الزمامرة والوداد للانفراد بالمركز الثاني و"الكوديم" أمام الفتح للابتعاد عن المراكز الأخيرة    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    النقابة المستقلة للأطباء تمدد الاحتجاج    اعتقال بزناز قام بدهس أربعة أشخاص        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    الإيليزيه: الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلن مساء اليوم الإثنين    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي        محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    الحلم الأوروبي يدفع شبابا للمخاطرة بحياتهم..    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    حقي بالقانون.. شنو هي جريمة الاتجار بالبشر؟ أنواعها والعقوبات المترتبة عنها؟ (فيديو)    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أصوات من مراكش : ذ عبد الله المعاوي يفتح قلبه للمسائية العربية

المسائية العربية مراكش
تفتح"المسائية العربية" نافدة في الجدار لا لأجل رياح عابرة أو لمرور كلام عابر ،بل من اجل تقاسم لحظات بوح اتاحها "الزمن الفني الراكد" الحابل بانتظارات الفنانين و الفانات بهذه المدينة ذات الصوت الجهوري المتفرد في مجال الفرجة الفنية و الامتاع الثقافي .
الكاتب المسرحي ،المخرج الذي يجعل النصوص الادبية حية ترزق فوق الخشبة وقد جعل لها عبر الالوان و الاشكال و الاضاءة مكانا و زمانا متخيلين رهانا على لذة المشاهدة و استعذاب أجوائها ،المغني خالق الجمل الموسيقية الشجية في الجمل ثلة من خيرة فناني مدينة "الحمرا" و"سبعة رجال' . مبدعون تمكنوا -- كل من موقع التخصص الذي ارتأه لنفسه – من نحث اسمائهم في فضاء التلقي ، بالاجتهاد المثابرة في ظروف لم تخلو من صعوبات و من معانات،لكنهم ظلوا صامدين مكابرين منافحين عن إبداع تربته المجتمع،في ثنايا الأزقة و الدروب الضيقة حيث تشبعوا بالفرجة في ما بين الاطفال ،و في حكايات الأمهات و الجدات، قبل ان تشرق في خيالاتهم قصائد،و ألحان،و فرجة تجمع بين الامتاع و الرسالة الفنية. بالصبروالمكابرة. كما بالمعاناة ايضا اسمائهم في مجال الفن(مسرح،دراما تلفزيونية،سنيما وغناء..) حلقوا بتمهل في رحابة سمائه الواسعة ، إلى إن صار بعضهم من بين طيورها الاليفة.

في إطار سعي "المسائية العربية" للتحليق في سماء الفن بمراكش،والاقتراب من بعض همومه و انشغالات أهله من الفاعلين في مختلف مجالاته (مسرح،تلفزيون،سنيما،غناء،تشكيل..) تحاور اليوم الكاتب و المخرج الأستاذ عبد الله المعاوي الرئيس المؤسس لجمعية الجيل الصاعد من ساعينيات القرن الفارط.
ذ ع الله المعاوي" والحل الوحيد الذي أقترحه مخرجا لهذا الواقع هو خلق منهجية طبيعية لتشجيع واكتشاف الخلق الإبداعي وخاصة في مجال الكتابة"
الأستاذ ع الله المعاوي من مواليد 1949 بمراكش. اشتغل بالتدريس كأستاذ للتعليم الثانوي قبل أن يلتحق بالتعليم العالي ،طلية الآداب بجامعة القاضي عياض بمراكش، بعد حصوله على دبلوم الدراسات المعمقة انخرط مبكرا في الحياة المسرحية بمراكش،بدءا بالكتابة و التأليف قبل ان يخوض تجربة إخراج الأعمال التي يكتبها.و نظرا لولعه بالفن،واعتبار لمنجزه انفتح على كتابة السيناريو،كما اتجه نحو أخراج أفلام الفيديو،بعد الاستفادة من تكوينات و حصوله على شواهد من معاهد و مؤسسات وطنية مختصة. و بالقياس العددي فأن الأستاذ ه الله المعاوي قد راكم منجزا حصيلته اربيعن(40) مسرحية تاليفا و اخراجا. شريط "بيت بلامشاكل" أهرج بتعاون بين فريدة بورقية و فريد بن مبارك سنة 1979.كما كتب و اخرج فيلم فيديو أمازيغي" اسنوس وو"،و شغل مساعد مخرج أول في فيلم فيديو قصير"امل".يشغل مهمة المدير الفني لشركة "هيلين للانتاج"


***
المسائية العربية: لوطلب منك،وهذا لأجل الذاكرة،التحليق فوق سماء - لم يعد لها وجود – مسرح الهواة ما هي الصورة البانورامية التي ترى و تستحضر ألان من تجربة ضاربة الجذور في تاريخ المسرح المغربي؟
