تحت شعار « العربية لغة الهوية والمعرفة والإبداع والجمال «، وتأبينا للأستاذ المرحوم محمد حسن الجندي، نظم مركز عناية للتنمية والأعمال الاجتماعية بالمغرب بشراكة مع الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية واتحاد كتاب المغرب فرع مراكش ندوة علمية في موضوع :» اللغة العربية والإبداع الفني: بين الهوية والحداثة»يوم الجمعة 21يوليوز 2017 بقصر بلدية مراكش وبمشاركة نخبة من الباحثين والأساتذة. افتتحت الندوة، التي أدارها باقتدار الأستاذ ياسين عدنان، بكلمة الأستاذ مصطفى غلمان، رئيس مركز عناية للتنمية والأعمال الاجتماعية تحدث فيها عن أهمية اللقاء وضرورة العربية في الوجود الوطني وقيمة الأستاذ الجندي ودوره في الرقي بالفن المغربي. وفي كلمة الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، التي ألقاها رئيسه الأستاذ فؤاد بوعلي، تناول موضوع الندوة التأبينية لرمز من رموز الهوية الوطنية وأحد المنافحين بصدق وتمثل حقيقي عن لغة الضاد وعن منظومة القيم الوطنية. وأبرز الأستاذ عبد الكريم برشيد في مداخلة «اللغة في الفن بين الواقعي وما فوق الواقعي» ضرورة التمييز بين الفرنسية كلغة وبين الفرنكوفونية كسياسة استعمارية حاولت محو ذاكرة المغاربة وقيمهم الأخلاقية، مسجلا دور إنتاجات الفنان محمد حسن الجندي؛ لأنه كان صاحب قضية واضحة في المسرح، اسمها الأخلاق، التي أسهمت بشكل كبير في تصوره لتطوير اللغة العربية، باستعماله لغة تخاطب الجميع، من خلال وسائل إعلامية، ساعدت على المحافظة على لغة الضاد. وركزت الشاعرة والأستاذة الجامعية مالكة العاصمي على أهمية العناية باللغة العربية، لافتة إلى الاستعمال غير السليم لها في الإعلام المغربي، حيث تكثر الأخطاء؛ معرجة على لغة الفنان الجندي ورقيها. وفي موضوع : «اللغة في مسرح وأداء محمد حسن الجندي» اعتبر الأستاذ محمد زهير أن اللغة عند الفنان محمد حسن الجندي لم تكن وسيلة للتواصل، بل هي التعبير والمفكر فيه؛ لأنه يتفاعل معها، مضيفا أن اللغة عند الفنان الراحل «مطواعة في فصيحها وعاميتها، لأنه استعمل الدارجة الأقرب إلى اللغة العربية»، مشيرا إلى حرص الجندي على اللغة العربية، بمقاماتها وطاقاتها، وتميز بذاكرة مسرحية خصبة، ونزعة وطنية وقومية ناهضت كل الطقوس المتخلفة، وحملت قيما فنية وإنسانية واعتبر الأستاذ الطاهر الطويل عن «لغة المستقبل» أن اللغة العربية قادرة على التطور لأنها شكلت عبر العصور حاملا للفكر الإنساني وكانت صلة وصل بين الحضارات والثقافات، مشيرا إلى أن الاستلاب اللغوي يكرس نوعا من التبعية للآخر (الغرب)، بدءا من اللغة ومرورا بالآداب والفنون والبحوث المكتوبة بهاتين اللغتين، وصولا إلى تكريس نوع من التفكير والثقافة لدى مستعمليهما الأستاذ عبد الله المعاوي قارب «أهمية اللغة العربية في صياغة النص المسرحي الرائد بالمغرب زكي إبراهيم نموذجا»، مبرزا أن اللغة العربية في الجنس المسرحي بالمغرب كانت لغة تحرر من الاستعمار. وتناول الأستاذ إسماعيل هموني « استعمالات اللغة العربية عند المتصوفة ابن عربي نموذجا»، معتمدا في تحليله على ابن عربي، الذي تقوم لغته على ركنين أساسيين، هما القرآن ومدونة شعر العرب، منبها إلى أن نص هذا الفيلسوف، الذي نحت لغة خاصة به، يصعب قياسها بمقاييس البلاغة والبيان والبديع المتعارف عليه، لأنها لغة الكشف الصوفي وتحدث الأستاذ إبراهيم فكاني عن «الشعر المغربي المعاصر بين سلطة التقليد ووهم التحديث» حيث أشار إلى أن طموح المبدع قد يكون إقليميا أو عالميا، مؤكدا أن الناقد يجب عليه أن يتوجه في بحثه إلى الكشف عن الغموض في التجارب الشعرية. وفي ختام الندوة أعلن الأستاذ مصطفى غلمان عن تأسيس المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بجهة مراكشآسفي. وقد تضمنت الندوة سهرة لفن الملحون من إبداع فرقة جمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون، وزيارة خاصة لمؤسسة «أدوار السياحية الثقافية» .