حان الوقت لإخراج السينما إلى فضاءات أكثر انفتاحا لتشمل كل فئات المجتمع الغوالي : ضرورة خلق مركب خاص بالفن السابع يوازي قيمة مراكش السينمائية. أحمد الفتوح : السينما المغربية تبقى عبارة عن سينما الاستعراض وليس سينما الترقب الاستباقي. أية مالكة العلوي : نحن هنا، من أجل تثوير لحظة الاختيار تلك حتى نستطيع وضع أسس قوية وسليمة، تمكننا مستقبلا من العمل على إبداع ملتقى تثقيفي شامل. هشام البومسهولي : إن سياق انعقاد هذا اليوم الدراسي في دورته الأولى سيفتح لنا الباب للدفع بالنسخة الثانية و تطويرها بحجم أكبر وبشكل دوري قصد المساهمة الفعالة في تعزيز المشهد الفني و الثقافي بمدينة مراكش. علال سهبي بوشيخي : تقنية المونتاج وحدها ليست كافية بل تستوجب ادراك معارف سوسيولوجية و ثقافية عن المجتمع. الحيحي : أفلام تستعرض هشاشة المجتمع تقابل بالنفاق الاجتماعي. الجعيدي : السينما تعتبر مضادا للإخبار حيث تدافع عن توجه معين و تساهم في تحريك المواقف
« نهيب بالسلطات الادارية المعنية و المنتخبين و كل ذوي الاختصاص من كل مكونات المجتمع المدني بالجهة، على تمكين مدينة مراكش بمركب خاص بالفن السابع على غرار مدينة الرباط تعميما لهذه التجربة على أرض الوطن. و الأمل معقود على أن تشكل هذه المؤسسة الفنية بالجهة قطبا فنيا للترفيه و التثقيف بالمنطقة بصفة عامة من شأنه أن يستجيب لحاجة ساكنة هذه الجهة في المجال الفني و يلمع صورتها في الداخل و الخارج لفائدة الجميع.» ذلك ما خلص له المشاركون في اليوم الدراسي الوطني حول السينما و الالتزام و الذي احتضنه مركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية بتعاون مع المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش ESAV بنادي جامعة القاضي عياض يوم السبت 20 ماي 2017. اللقاء العلمي، عرف مشاركة كبار النقاد السينمائيين بالمغرب و أساتذة باحثين ومخرجين سينمائيين و مفكرين و اعلاميين اضافة إلى فعاليات من المجتمع المدني و حضور نوعي لمهتمين بالفن السابع. اللقاء الذي استمرت أشغاله طيلة اليوم تميز بجلستي عمل شملت مداخلات كل من : الكاتب و الناقد السينمائي مولاي ادريس الجعيدي و الناقد الفني و السينمائي أحمد الفتوح والناقد السينمائي و الباحث بوبكر الحيحي و الباحث في الحقل السينمائي فاضل الغوالي و الفنان الفوتوغرافي و رئيس وحدة المونتاج علال سهبي بوشيخي . فيما استمرت الجلسة المسائية بعرض فيلم لwim Wenders Juliano Ribeiro Salgado: بعنوان . Le sel de la terre، تلته مناقشة لخصوصياته الفنية و التيمية و أسس سياق تصويره. الكلمة الافتتاحية لليوم الدراسي الوطني حول السينما والالتزام، ألقيت من قبل الأديبة و الشاعرة آية مالكة العلوي عضو المجلس التنفيذي لمركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية نيابة عن رئيس المركز الإعلامي الدكتور مصطفى غلمان حيث كشفت عن عزم مركز عناية منظم هذا اللقاء التأسيس لملتقى سينمائي سنوي قار قائلة: "وجودنا اليوم هو تأسيس مسبق لقاعدةٍ نمسك بنظامها اختيارا لا محيد عنه.. هو أس برامج مركز عناية للتنمية والأعمال الاجتماعية واستراتيجية عملنا، إذ الانشغال بالفنون الجميلة ومنها بالتأكيد السينما باعتبارها عمودا فقريا.. يقف على جسد الثقافة والفهم الصحيح لاندماجه المجتمعي ودوره في التحديث والتنمية وإحداث الثورة الفكرية والتربوية.. ". وأضافت العلوي: " كما أن ثيمة الالتزام تفرض نفسها ضمن سياقات عديدة، منها الموضوعاتي والفني والقيمي... بالاحتفاء بالحسية المتوهجة وبشواطئ الروح التي