ذ عبد الله المعاوي:
أستحضر تجربة العشق والهم المسرحي. العشق الذي ابتدأ داخل الحومات المراكشية مرورا بالأندية المؤسسة وانتقالا للأندية التي ساهمت في الحركة المتحركة مع الفعل النضالي في الساحة الفنية. أتذكر إذا خلق الحركة الشبابية الفنية داخل الجمعيات الموازية للحركة السياسية ضمن احتضان الأحزاب السياسية العتيقة كجمعيات الكشفية والتربية والتخييم بحزب الاستقلال والاتحاد المغربي لللشغل والاتحاد الاشتراكي ثم استقلال الفعل المسرحي داخل الجمعيات الأم أذكر منها جمعية الأطلس الشعبية وجمعية النادي الفني كوميديا وجمعية شبيبة الحمراء التي تعاملت مع بعض أطرها كالزميل الحبيب بوريشة والخطابي وأخبيش الورزازي ثم الجمعيات التي ولدت لتكمل مسيرة الجمعيات الرائدة في إطار بناء فعل مساير أحيانا ومخالف أحيانا أخر تبعا للحراك الثقافي والسياسي والفني الذي كانت تعج به خارطة الطريق المغربية فانتصبت جمعيات ذات حضور متميز في الخارطة المسرحية بمراكش أخص بالذكر منها جمعيتي الجيل الصاعد بالقصبة وجمعية رحالة بباب دكالة وجمعية نادي الهواة بدوار العسكر وجمعية الحياة المسرحية بالحي الصناعي وجمعية الأصدقاء وجمعية الشعاع بالداوديات ثم تتضافر الظاهرة الغنائية للمجموعات لتلد جمعيات تجمع بين الموسيقى والمسرح فيبرز في الساحة المراكشية جمعيات جديدة كجمعية ابن بطوطو وجمعية سبعة رجال وجمعية رعاة الصحراء وجمعية المشاعل والنواس , وخلال عقدين من الزمن تنفجر الجمعيات الأم فتخرج جمعيات أبناء لتغني الساحة من جديد فتبرز أسماء مثل جمعيات : الضياء ، جمعية الندوة ، جمعية نادي خشبة الحي ، جمعية ورشة إبداع دراما وجمعية المرأة للفنون الشعبية وكلها من رحم جمعية الجيل الصاعد
ذ عبد الله المعاوي:
المسائية العربية: شكل مسرح الهواة واحدة من واجهات التعبير الممانعة، و في نفس الوقت إطارا للتنافس الفني بين جمعيات و تجارب جسدت حينذاك ،غنى الاجتهاد و عصامية الفاعلين المسرحيين(مؤلفين و مخرجين و ممثلين) ،كيف تقرأ عروض الأمس في ضوء إمكانيات الحاضر؟
ذ عبد الله المعاوي:
نستمد تلقائية الجواب عن هذا السؤال من السؤال التالي : هل يستطيع أي منظر ومهما بلغت حجج أطروحاته أن يسقط مفهوم الدراما على الأعمال الإغريقية الرائدة التي فرضت نفسها على كل المراحل التي قطعها المسرح بما فيها المراحل الرافضة للمفاهيم والتجارب الإغريقية بمثل استطاعتها فرض وصف الخلود على المتتبعين والمؤرخين لتطور العمل الدرامي في الساحة الفنية . كذلك الحديث عن ريادة الفعل الدرامي بالمغرب وفي مقدمته مسرح الهواة بمراكش . فبقدر تحدثنا عن مشروعية ميلاد الكتابة الدرامية الحديثة تأليفا وإخراجا على يد مبدعين من فئة الصديقي والعلج ووكيل وبن مبارك والعراقي وبرشيد ووردة والحوري فإنه يفرض علينا ريادة الحسنين وزكي والغالي وشهرمان والمعاوي وبناني والزيادي والشرايبي والأزدي والملاخ بمدينة مراكش في الوقت الذي لم يكن هناك معهد أكاديمي للتكوين والتخريج باستثناء التجربة المحدودة والمحتشمة لمعهد كيني بالحارثي .ولكن كانت العصامية والاستفادة من التجارب العالمية الحديثة بالغرب والتواصل بين الممارسين والتجارب الفرنسية الرائدة وكان العشق والحب للمجال ثم كانت الوطنية الجديدة المناهضة للقمع السياسي والمساهمة في الرغبة في التغيير ومعانقة القضايا العربية انطلاقا من القضية الفلسطينية كمحور. من هنا اسمتدت تجربة مسرح الهواة أهميتها كفعل رائد في الساحة الفنية المغربية فتناثرت كجواهر فريدة في العقد المسرحي المنظوم على طول مسافة عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات نذكر منها : مسرحيات : قريقعة والتكعكيعة والأقزام في الشبكة لشبيبة الحمراء. ومسرحيات الضفادع الكحلة والرهوط ونكسة أرقام لجمعية كوميديا والنمرود ويوغورطا والعرض المسرحي لجمعية الجيل الصاعد ورحلة محال لرحالة وبائع الدبس الفقير لنادي الهواة وكوريلا الطاعون لجمعية الفجر الجديد .
