنجازها إلى العشر سنوات الماضية. وتشير الإحصاءات نفسها إلى أن 75 في المائة من الأزمات القلبية عند المغاربة تقع لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة، أغلبهم من المدمنين على التدخين، مضيفة أن نسبة الإصابة بأمراض ارتفاع الضغط ونسب الكولسترول في الدم تصل إلى 60 في المائة عند الأشخاص المدخنين. وأبرز رئيس الجمعية أن الحملة تتوخى التأكيد على أن العلاج الوحيد لارتفاع الضغط الدموي، هو الكشف المبكر عنه، عبر قياسه بواسطة الجهاز الخاص بذلك، استنادا إلى أنه مرض صامت لا يعطي أي مؤشرات على اضطرابه في جسم الإنسان. ويزيد ارتفاع ضغط الدم، وباقي الأمراض المرتبطة بأمراض القلب والشرايين، لدى الأشخاص البدناء، والمصابين بداء السكري، وقليلي الحركة وممارسة الأنشطة البدنية، كما ينتشر وسط النساء أكثر من الرجال، بسبب سقوطهن في فخ السمنة، وقلة ممارسة الرياضة. وتبعا لذلك، تعتزم جمعية "جميعا مع القلب"، تسطير برنامج لفائدة النساء لأداء رياضة المشي، ووضع خطة لذلك، بتنسيق مع الجمعية. وتعد أمراض القلب والشرايين، في الوقت الحالي، أحد الإكراهات التي تواجه الصحة العمومية في المغرب. تهدد هذه الأمراض ما يناهز 150 مليون شخص، الذين يجدون أنفسهم ملزمين باتخاذ مختلف الاحتياطات الوقائية الصحية لتجنب عواقب الإصابة بكل أو بعض تلك الأمراض، إذ تفوق حدة خطورته ما تخلفه الأمراض السرطانية في المغرب من وفيات. وتهدد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عددا كبيرا من المغاربة، إذ يفوق عدد المصابين بالتوتر المفرط 33 في المائة، كما تزيد نسبة المرضى بداء السكري عن ثلاثة ملايين شخص، وتصل نسبة المرضى بارتفاع مستوى الكولسترول إلى 29 في المائة. ومن عوامل الخطر، المسببة لأمراض ارتفاع الضغط والقلب والشرايين، الإفراط في استهلاك الملح والإدمان على التدخين والسمنة، حسب ما توصل إليه بحث أنجزته الجمعية، أخيرا، وهو ما يجعل من الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين آخذة في الارتفاع في المغرب، بسبب العادات الغدائية والسلوكات اليومية السيئة لأغلب المواطنين، من أخطرها الإدمان على التدخين، والتهافت على الوجبات المليئة بالذهون الضارة وغير متوازنة العناصر الغذائية. وتؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية حدوث سكتة دماغية كل خمس ثوان في العالم، إذ تتسبب في ثلث الوفيات التي تتسبب فيها أمراض القلب والشرايين، بينما تشير التقديرات إلى أنه، في سنة 2010، يرتقب أن تصبح أمراض ضيق الشرايين، أحد الأسباب التي ستقف وراء تدهور الصحة في العالم، إلى جانب أمراض أخرى. ويعرف العالم حاليا وفاة ما يفوق 7 ملايين حالة في السنة بسبب الأمراض المرتبطة بالقلب، بينما يفارق الحياة حوالي 5 ملايين شخص في السنة بسبب حوادث السكتات الدماغية. كما يتسبب مرض ارتفاع الضغط الشرياني في وفاة شخص واحد من بين 5 آخرين، في حين يقف الإدمان على التدخين وراء 17 في المائة من نسب الوفيات التي تتسبب فيها أمراض القلب والشرايين. يذكر أن أمراض القلب والشرايين تصيب جهاز الدورة الدموية، وهي تنقسم إلى عدة أنواع، مرض ارتفاع الكولسترول، ومرض قصور القلب وارتفاع ضغط الدم، ومرض اعتلال عضلة القلب واضطرابات جهاز القلب. وتحدث السكتة الدماغية عند حدوث خلل في عملية إمداد الدم للمخ، وعدم وصول الأوكسجين والغذاء اللازمين لأنسجة المخ، إذ تنجم بسبب وجود جلطة في الشريان، أو بسبب نزيف، أو نتيجة لأسباب أخرى. ويظهر تصلب الشرايين عن الشيخوخة الطبيعية للشرايين التي غالبا ما يصاحبها الإصابة بالكولسترول، إذ تظهر حالة تجمع وتراكم المواد الذهنية على طول جدران شرايين الجسم، الشيء الذي يتسبب في تضييق الشرايين أو في انسدادها، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ضعف تدفق الدم عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو كما هو الشأن بالنسبة إلى شريان الدماغ أو القلب أو الساق. ويعتبر "الأسبرين 100 ملغ" من العلاجات التي توصف من أجل الوقاية من المرض، سواء تعلق الأمر بالوقاية الأولية أو الثانوية، إذ يساهم في تخفيض المخاطر التي تنجم عن حوادث أمراض القلب والشرايين من خلال تناوله مرة واحدة في اليوم.