لا ترنو عليها إلا سفن الذين اكتووا بالوجود الخارجي وقاوموا غطرسة من يبني عوالم متواطئة مع هوى الذات وشواطينها وأبالسة التعتيم التي تراهن على قولبة الإنسان وتشييئه وعولمة قيم رثة مشكومة بعضوات الايديولوجيات المستهلكة.. ومن خلال ذلك، نضبط إيقاع البحث عن وسائل وكيفيات لتجسيد صورة الالتزام في سيرورتنا الثقافية والتربوية والنفسية، ولذلك نحن هنا، من أجل تثوير لحظة الاختيار تلك حتى نستطيع وضع أسس قوية وسليمة، تمكننا مستقبلا من العمل على إبداع ملتقى تثقيفي شامل يكون حياة جديدة للمعنى السينمائي برؤية سيكولوجية بيداغوجية منفتحة على التجارب والخبرات والعلامات الفنية ذات الصلة بالفن السابع. واختتمت الأديبة مالكة العلوي كلمتها باسم اللجنة المنظمة شكرها الخاص لكل المساهمين في إنجاح هذا اللقاء حيث دعت إلى المساهمة في إعادة الاعتبار للفعل الثقافي السينمائي وإلى تطوير وسائل الإبداع، انطلاقا من كون ان الجسد السينمائي رغم ما يتعاور عليه من جراح وما أصابه من رضوض.. ففيه ما يكفل له أن ينهض بشكل مختلف وصحي، بفضل حصن آسر ومغاير من المثقفين والمهتمين للنهوض بهذا الفن بما يتواءم وطموحاتهم في تنقية الوجود مما يؤزّمه بعقول ملتهبة بالثقافة.. مستنفرة لا تستكين ولا تتعلّب.. بل يلهبها الفعل الجاد، وترجّها بصمة التغيير..وتستنهضها الجِدَّة والتجديد". من جهته، أكد هشام البومسهولي منسق اليوم الدراسي الوطني للسينما و الالتزام و مسير الندوة في كلمته : « أن لقاء اليوم هو لقاء له عدة دلالات حيث لا ينحصر تنظيمه في ترتيب مداخلات نوعية حول الموضوع المختار « السينما الملتزمة و قضايا حقوق الانسان « و لكن هو موعد مع الفن الرزين بعيون أكاديميين متخصصين و خبراء مخلصين من أبناء هذا البلد همهم الوحيد تطوير الذوق السينمائي و دعم المبادرات و تشجيع المتلقي على تجويد الخطاب السينمائي وتحسينه. إن سياق انعقاد هذا اليوم الدراسي في دورته الأولى سيفتح لنا الباب للدفع بالنسخة الثانية و تطويرها بحجم أكبر وبشكل دوري قصد المساهمة الفعالة في تعزيز المشهد الفني و الثقافي بمدينة مراكش عبر لقاءات أكاديمية علمية ذات قيمة توازي اللقاءات التي نسهر على تنظيمها في مركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية في كل برامجنا. هذا العمل و بفضل دعمكم سيساهم في رؤية متجددة و بقيمة مضافة لخدمة السينما و محبيها بمراكش وكذا لتدعيم فرص نجاح الأنشطة المواكبة لها. ان اختيار السينما الملتزمة و قضايا حقوق الانسان كعنوان هو خيار نهدف لجعله قيمة أساسية في منظومة حديثة لتحديث استهلاك السينما الجادة و المساهمة في تربية التعاطي الايجابي لقيم كونية تؤهل الوعي و تهذب السلوك. ان السينما الملتزمة المعاصرة تعالج قضايا الانسانية ، فهي تبقى ضرورية من اجل تغيير معالم عالم متغير و متجدد , كما تكمن وظيفتها في «تعرية الواقع المعاش» . لكن بالمقابل، نسبة الأفلام الملتزمة تبقى قليلة كما و رواجا مقارنة مع الأفلام التجارية المتداولة. تساؤلات و محاور متعددة وغنية فكريا و مهنيا سنكتشفها مع مداخلات أساتذتنا الأفاضل مشكورين.» بعد ذلك انطلقت أشغال اليوم الدراسي وفق البرنامج المسطر من قبل اللجنة المنظمة حيث تدخل الكاتب والناقد السينمائي مولاي ادريس الجعيدي و التي عنونها ب : Engagement, militantisme et propagande au cinéma : Prise de position , point de vue et distanciation شملت مجموعة من المحاور لخصها على أن الفيلم يبقى له وجهة نظر و رأي شخصي في نظرية الانتاج الفيلمي. النقد السينمائي