المسائية العربية: لم يكن مسرح الهواة تلك التجربة الإنسانية الطهرانية،بل هو– ككل جسم حي- محكوم بالتناقض و تفاعل الأضداد، برأيك ما هي الافرارازات الفنية والثقافية التي نتجت عن تجربة مسرح عمربما يفوق ربع قرن من الممارسة؟
ذ عبد الله المعاوي:
لا يمكن التأريخ لمسرح الهواة إلا في بؤرة التغيير الذي كان يبحث عنه العالم العربي منذ خروجه من وصاية الحجر الاستعماري الذي اتخذ مسحات متعددة : الحماية ، الاستيطان، الاستعمار ، الاستغلال الكولياني الاستعمار العنصري وفي النهاية يبقى استعمارا بامتياز وهو الذي سيتحول إلى تبعية بمختلف أشكالها إلى زمننا هذا , لقد كان مسرح الهواة رائدا في رغبة الثقافة العربية في الخروج من جبة الغرب والبحث عن صياغة ذات ملامح محلية فاستخدم أدوات تجمع بين النضال السياسي والتجربة والبحث الفني في مقدمتها الثورة على القواعد المسرحية الكلاسيكية العريقة فكسر البناء وأسس لنظام التركيبات واللوحات واستخدم الدارجة العربية وأدواتها الفنية الملحمية كالزجل والملحون والموسيقى والأغاني الشعبية بمثل ما استخدم مكونات المسرح الحديث من كسر للجدار الرابع وعبثية اللغة والمؤثرات الصوتية والضوئية وسبر أشكال التراث العربي والمغربي فزاوج بين بنية المسرح الحديث ومكونات الفرجة المغربية من حلقة وراوي وكثير من الأشكال الفرجوية الشعبية وارتبط بالسينوغرافيا المغربية التقليدية بقدر ما تعامل مع مكونات السينوغرافيا الحديثة فكان بهذا عاملا أساسيا في تطوير جملة من حقول الثقافة والفن وفي مقدمتها الحقول ذات الصلة بالوعي الجماهيري كالقصة والرواية والغناء حيث سيكون الأب الشرعي لغناء المجموعات وفي مقدمتها الغيوان وجيل جيلالة والمشاعل والنواس ورعاة الصحراء.. وبه ومنه سيولد الفن التشكيلي المغربي الحديث علما على أن هذا التأثير لم يجد لحدود الساعة حقه من البحث والتنظير في حين سيكون مسرح الهواة عاملا أساسيا في نشاط الحركة النقدية الصحافية وخاصة متابعات الملاحق والأعداد الخاصة من الجرائد والكتابات الوطنية كما سيكون عاملا من عوامل خارج ظاهرة البيانات التي حاولت التنظير لمقدمات واتجاهات في الكتابة والإخراج المسرحيين .وبالمقابل سنجد سياسة مسرحية مضادة تدعمها الدولة ويخطط لهيمنتها الوصاة والشوفينيون الذين تمكنوا من الوسائل المعنوية والمادية للتبشير بمسرح جديد سيقف عند مصطلح المسرح الاحترافي كمصطلح أفعوي يبتلع كل مجهود ، بداية بانحراف الجامعة الوطنية لمسرح الهواة التي تحولت إلى ملكية منهارة لتتلاشى معالمها في صمت ثم تخلي الوزارة الأم الأولى عن الفرق الجادة وتحويل اهتمامها إلى ما أسمته بمسرح الشباب والذي يسير في نفس مسار الفرق التي كانت مرتبطة بنظام الجامعة ونستمد مشروعية هذا السقوط الرسمي والممنهج من سقوط مجموعة من الأنذية والجامعات الثقافية الفنية الأخرى وخير مثال على ذلك سقوط نظام الأندية والجامعات السينمائية وبروز الأمبراطوريات الاحترافية المهنية الجديدة كما نستمد مشروعية هذا الوصف الممنهج من الحالات البئيسة التي أصبحت عليها دور الشباب التي كانت نواة ومقرات رائدة لانطلاق شعلة مسرح الهواة بالمغرب ويكفينا نموذجا في مدينة مراكش الإشارة إلى واقع دور الشباب الرائدة وما آلت إليه : دار الشباب عرصة الحامض ، دار الشباب الداوديات ودار الشباب بوعزة التي ارتبطت بالزمن الذهبي لمسرح الهواة وفرق بمدينة مراكش ثم النكسة التي يعيشها المسرح بمدينة مراكش بعد النقلة النوعية لفرق المدينة من مجال الهواة إلى المجال الاحترافي نكسة تؤكد جدية الحصار المخطط له ضمن استراتيجية معدة سلفا لخاتمة تراجيدية تسير به من الانتقال الذي تحدثنا عنه إلى التخطيط لضرب كينونته بمجموعة من العناصر يمكن عدها فيما يلي : الهيئات التي يعتقد في حمايتها له كالنقابة والفيدارلية وما يوضع في طريقها من عراقل جمة ، الوزارة الوصية التي احتضنته بعد وزارة الشبيبة والرياضة ، ثم الجماعات المحلية التي لا زالت غائبة عن مراعاة ظروفه ،ثم واقع الخريجين من المعهد المسرحي فالدعم المسرحي الذي لازال يبحث عن كيفية استثمار. ثم الإعلام الرسمي وخاصة القناتين اللتين تعتمدان خارطة المغرب الفني والمغرب غير الفني . وأخيرا وليس بأخير البروقراطية الإدارية التي تؤخر مشروع اللامركزية التي لا ترفع إلا كشعار فارغ من محتواه عوامل تلتقي في عامل
