على امتداد أزيد من شهرين ونصف، يعرض برواق باب الرواح بالرباط 13 فناناً تشكيلياً من أصيلا يتقدمهم الفنان الكبير محمد المليحي، الذي يجر خلفه أزيد من 50 سنة من تراكم الخبرات الفنية، ويدفع معه وأمامه كوكبة من الفنانين من أبناء أصيلة أو المنتمين لها عملاً وإقامة وانغماساً في تربتها ومعترك ما قدمته وتقدمه لهم من حياة عيشاً وفناً. فنانون زيلاشيون كما يحبون أن يسمون أنفسهم لبعضهم حضوره الوازن في الساحة الفنية المغربية والعالمية، وبعضهم الآخر يرسخ اسمه وحضوره، ويصقل تجربته، جاؤوا من صيف أصيلا، ومن مهرجانها الذي أعلى من شأن الفن التشكيلي عالمياً حتى حوَّل المدينة إلى لوحة في الهواء الطلق، وإلى معرض تشكيلي جمالي قائم ودائم إلى رواق باب الرواح، كإحدى أشهر قاعات العرض في المغرب، والتي قدمت للفن التشكيلي المغربي خدمات جلى تعريفاً وتكريماً وعرضاً منذ عقود صاحبت فيها تشكله وترعرعه ونموه وازدهاره، ولازالت تفتح أذرعها وتشرع أبوابها لاستقبال أجيال تلو الأجيال من المبدعين والفنانين. الزيلاشيون 13 يقدمون مساحة شاسعة وواسعة من التجارب تتعدد وتختلف، حيث تذهب من الأشكال البسيطة لأشياء بسيطة إلى الاشتغال على الشكل الهندسي والوجوه والأقواس إلى التجريد الموغل في طمس المعني، إلى الرسم على أشياء لترجمة الفكر، كما في أعمال الباتول السحيمي التي ترسم خارطة العالم على واجهة طنجرة الضغط كي تقول إن «عالم تحت الضغط» أو على قوقعة بحرية لتقول: «اصغوا إلى العالم» الزيلاشيون 13 هم محمد الأمين المليحي، حسن الشركي، يونس الخراز، محمد عنزاوي، سهيل بنعزوز، حكيم غيلا، معاذ الجباري، عبد القادر المليحي، الباتول السحيمي، نرجس الجباري، أنس البوعناني ومحسن حراقي، فنانون يقول عنهم الفنان المسرحي الزبير بن بوشتى: «لا ... أن أغلب الفنانين المشاركين اليوم في هذا المعرض أو لربما جلهم مروا من محترف الطفل الذي تناوب على الإشراف عليه منذ تأسيسه في سنة 1978 كل من طوني مارايني، آن ماري غيريه، طه إلياس، كوثر الشريكي، إيف بازاس، أنس البوعناني، يوسف غيلان، فتيحة رحو، بدرية الحساني، وفريديريك موازون، وقد أزعم أنه لولا مرور هؤلاء الفنانين ذات أصياغ من حديقة البلاصو، والاحتكاك بمرسم الأطفال بها لما أضحوا على ما هم عليه اليوم من حضور وازن في المشهد التشكيلي داخل وخارج المغرب». إن باب الرواح يستضيف في هذا الصيف 13 فناناً تشكيلياً زيلاشياً، لكنه في الوقت نفسه هو يستضيف أصيلة، كلوحة قابعة في كل هذه الأعمال وخلفها، لذلك كان لابد لها أن تطفوها المدينة على السطح، وتكمن في الخلفية بالنسبة لهذا المعرض، حتى ظهرت في كل كلمات كل من قدم لكاتالوغ أعمال المعرض.