أعتبره الجعيدي كحلقة ثانية تنضاف إلى المسافة الفاصلة بين مدار الفيلم و المتلقي لكي ينتج نتيجة تضامنية تؤكد على هذا الالتزام. هذا الأخير شمله الجعيدي بأخذ القرار الذي يسحب من الجماعة قصد الانخراط المتكامل في هذا المنتوج. و في معرض حديثه عن عواقب هذا التوجه في الأفلام السينمائية، أكد مولاي ادريس الجعيدي أن السينما تعتبر مضاد للإخبار حيث تدافع على توجه معين و تساهم في تحريك المواقف. انها ثقافة الالتزام و خصوصا في الفيلم السياسي و سينما البروباغندا مستطردا بمجموعة مهمة من أفلام ذات قيم و ذات خصوصيات تساعد على تمرير رسائل تجذب أحيانا ليس فقط المخيال و لكن تصل حتى أحاسيس المتلقي. و عن مداخلة الناقد السينمائي و الباحث في الحقل السينمائي بوبكر الحيحي و التي عنونها ب: « النقد الاجتماعي كشكل من أشكال الالتزام في شريط « الزين لي فيك» لنبيل عيوش « أكد الحيحي أن ظاهرة الأفلام التي تعالج مواضيع الهشاشة تمثل جانبا من الجوانب المجتمعية التي تمس هذا المجتمع على اعتبار أن هذه الأفلام و على رأسهم « الزين لي فيك» لنبيل عيوش هي أفلام يحكمها الجانب النفسي وهو المتحكم فيه أكثر من اللازم حيث يوازيه نفاق اجتماعي بين رفض المتلقي لذات الموضوع و قبوله على أرض الواقع . فخصوصيات هذا الفيلم تعكس الواقع المعاش بعيدا عن الاثارة أو الفتنة, لكن بالمقابل هناك من يؤول الرسالة الفنية للفيلم نحو نقد اجتماعي مقصود يعكس ما يعيشه يوميا في مختلف تجلياته. وعن حديثة عن التربية على الذوق و تأطير المواطن على قيم مجتمعه ، أكد الحيحي أنه في غياب تام لدور الأحزاب تبقى رؤيا الأفلام الملتزمة ذات قيمة اضافية لأفلام النقد الاجتماعي كوسيلة للتنمية المستدامة للفرد و المجتمع. الناقد الفني و السينمائي و الكاتب أحمد الفتوح ركز في مداخلته المعنونة : Cinéma engagé au Maroc : éléments de réflexion ، اعتبر أن الدفاع عن السبب هو استمرارية لمشروع اجتماعي نابع عن مكانة الالتزام ليس فقط في السينما و السينمائيين و لكن في مختلف الأشكال الأدبية و الفنية و الكتاب و الفنانين. كما ركز الفتوح علة مجموعة مراجع سينمائية و سينمائيين كأمثال : كينلوتش ، كوستاس كاغاز ,,,, كما أن الالتزام يعتبر هو الدفاع عن قضية و نبذ ظاهرة . الفتوح تساءل عن السينما الملتزمة في المغرب و عن استمراريتها وهل قوة الابداع التزام محوري؟ و هل كانت هناك سينما ملتزمة للفاع عن حرية المغرب و استقلاله ابان الحماية؟ الناقد الفني و السينمائي الفتوح أجاب أن الغياب التام لسينما ملتزمة منخرطة في حركة المقاومة ، في نظر المجتمع تبقى تقليدية بمقابل النخبة التي اقتصرت ميولاتها نحو المكتوب بدل الصورة. وخلص حديثه أنه يوجد بالمغرب أفلام ملتزمة لكن بعيدة عن السينما الملتزمة , كما أضاف أن الأفلام الملتزمة تخص الحريات الجماعية و خصوصا الحريات الفردية حيث تبقى السينما المغربية عبارة عن سينما الاستعراض وليس سينما الترقب الاستباقي. الخبير و الباحث السينمائي عبد الفاضل الغوالي ركز في مداخلته التي أختار لها كعنوان : Le cinéma : histoire d'une récupération حيث اعتبر أن كل عمل سينمائي ليس فقط عملا مقتصرا على الجانب الفني المحض و الخاص على فئة جد محدودة سيطرت على الفن و الابداع على حساب باقي فئات المجتمع, لكن يضيف الغوالي ، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية جعلت السينما في متناول الجماهير الواسعة خلافا للأوربيين الذين واجهوا الاشتراكية بفن طبقي موجه لفئة اجتماعية ميسورة. و انتقد الغوالي بعض المهرجانات