غياب الديموقراطرية الفنية تبعا للديمقراطية الموجه على المستوى العام وغياب البنية التحتية في مدينة تكبر بأحياء ومدن بلا مرافق مسايرة للمد الجغرافي والسكاني ثم غياب ثقافة أهمية المسرح في مفاهيم الجماعات المحلية أمام أهمية الاهتمام بهاجس البطن والسكن كواجهة أساسية للدفاع عن سياسة الانتخابات والمنتخبين من أصغر جماعة إلى أكبرها جهويا ثم الإحساس بملكية المرافق العامة المؤهلة لتشجيع وتبني حركة مسرحية وتمثيلية حقيقية وفي مقدمتها مديرية الفنون بوزارة الثقافة ، مؤسسة مسرح محمد الخامس دور الثقافة التابعة للمركبات الثقافية ، المسارح التابعة للجماعات المحلية القنوات التلفزية الوطنية الإذاعات الجهوية والوطنية .كل هذه المتناقضات تسير بالعمل المسرحي إلى نهاية محتومة تختفي مأساتها داخل الهاجس اليومي الذي لا زال يفرض نفسه في الواجهة والذي يخفف من وقع الواقع التراجيدي لشيء اسمه المسرح أو التمثيل في المجتمع المغربي ككل
المسائية العربية: اقترنت العديد من تجارب الفرق المسرحية بأسماء مخرجين(كومديا،شبيبة الحمراء بمراكش) او مؤلفين( السلام البرنوصي بالبيضاء أو اللواء بتازة) او بهما معا (المسرح العمالي بوجدة) كما ظهرت تجربة ورشات اشتغال جماعي وفي مقدمة هذا المنجز كان اسمي الطيب الصديقي(مسرح الناس) والطيب العلج(فرقة المسرح الوطني) اولا لماذا يعود فعل الاقتران هذا وما هي حصيلته المنجزة ثانيا فماذا يمكن تفسير انتفائه اليوم؟
ذ عبد الله المعاوي:
يمكن اعتبار هذا الاقتران مسألة طبيعية نظرا لعوامل أساسية في مقدمتها عامل الريادة والتأسيس فكما هو معلوم إن تجربتنا المسرحية لا تتعدي نصف قرن أويزيد بقليل حيث انخرطت هذه الأسماء في تجارب مرتبطة بنفس الأسماء التي تعد على رؤوس الأصابع لكن المؤسف له هو أنه بعد هذه الحقبة وبعد مساهمة المؤسسة الأكاديمية كالمعهد المسرحي التي وفرت ممثلين لم تستطيع الرقي بمستوى عدد المؤلفين والمخرجين مما حول الإنتاج المسرحي إلى صناعة تقليدية للفرجة أكثر ما هي تأسيس لمدارس إبداعية والحل الوحيد الذي أقترحه مخرجا لهذا الواقع هو خلق منهجية طبيعية لتشجيع واكتشاف الخلق الإبداعي وخاصة في مجال الكتابة رغم أن هناك من يرى بأن النص في حد ذاته متجاوزا ومع ذلك فإن إغناء المهرجانات واللقاءات بل وحتى المعارض والعروض رهين بتخصيص جوائز وحوافز مادية لإثراء مكتبة المعاهد والفرق والمؤسسات المهتمة بمجال المسرح والدراما لتجاوز التردي والنقص الذي يعاني منهما المجال . وحتى نكون صريحين فإن الإبداع الجيد لا يمكنه أن يفرض رواجه في السوق إلا من خلال الوسائل الإعلامية الرسمية التي يحتكر إنتاجها رأس مال يبحث عن الربح السريع وبشتى الوسائل التي لا تتناسب وأخلاقيات الكفاءة التي لا تستطيع مسايرة سياسة التكوير وخاصة في مواسم الرواج الخاصة كمواسم رمضان ويبقى المسكوت عنه في الأسباب والمسببات أكثر من المجهر به بحكم ما يتبع تشريح الواقع من الإشكاليات القانونية التي يلزمها ظروف أكثر أمنا وسلامة طرقية حتى لا يتحول الأمر إلى تهم وتهم مضادة وفي هذا السياق نتمنى لمثل هذه المنابر أن تنظم ندوات وأيام دراسية يكون فيها هامش التعبير الحر أكبر حتى يطلع المواطن على كثير من المعوقات للمساهمة في إيجاد الحلول الناجعة لهم نتشارك في اقتسام حمله.
