قامت عناصر من المياه والغابات بعين اللوح، أثناء عملية تفقدية، بإيقاف عدد من رؤوس الأغنام، ذات الصنف الجيد، كانت منتشرة بالشكل الموصوف ب «الرعي الجائر»، وذلك في إطار حماية الغابة والبيئة من التلف، غير أن العملية انتهت ب «سمسرة» غريبة، حضرتها عناصر من السلطة المحلية، وكان بديهيا أن تتصدر حكايتها حديث الخاص والعام على صعيد المنطقة بالنظر لما شابها من استفهامات تستدعي ما يلزم من التحريات اللازمة في ملابساتها وخلفياتها، وفي أبطالها وعلى رأسهم مصلحة المياه والغابات لعين اللوح. مصادر «الاتحاد الاشتراكي» من المنطقة أكدت أن عناصر المياه والغابات حجزت رؤوس الأغنام المذكورة، وعددها أزيد من 20 رأسا، وتم اقتيادها للمحجز بعين اللوح، إلى هنا كان كل شيء، على ما يبدو، عاديا، غير أن الجميع فوجئ بطريقة الإعلان عن عرض الرؤوس المحجوزة في المزاد العلني، إذ تم الأمر خارج الإجراءات القانونية، وفي وقت صلاة الجمعة من يوم رمضاني، وأقل ملاحظة تفيد أن «الإعلان» تعمد إقصاء العموم من المشاركة في السمسرة داخل الأجل القانوني. وكم كانت مفاجأة الجميع كبيرة في «افتضاح» مرامي المخطط من خلال حضور أصحاب الأغنام المحجوزة دون غيرهم تقريبا، اللهم ما صاحب ذلك من إخراج مسرحي ل «مزاد سري»، حيث أعيدت هذه الأغنام لأصحابها بطريقة ليس من المستبعد أن يكون قد تم التمهيد لها في ظروف حاملة لرائحة تواطؤ مَّا، سيما من خلال الثمن الرمزي والمضحك جدا الذي بيعت به رؤوس الأغنام، لم يتأكد فعلا أنه تراوح ما بين 25 و250 درهم، رغم أن بعض الرؤوس منها قد يصل ثمنها إلى 7000 درهم، وكان قد تم تحسين نسلها في إطار الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (أنوك)، وربما كان من اللائق إعادة الأغنام لأصحابها، بغرامة أو تحذير، دون اللجوء إلى التمثيلية المذكورة. المهزلة عادت بذاكرة المتتبعين بمنطقة عين اللوح إلى واقعة لم تتلاش رائحتها إلى حدود الساعة، ويتعلق الأمر بواقعة كانت قد جرت أطوارها السنة الماضية، وبطلها مسؤول بالجماعة القروية الذي أمر الحارس الليلي للمحجز باستبدال بغال سمان محجوزة بأخرى عجاف قبل عرضها في المزاد مكان المحجوزة التي تم الاستحواذ عليها في ظروف غامضة مرت خفية عن أعين الجميع، ولم يتخذ في شأنها أي إجراء رغم مفاجأة الجميع بالفضيحة، علما أن البغال الحقيقية كان قد تم حجزها من جانب المياه والغابات وعلى ظهرها قطع من سياج كان محاطا بإحدى غابات المنطقة، ولعل مصلحة المياه والغابات فضلت السكوت وراء عدة علامات تعجب. وعلى مستوى ما تتعرض إليه الثروة الغابوية بالمنطقة من تلاعبات، يذكر أن فرعي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال كانا قد عقدا اجتماعا استثنائيا مشتركا، تدارسا من خلاله الملف الغابوي، ومن ذلك ما شاب صفقة غابوية من شبهات، والمتعلقة بعملية تخفيف من أشجار البلوط بغابات أمايوز، تقراشيت، ومنتجع أجعبو، حيث سجلا وجود تجاوزات نتجت عنها أضرار جسيمة بلغت إلى حد اجتثاث عدة قطع غابوية عن آخرها. والغريب أن رئيس إحدى الجمعيات المحلية، المهتمة بالبستنة والأعشاب الطبية والعطرية ب «توفصطلت»، لما اتصل بإدارة المياه والغابات بعين اللوح لاستعراض بعض المشاكل الغابوية، تمت مواجهته بما يكفي من أساليب الإهانة الحاطة بالكرامة الإنسانية المتوجة بالسب والشتم والتهديد من جانب الإدارة المذكورة، حسب بيان الحزبين الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، مع ضرورة الإشارة إلى أن عدة مراسلات سبق للمجتمع المدني أن رفعها للجهات المسؤولة بشأن ما تتعرض له الغابة المتواجدة بمنطقة توفصطلت وأجعبو من تخريب. وبينما أشار بيان الحزبين إلى أن الضحية المعني بالأمر يشكو من إعاقة جسدية، وتأثير الإهانة على نفسيته ومشاعره، لم يفت ذات الحزبين التنديد بالسلوك القمعي والمتهور الذي تعرض إليه هذا الأخير، والتهديد بخوض ما يتطلبه الوضع من حركات احتجاجية تصعيدية، مع مطالبة الجهات المسؤولة، بمن فيها مندوبية عبد العظيم الحافي، بالتدخل للتحقيق النزيه في ما تعرفه المنطقة من تلاعبات وتجاوزات، وفي مظاهر فوضى الاستنزاف المتواصل الذي يهدد المساحات الغابوية بالفناء، ولن تخفيه أصوات دفوف مهرجان أحيدوس على الإطلاق.