الوطنية و التي أصبحت تهتم بالبروتوكول و الاستعراض بعيدا عن جوهر الفن السابع و قيمه، كما اقترح على المسؤولين احداث مركب خاص بالفن السابع بمدينة مراكش يعنى بالسينما و مهن السينما حتى تجد فئة عريضة من الشباب و الباحثين فرصا للإبداع خصوصا و أن المدينة تزخر بمؤهلات ضخمة في هذا المجال و ميزانيات تسمح بإنشاء هذه التحفة العلمية بدل تظاهرات ليس لها أي وقع على المدينة. من جهته أكد الفنان الفتوغرافي و رئيس وحدة المونتاج علال سهبي بوشيخي في مداخلته التي أختار عنوانها ب: Le montage peut- il être un acte révolutionnaire ، أن أهمية تقنية المونتاج تحتاج مجموعة مقومات تساهم في دفع المتلقي إلى اختبار ذكاءه حول درجة الجاذبية في الفيلم بناءا على محددات صاحب التقنية . و أردف علال سهبي أيضا أن المونتاج يصنع أولا في ذهن صاحبه كما أن هذه العملية لا تقتصر على تركيب لقطات متتالية فقط بل انها عملية تعنى بإنتاج رسالة هادفة قوتها تكوين صاحب المونتاج أولا السوسيولوجي و ادراكه لثقافة المجتمع و قيمه . و أختتم علال سهبي مداخلته على أن المونتاج عمل مؤثر و جد حساس لدرجة الخطورة حيث عمل جردا معمقا في مختلف المدارس السينمائية مذكرا الحضور بتجاربه في هذا الصدد وخبرته الطويلة في هذا الميدان. بعد ذلك خلص مدير اللقاء هشام البومسهولي إلى فتح باب النقاش و الذي تقاسم فيه الحضور مواضيع لامست الالتزام بمختلف تلويناته و محدداته و الميادين التي يغطيها و تنوع تدخلاته في خدمة القضايا الانسانية. مباشرة بعد جلسة النقاش، أعطيت الكلمة لضيف الشرف الأديب و المفكر و الاعلامي عبد الصمد الكباص للحديث عن مغزى و رمزية هذا اللقاء ، حيث تناول معاناة السينمائيين و الباحثين السينمائيين في مجابهة اغناء الحقل السينمائي بالرغم من التجاذبات التي يواجهونها بداية التسعينات في مجموعة من المؤسسات و دور الفاعلين بالمدينة في تكريس قيم للذوق السينمائي و إلى بسط ثقافة سينمائية بالمدينة. عبد الصمد الكباص أشاد بمبادرة مركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية لتنظيم لقاء وطني من هذا الحجم و باستضافة نقاد و مختصين من العيار الثقيل بالمغرب لتبادل المعارف و الخبرات، وهي ، يضيف الكباص، قيمة مضافة ستنضاف إلى أنشطة مركز عناية الثقافية والفنية و الرياضية الناجحة بالمدينة. الفترة المسائية تميزت بعرض الفيلم السينمائي حول الالتزام بقاعة Xavier Guerrand- Hermès بالمدرسة العليا للفنون البصرية ESAV . الفيلم لمخرجه : Win Wenders بعنوان Le sel de la terre و هو الفيلم الذي يوثق لمجموعة من المشاهد الملتقطة من مختلف بقاع العالم و بؤر التوثر و معاناة الانسان عبر العالم انطلاقا من عدسة المصور Salgado . بعد ذلك ناقش الحضور قيمة الفيلم الجمالية وحسه في الالتزام بقيم الانسانية و نقل معاناة البشرية عبر سنوات عدة و متتالية و دور الأبيض و الأسود في تجسيد الواقع الحقيقي و علاقته بالطبيعة. اختتام اللقاء تميز بكلمة لهشام البومسهولي وبتنسيق مع أعضاء المجلس التنفيذي لمركز عناية و الذي شدد على ضرورة توالي مثل هذه الأنشطة لما فيه خذمة الأجندة الفنية و الثقافية لمدينة مراكش و سبل تعزيز خطاب أكاديمي جاد وواعد يساهم في تطور المعرفة السينمائية بدل الانحباس وراء أنشطة ضيقة و معدودة على رؤوس الأصابع. و اختتم اليوم الدراسي الوطني بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين تقديرا من المنظمين لروح التعاون وسمو الخلق و الدينامية الكبيرة و الانخراط الايجابي الذي أبداه المشاركون من