المسائية العربية: الحديث عن قوة حضور المؤلف و المخرج لم تحل دون بروز قوة الممثل حيث تحفظ ذاكرة هذا المسرح اسماء برزت بقوة ( الورزازي اخبيش، طوهراش،مولاي الطيب ، أذميكيلة، الملالي، معروف،بنقدور،بوشقيف ،عاجل)و رغم ذلك ظل النظرللإبداع الفردي على انه اجتهاد ضمن اشتغال جماعي. أمام المسافة المتوفرة
الآن،كيف تقرأ هذا الموضوع بالمعني السوسيوثقافي؟


ذ عبد الله المعاوي:
هناك عاملان أساسيا لتفسير هذا الطرح : العامل الأساسي الأول أشرت إليه سابقا والذي يتجلى في ظهور البطل الجماعي في إطار الصراع الطبقي الذي شهدته كل المجتمعات العربية بعد محاربة الاستعمار وأغلب المجتمعات العربية تتشكل من طبقتين حاكمة ومحكومة ومستغلة ومستغلة ( بالفتح) قاهرة ومقهورة فغاب الممثل الفرد ومع ذلك ينفلت شخص بأدائه المتميز والذي ينفرد بتشخيص الظاهرة أو الطبقة المتصارعة بأدائه المتميز وبتعبيره الاحترافي أو بطبيعة أدائة وحركته وصوته وعموما بقدرته الإبداعية وفي هذا السياق فرضت أسماء شخصياتها المتميزة نذكر منها الشجرة وتوهراش والطبيكي و بابا خييو بلال و مولاي الطاهر والملالي والخالدي و السولالي آمنةوفاطمة بنت الزاوية وأمينة أرشيش و الخزاعي ربيعة تاهتاه..إبداعات فردية فرضت نفسها بجانب هيمنة الكاتب والمخرج ومع ذلك فإن الزمن كان زمن الأداء الجماعي .أما الآن ورغم المعهد ورغم المحترفات المنتشرة في كثير من الكليات فإن ما نراه من أداء لا يتناسب وهذه المساحة المتوفرة لأسباب في مقدمتها أن الموهبة هبة من الله وعطاء الله في هذا المجال صار قليلا إذا لم نقل نادرا ثانيها أن عشق وحب الشخص لمجاله قل بدوره وغلب العامل المادي على مجموعة من العوامل التي يتكون بها الممثل ابتداء من التثقيف والصبر والنفس الطويل وأصبح الهاجس المادي أكبر من أي حافز آخر.ويأتي الجري وراء الشهرة وسرعة الإثراء في مقدمة الحوافز التي تدفع الفرد لولوج الميدان الفني وهذا ما جعل مجال الكرة والغناء والفكاهة الرخيصة أقرب لرغبات الداخل لهذا المجال من الحقل المسرحي الذي يفرض ضوابط وانضباط وصبر كبير.
المسائية العربية: بحساب الأجيال كم هو عدد الذين توافدوا على الاحتراف/المهنة من باب الهواية ؟تم كيف يمكن تقويم مكتسباتهم المهنية قياسا بما تلقاه خريجو/خريجات المعهد من تكوين رست بموجبه أقدام معظمهم بالعمل أمام فنانين تمرسوا بعد عمر طويل من الاحتكاك والعمل؟
ذ عبد الله المعاوي:
الجواب على هذا السؤال ضمنيا يوجد في أجوبة سابقة ومع ذلك لا بأس من إشارات أهمها :بغض الطرف عن مناقشة مفهوم الهواية ومفهوم الاحتراف فإن أغلب الرواد إن لم نقل جلهم انتقلوا بشكل أتوماتيكي من الهواية إلى الاحتراف على أساس أن هذا الأخير لم يكن إلا مكملا طبيعيا لمسيرة الفن في البلد أما المكتسبات عادة فهي خاضعة لسياسة الدولة وسياسة الدولة في هذا المجال كسياسة الحكومات المتعاقبة : شعارات انتخابية وفشل ذريع وخروج فوج سياسي ودخول فوج آخر بنفس الميكانيزمات مما يسمح بمكتسبات بسيطة لا تتناسب وطموحات المغاربة في كل المجالات وجميع المعنيين بالشأن الفني في سلة واحدة خريجون ومتكونون في مجال خارج المعهد. هناك من فتحت أمامه الأبواب والنوافذ وهناك من أغلقت في وجهه كل الأبواب، ولكن الأدهى والأمر هو تحول بعض الزملاء إلى شوفينيين ومصاصين للدماء لا يفكرون إلا في أنفسهم وفي أصدقائهم والمقربين منهم ولا يتورعون في الوقوف في وجه الآخرين وأقرب مثال في هذا الصدد لجنة الدعم المسرحي لسنتي 2013 2014 والمكونة أصلا من المحسوبين على الحقل المسرحي وبعضهم من ينتمي للنقابة المسرحية والفيدرالية المسرحية وبعضهم من غرف من أموال البرامج التلفزية واستفاد لعقود من إمكانيات ما أطلق عليه فرقة المسرح الوطني ومع ذلك حرموا فرقا جادة وأقصوها من الدعم رغم قطعهم لمراحل مهمة في الإنتاج ووفروا الأموال التي خرجت أساسا لتشجيعهم وحرموا منها ممثلين وفنانين زملاء هم في أحوج للاشتغال والعطاء والتواصل مع المتلقي الذي حرموه من أكثر من عشرين عرضا . فتحول هذا الشخص الذي يدعي الانتماء للحقل المسرحي إلى متسلط مقتنع بإحالة زميله على البطالة وحرمانه من فرصة التواصل وإظهار مؤهلاته ومساهمته في إغناء الحقل المسرحي. مما أعتبره شخصيا إشاعة للفرقة والحقد والكراهية ليضيفوا عناصر في القيمة المضافة التي تنخر الواقع المتردي للمجال المسرحي عندنا.
