انطلاقا من هذا الأسبوع سيكون عدد كبير من الأشخاص على موعد مع العطلة السنوية، وستختلف وجهات السفر بالنسبة للعديدين، منهم من سيختار التوجه خارج أرض الوطن، ومنهم من يفضل الوجهة الداخلية، والتي بدورها تتفاوت فيها الاختيارات وفقا للأهواء والتصورات، بين من سيتوجه صوب المناطق الساخنة، ومن سيختار المدن الشاطئية، وآخرون سيفضلون المناطق الجبلية. السفر وقضاء فترات ممتعة هو مطمح للجميع، الأصحاء منهم والمرضى على حدّ سواء، الذين منهم من تكون لديه رغبة جامحة لذلك، لكنه يكبحها لتخوفه من حدوث مضاعفات قد تعود عليه بأوخم العواقب، لكن هناك من لايعير الأمر أدنى اهتمام ويبادر بالسفر دونما أخذ الاحتياطات اللازمة، مما قد يحول لحظات الراحة والاستجمام إلى لحظات للمعاناة والألم، علما بأنه يمكن للجميع السفر حتى المرضى، لكن مع اتباع عدة تدابير وقائية حتى لاتفسد لذة العطلة ومتعة السفر أية تداعيات صحية. من بين الأساسيات التي يجب على المسافر العادي وليس المريض التوفر عليها ووضعها بحقيبة السفر ضمن باقي الأغراض التي يعتبرها هو ضرورية، نجد حقيبة الإسعافات الأولية بكافة مستلزماتها، أدوية مضادة للحساسية «مضادة للهيستامين»، أدوية مضادة للإسهال، مخفضات الحرارة، مواد مطهِّرة، عوامل واقية من الشمس، مراهم بعد التعرض للشمس، طارد للحشرات، المياه ...، ويفضل البدء بالتحضير للرحلة قبل 4 إلى 6 أسابيع من موعد السفر، كما ينصح الراغبون في قضاء العطلة خارج أرض الوطن، بالاطلاع على أحدث النصائح الصحية بالنسبة للبلد الذي سيسافر الشخص إليه، فقد يحتاج المسافر إلى لقاحات خاصة بالسفر إلى هذه البلاد، أو ربما قد يحتاج إلى اعتماد الوقاية بشكل قبلي من بعض الأمراض الموجودة في البلد الذي سيتوجه إليه، كما هو الحال بالنسبة للملاريا على سبيل المثال لا الحصر. وتتراوح المدة الزمنية للسفر من وجهة إلى أخرى، لذلك ينصح خلال المسافات الطويلة بأن يقوم المسافر من مقعده ويتجول في الممرات ويقوم بتمطيط ساقيه كلما استطاع ذلك، إذا كان السفر عبر الطائرة، أما في حال السفر في السيارة فيتعين الوقوف في باحات الاستراحة بين الفينة والأخرى، كما ينبغي شرب السوائل سيما المياه بانتظام، وارتداء ملابس فضفاضة ومريحة. كما أنه وقبل السفر يجب تناول وجبة أكل غنية ومفيدة للجسم والخلود للنوم خاصة بالنسبة للسائق. الوقاية من الشمس يعد سرطان الجلد أحد أكثر السرطانات شيوعا في العالم، وهو مشكلة صحية في تصاعد. وينجم سرطان الجلد عن الضرر الذي تسببه الأشعة فوق البنفسجية الواردة مع الشمس، ولذلك فإن حماية الجلد من التعرض للشمس ربما تساعد على الوقاية من هذا السرطان. ويمكن تحقيق ذلك باتباع عدة نصائح من قبيل البقاء في الظل ما بين الساعة 12 ظهرا و 3 عصرا، الحرص على تجنب حروق الشمس، ارتداء ثياب طويلة واعتمار قبعة مع وضع نظارات شمسية، الانتباه لكي لايتعرض الأطفال على الخصوص للشمس مدة طويلة مع تمكينهم بدورهم من ملابس طويلة، ومن المفضل أن تكون قطنية وغير داكنة، استعمال واقيات الشمس، زيارة الطبيب عند وقوع أية تغيرات على الجلد كظهور شامات جلدية، أو أية أورام، أو آفات جلدية غير مألوفة لدى الشخص. إلى جانب ما سبق، فإن هناك تخوفات أخرى مرتبطة بالسفر يعيشها مرضى داء السكري الذين يجب عليهم الحفاظ على النظام الغذائي المتوازن والتوفر على لقاح الأنسولين لمن هم في حاجة إليه وللأقراص لمن يتناولونها هم أيضا، إذ لا ينبغي أن يمنع وجود مرض السكري المريض من السفر، بل يجب الإعداد الجيد للتعامل مع أية مشاكل محتملة قد يتسبب فيها هذا الداء المزمن. ويوصي الأطباء بأن يحرص المريض بداء السكري على تناول طعام صحي كما هو الحال في بيته خلال باقي شهور السنة العادية، وأن يتبع نظاما غذائيا متوازنا عوض اتباع الملذات والأهواء وتغيير النمط الغذائي بفعل ما تقدمه المطاعم من مأكولات قد تغري بالتذوق. ويتعين على المريض استشارة الطبيب أو اختصاصي مرض السكري للحصول على معلومات عن السفر واللقاحات، وكيف يمكن أن يؤثر الطقس المحلّي وتغير المناطق الزمنية في حالة المريض الصحية. وتجب الإشارة إلى أن بعض اللقاحات قد تؤثر في السيطرة على السكري في الدم، لأن الجسم يكوِّن أجساما مضادة لمكافحة الأمراض التي يجري تلقيح الشخص ضدها. كما أنه يتعين على المريض أن يكون مرفوقا ببطاقة أو يضع إسورة تفيد بكونه يعاني من داء السكري، لمعرفة السبل الأنجع للتدخل لو تعرض لأزمة ما سيما إن كان بمفرده وحيدا، كما أنه يكون مطالبا بجلب ضعفي كمية المستلزمات الطبية أو الدوائية التي قد تستخدم لمرض السكري عادة تفاديا لأي عارض كيفما كان نوعه. على أن السفر إلى مناطق ذات مناخ حار أو بارد قد يؤثر في كيفية مراقبة السكر في الدم وإعطاء الأنسولين، لذلك يجب الاستفسار عن ذلك من قبل الطبيب قبل السفر وإشعاره بمسار الرحلة. أما بخصوص السفر بالطائرة فيجب على المريض أن يكون متوفرا على تقرير من الطبيب يشرح الحاجة إلى حمل المحاقن أو أدوات الحقن والأنسولين، ويفضل حمل جميع أدوية السكَّري في حقيبة اليد، خوفا من فقدانها مع الأمتعة الأخرى، كما أن عملية تخزين الأنسولين تتطلب درجات معينة من البرودة ومن شأن بين الملابس تعريضها للضرر بسبب انخفاض درجات الحرارة.