مختلف المدن المغربية لإنجاح هذا الملتقى الوطني حول السينما والالتزام. مباشرة بعد اختتام الدورة الأولى لليوم الدراسي الوطني حول السينما و الالتزام و الذي نظمه مركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية تحت عنوان : « السينما الملتزمة و قضايا حقوق الانسان» تمت تلاوة البيان الختامي للدورة والذي شمل توصيات مهمة موجهة للمسؤولين و الرأي العام الوطني حيث جاء كالآتي: «اجتمع المشاركون في الجلسة الختامية لليوم الدراسي الوطني الأول المنعقد بمراكش و الذي نظم من طرف مركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية تحت عنوان : «السينما الملتزمة و قضايا حقوق الانسان» بالاتفاق على توصيات هذا اللقاء و التي ضمنها المجتمعون في البلاغ: اعتبارا لما للسينما من ّأهمية قصوى بالنسبة لدمقرطة الثقافة بصفة عامة و اشاعتها بين عموم المواطنين بشكل جماعي ينمي قدراتهم الفكرية و يقوي روابطهم الاجتماعية و يعزز ارتباطهم بالموروث الحضاري للبشرية جمعاء, وتقديرا منه للدور المنوط بالسينما في ارساء قواعد التسامح و التآخي و التفتح على الآخر و التربية على القيم الانسانية الكونية وروح المواطنة و نبد العنف بكل أشكاله بين الأفراد و الجماعات. و اقتناعا منه بالحاجة الماسة لدعم كل ما تقوم به المدرسة في مجال بناء الكفايات المستهدفة عبر البرامج التعليمية المقررة من خلال الأنشطة التربوية السينمائية الموازية الهادفة و الداعمة لهذه التكوينات المدرسة بشكل فعال لا محيد عنه اليوم في زمن الصورة و حضارة السمعي البصري. وعملا بالمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان التي تقر بحق كل فئات المجتمع من الترفيه ببعده الانساني الذي يقوي مكتسبات الأفراد و الجماعات وينمي ذوقهم و يغذي ميولاتهم الفنية و يسقل مواهبهم و يجعل منهم مواطنين منسجين مع ذواتهم و مع المجتمع و مع الآخر. وفي سياق ما حققته مدينة مراكش منتصف القرن الماضي لفائدة ساكنتها في مجال اشاعة الثقافة السينمائية بالمدينة حيث عمل القائمون على هذا القطاع على توفير قاعة سينمائية لكل حي من أحياء المدينة دون استثناء بالمواصفات المطلوبة لتمكينهم من الاستفادة من حقهم في الترفيه السينمائي عن قرب ، الشيء الذي ساعد على توسيع قاعدة المستفيدين من هذا الفن أفقيا و عموديا. بالنسبة لكل الفئات الاجتماعية المحلية و كل الأصناف العمرية. و دعما لاختيار الجهوية الموسعة الذي أقره الدستور الجديد للمملكة و الهادف إلى حث كل جهة على حدة على ابراز مؤهلات الطبيعة و مقوماتها الخاصة البشرية و الثقافية عبر برامج سوسيو-اقتصادية و اجتماعية متميزة و مندمجة من شأنها أن تنمي كل جهة لفائدة مواطنيها و الوطن ككل على حد سواء. و تفاؤلا بالمستقبل الواعد لجهة مراكش-أسفي و بكل الدعم المباشر و غير المباشر الداخلي و الخارجي الذي سوف يحظى به انشاء مؤسسة سينمائية تعنى بهذا الفن في المنطقة. فان اليوم الدراسي الوطني الأول المنعقد بمراكش تحت اشراف مركز عناية للتربية و الأعمال الاجتماعية يوم 20 ماي 2017 بنادي القاضي عياض تهيب بالسلطات الادارية المعنية و المتخبين و كل ذوي الاختصاص من كل مكونات المجتمع المدني بالجهة، على تمكين مدينة مراكش بمركب خاص بالفن السابع على غرار مدينة الرباط تعميما لهذه التربة على أرض الوطن. و الأمل معقود على أن تشكل هذه المؤسسة الفنية بالجهة قطبا فنيا للترفيه و التثقيف بالمنطقة بصفة عامة من شأنه أن يستجيب لحاجة ساكنة هذه الجهة في المجال الفني و يلمع صورتها في الداخل و الخارج لفائدة الجميع.