المسائية العربية: أين الاستاذ اليوم من المسرح كتابة و أخراجا؟ و مشاركات و طنية؟
ذ عبد الله المعاوي:
قلم لا ينضب والحمد لله واشتغال لم يتوقف بمعدل عمل في السنة منذ تأسيس جمعية الجيل الصاعد يوم 10 10 1968 وآخر الأعمال مسرحية الكهف المسكون التي قدمت يوم 13 ديسمبر 2014 بدار الثقافة بالداوديات مراكش وهي من تشخيص :مريم أجدو وعصام محريم ومحمد الكردادي والذين أقنعوا الجمهور الذي كان يملأ جنبات القاعة بعدما عجزت المقاعد عن استيعابهم والذي صفق للعرض مدة ساعة وخمسة واربعين دقيقة ،كما اشتغل في إنجاز هذا العمل كل من الفنانات والفنانين : عبد اللطيف الملاخ زهراني سعيدة عبد الكبير المعاوي الرداجي عبد اللطيف الهرازي محمد حرمة مولا عبد السلام عبد الله أيت بلقاس وسناء الغاميزي. علما أن اللجنة التي أشرنا إلى ذكرها قد أقصت هذا العمل من الدعم وأقصت معه كل الأعمال المقدمة بجهة مراكش تانسيف الحوز وجهة بني ملال أزيلال وجهة دكالة أسفي.
المسائية العربية: تأسست في العشرية الاخيرة نقابة للنهوض باوضاع مهني المجال الفني ، ما هي الحصيلة و ما هي الافاق؟ و هل ثمة تغذية راجعة بين عموم الفنانين و بين ممثل المصالح المادية و المعنوية للفنان؟
ذ عبد الله المعاوي:
أنخرط كعضو في مكتب الفرع وعضو اللجنة المركزية للنقابة المغربية لمحترفي المسرح والنقابة يعمها ما يعم جميع الجمعيات الفاعلة التي تبحث للغد الأفضل لهذا الفنان وفي هذا السياق يمكن الحديث عن استحقاقات كالبطاقة الوطنية والتعاضدية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والقيام بمجموعة من الأنشطة التي يستفيد منها المنخرط ثقافيا ورياضيا وتنظيم مهرجان وطني وندوات وتكريمات وقراءات ومع ذلك فإنها استحقاقات لا ترقى إلى ما نطمح إليه وخاصة في إطار العلاقة بين المنخرطين والوزارة الوصية والجماعات المحلية لكن الأمل منعقد في نضال المكاتب والتنظيمات الجديدة التي مصممة العزم على السير في الطريق النضالي لتحقيق الأهداف والمرامي .
المسائية العربية: ماهو جديد الأستاذ في موضوع الإنتاج والعرض المسرحي؟
ذ عبد الله المعاوي
جديدنا هو مسرحية الكهف المسكون الذي أشرت لإنتاجه سابقا لكن تعرضه للإقصاء من طرف لجنة الدعم المسرحي جعلنا نوقف عروضه ونفكر في استراتيجية جديدة لمواجهة ما نعتبره خللا في تعامل هذه اللجنة مع عملنا الذي قطع كل المراحل للتواصل مع المتلقي . ففي هذا الصدد استقبل السيد وزير الثقافة ممثلي الفرق المقصية ووعدنا بإيجاد حل مناسب للإشكالية التي من رأيه أن تشهد تغييرا جذريا في رؤية الدعم ككل وفي انتظار اقتراحه سنمر لتنفيذ خطوات مواجهة ما نعتبره فسادا في التعامل لكن هذا الواقع الفاسد والذي أفسد الحركة المسرحية بمراكش لم يستطع الوقوف في وجه الكتابة التي بها أحيا شخصيا فأنا بصدد إنهاء كتابة عمل جديد سأعلن عنه في حينه وربما سيكون هو مشروع إنتاج السنة المقبلة لكن لن أخفي سرا في أن هذا العمل الجديد هو ثاني عمل لي أستنبته من عمل درامي سابق والذي كان له أثر كبير في نشأة المسرح المغربي.
المسائية العربية: ماذا تمثل تجربة" مسرح الناس"بالنسبة إليك ؟
ذ عبد الله المعاوي: من التجارب التي عاشها المسرح المغربي في صمت تعبر عن رغبة فنان من عيار الطيب الصديقي الذي سمحت له ظروف التكوين أن يتتلمذ على يد مؤطرين فرنسيين من مستوى( جافيلار )والذي توسم منه الكثير فنصحه عند انتهاء تكوينه بنصيحة من خبر المناجم المغربية المعطاء والتي كانت ولا زالت بكرا في مجال التراث الثقافي فخاطبه قائلا : إنس كل ما تعلمت وارجع إلى ما عندكم هناك . وبعد أن أدلى الصديقي بدولو الذين أعجبوا بالمسرح الغربي وجعلوه ساسا لبناء المعمار المسرح المغربي وخاصة في اعتمادهم على الاقتباس تذكر نصيحة أستاذه فاهتم بالأشكال التراثية الفرجوية المغربيية الأصيلة فبدأ يستثمرها في سياق انخراط العالم العربي في مشروع التأصيل الثقافي والخروج من جبة الثقافة الغربية وهكذا زاوج بين الحلقة والبساط والحكواتي والراوي والأسواق المغربية الأصيلة وأسايس فأسس التواصل مع أكبر عدد من المشاهدين معتمدا استراتيجية الاحتكاك والقرب من المتلقي فأحدث فكرة مسرح الناس أو خيمة المسرح وانخرط بها بتجربة مع الأسف كانت مدينة البيضاء أكثر استفادة منها نظرا لتكاليفها البشرية والمادية كما كان زمنها محدودا إلى أن خبت وتوقفت مثلما توقفت كثيرا من أشكال الطموح في هذا الوطن الذي يبخل فيه مسؤلوه على رعاية وتشجيع الثقافي المفيد. ولو كانت خيمة للرقص المجاني والغناء المدوخ والمستجيب لتفريغ الطاقات المتعددة التواصل لوجد الدعم والرعاية اللازمة لكن يكفي هذه التجربة فخرا أن روجت لمثل أعمال ستبقى خالدة في الريبيرتوار المسرحي المغربي أذكر ما شاهدت منها مسرحيتي المجذوب ومقامات بديع الزمان الهمداني .
المسائية العربية: ساسلئك عن اشخاص بعينهم
1-الاستاذ عبد العزيز الزيادي؟
ذ عبد الله المعاوي:
أدعو له صادقا بالشفاء من مرضه الذي يعانيه بصمت الأولياء الصابرين وتقبل الأنبياء الراضين المرضيين عرفته كرائد من مؤسسي مدرسة الإخراج المسرحي الحديثة بالمغرب ومنخرطا في صياغة ثقافة مغرب القرن العشرين ويكفيه فخرا أنه مايسترو الإبداع في مسرحيات النادي الفني كوميديا : الضفادع الكحلة ، الرهوط ، نكسة أرقام.
2-الاستاذ عبد الكريم بناني؟
ذ عبد الله المعاوي:
الظاهرة الإخراجية التي لم تتكرر في الإبداع المسرحي المغربي والتي كتب لها أن تكون مراكشية بامتياز وحملها شباب مراكش على عاتقهم وبالضبط داخل جمعية شبيبة الحمراء ولن أبالغ إذا قلت بأن عبد الكريم بناني هو مؤسس الإخراج المسرحي المغربي الحديث ولا أنطق باسمه في هذا المجال إلا بجانب ذكر قرينه في خلق هذا الاتجاه المسرحي الأستاذ الغالي الصقلي مؤلف مسرحية (قريقعة) ثم تتناثر إبداعاته الفنية على طول عقدين من الزمن ونيف أذكر منها التكعكيعة ،فران الدنيا ،الأقزام في الشبكة..ويكفي إشارة لقيمة هذا الفنان الذي بدوره يعاني مرضه في صمت أنه هو من وضع فيه الهواة بالمغرب ثقتهم وانتخبوه أول رئيس للجامعة الوطنية لمسرح الهواة وعنه - اعتلى سدة عرشها - الزميل العزيز عبد الحكيم بن سينا وقد استطاع في أعماله المسرحية الرائعة أن يزاوج بين ثقافته الفرنسية وثقافته الشعبية المراكشية فأعطى للريبيرتوار المسرحي المغربي أعمالا خالدة في الذاكرة المراكشية جمعت بين التمثيل والغناء والسينوغرافيا الخلاقة.

3-الاستاذ الفقيد محمد شهرمان؟
ذ عبد الله المعاوي:
شمله الله برحمته الواسعة خزان للثقافة الشعبية المغربية ومصدر من المصادر اللغوية المراكشية ومتحف لشخصيات نمطية في الصراع الطبقي الذي كان يشهده المغرب في الستينيات والسبعينيات وكاتب متميز من كتاب كلمات الأغاني الشعبية وفي مقدمتها كلمات المجموعات التي ابتلعت أسماء المؤلفين ويكفيه فخرا أنه كاتب كلمات العيون عيني ودارت بنا الدورة . وللتاريخ نقول أن هذه الخاصية في المجال الإبداع الأدبي الشعبي هي التي التفت لها المخرجان عبد الكريم بناني وعبد العزيز الزيادي فركبوا منه كاتبا مسرحيا داخل فضاء جمعيتي كوميديا وشبيبة الحمراء فخلد اسمه بمسرحيات :التكعكيعة و الرهوط ونكسة أرقام والضفادع الكحلة والأقزام في الشبكة.

4-الدكتور عبد الواحد بن ياسير؟
ذ عبد الله المعاوي:
: أخ عزيز
من الأساتذة الأكاديميين القلائل في مدينة مراكش. أغنى الساحة الثقافية بإسهاماته العلمية. أذكر منها كتاب المأسة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث وكتاب حياة التراجيديا ، الذي أعتبره أهم خزان عن المفهوم الغربي للتراجيديا بالعالم العربي، كما يعتبر الدكتور عبد الواحد بن ياسير من الفعاليات التي أغنت تجربة المهرجان الدولي للمسرح. وكان من المواكبين لتجربة النادي الفني كوميديا في عصر ازدهارها وعلى يده تخرج ويتخرج أكاديميون سيغنون الساحة النقدية في المسرح المغربي إنشاء الله ذ
5- الاستاذ مولاي الغالي الصقلي؟
عبد الله المعاوي:
لغالي الصقلي مثال للطيبوبة المفتقدة والتواضع المخجل مربي الأجيال واحد من العائلة التي تميزت بثقافتها المتعددة فكان منهم المسرحي والشاعر والصحفي لكن كلهم يتوحدون في العطاء في صمت خابرت منهم ثلاثة : محمد كصحفي بإذاعة مراكش وهاجر إلى الخارج ليجاهد في صمت وامحمد الشاعر عذب الكلمة والقلم الأدبي الراقي وعبد الحق الكاتب المسرحي الجميل والممارس المساكش وهو وارث سر الكتابة عن الغالي الذي يذكرني دائما بمشهد ماء الحياة الذي شرب منه حصان عنترة والذي لم يظهر إلا مرة واحدة في سيرته الكبيرة الرائعة اعطانا ومتعنا بنص واحد هو قريقعة حسب علمي المتواضع وسكت عن الكلام المسرحي الرائع نص واحد يحمل اسم قريقعة فقرقعها وسكت إنه النص الذي حمل لتطور المسرح المغربي كتابة جديدة في البناء الدرامي وأعلن شرارة ثورة الأبناء وحلق في أهميتها النص الذي سجل عودة الأجداد من الأجداث ليراقبوا ما أحدثه أبناؤهم من ثورة اجتماعية واقتصادية وثقافية فنية وقد كانت عودتهم قبل عودة صقر قريش التي كتبها الماغوط فتلقف هذا النص المخرج الشاب والمجدد في المسرح المغربي الأستاذ عبد الكريم بناني وأسس به اتجاها حديثا في الكتابة الركحية المغربية ودشن به بناء دراما التركيبات واللوحات ليساهم به في ترسيخ بناء معمار جديد بواسطة أعمال مسرحية أخرى تختتم برائعته الأقزام في الشبكة التي حازت على جائزة الإخراج بالمهرجان الوطني بفاس سنة 1978

المسائية العربية: :ساسلئك عن فضاءات أنشأت لأجل المسرح و المسرحيين
1- ماذا يمكنك قوله اليوم و الآن عن هدم المسرح البلدي قبل عقود؟
ذ عبد الله المعاوي:
المسرح البلدي بالبيضاء أحسن مثال لاهتمام المسؤولين بتراث هذه الأمة وبتاريخها الثقافي والفني. فعوض أن نهتم بخلق مراصد ومتاحف تؤرخ وتحفظ الصفحات المشرقة من تاريخنا ونغني بها الجانب المعلوماتي والمعرفي بل وحتى الجمالي وخاصة ما له علاقة بتاريخ المغرب الحديث وبنسائه وبرجاله وبكبيره وصغيره نستخدم الجرافات و ( الدكاكات ) ونجعله صدى في الشفاه إلى أن يطويه الزمن ويصير في خبر كان. كأن صلة الماضي بالحاضر لا قيمة له.سامحهم الله.وللتاريخ أقول : يكفيني شخصيا فخرا أنني قدمت فيه في سنة 1980 مسرحية العرض المسرحي باللغة العربية الفصحى .
2- ما رأيك بالمسرح الملكي و هل استجاب لتطلعات جمهور المسرح و الفاعلين المسرحيين؟
ذ عبد الله المعاوي:
المسرح الملكي معلمة فنية ووسام شرفي تحمله المجالس الجماعية المراكشية المتعاقبة خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين .يذكرني شخصيا بمأثورات أحملها في ذاكرتي مثلما أحمل إرثي الثقافي لاأجد حرجا في مشاركتكم لي لها من بينها : أنني حضرت في حملة انتخابية لأحد المرشحين الذين يفتخرون بالانتساب إلى تشييده كمشروع وهو يخطب فينا ويقول يكفينا فخرا أننا سنشيد في مدينة مراكش أكبر مسرح في شمال إفريقيا وأكبر مزبلة للنفايات بها ولم يكن يدري بأن تلك البناية لا يمكنها أن تستوعب أكثر من 600 مقعدا .ومنها أنني شخصيا وعند بداية بنائه كنت أرافق ابني زرياب وهو طفل في السابعة من عمره وأبشره قائلا في هذا المسرح إنشاء الله ستؤدي أول دور مسرحي تحفظه علما أن زرياب يرافق الآن ابنه آدم الذي بلغ العشر سنوات ليعرفه بالمسرح الذي احتوى كل أحلامه الفنية التي لم تتحقق ومع ذلك لن نفقد الأمل ما دامت أحجاره تحمل اسم المسرح إننا شعب يعيش دائما بالأمل في تحقيق أمانيه ولو في عهد الأحفاد وكل ما أتمنى شخصيا هو أن يقدر المجلس الجماعي الإطار المسؤول عليه حاليا (امرأة مهووسة بالمسرح) والذي يحاول بما يملك وبما لا يملك من جهد أن يحفظ لهذه البناية شرف الانتساب لحقل ما أحوج المدينة لفعله بإقامتها لتظاهرتين في السنة بمناسبة اليوم العالمي واليوم الوطني للمسرح إضافة لليومية السنوية في انتظار تحرير قاعته الداخلية من الطيور المعششة والنافقة .وما ذلك على المراكشيين بعزيز.
المسائية العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.