تطرق الناقد السينمائي عمر بلخمار لسؤال الهوية في السينما المغربية انطلاقا من أربعة مكونات أساسية للهوية هي البيئة الجغرافية والدين واللغة والتراث انطلاقا من عدة أفلام مغربية. وأكد المتحدث بعدما عرف بمفهوم الهوية في مداخلته خلال يوم دراسي نظمه مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة السبت الماضي في موضوع: ''السينما المغربية والمجتمع''، (أكد) على أن السينما المغربية تعرف تنوعا جغرافيا بيئيا، كما أكد أن موضوع الدين مطروح في الأفلام المغربية، وإن كان في بعض الأعمال يأتي مشوها ولا يأتي مطابقا للحقيقة، كما تحدث عن التسامح الديني في بعض الأعمال السينمائية. وتطرق المتحدث نفسه، إلى التعدد اللغوي في الأفلام المغربية، وكذا ملامستها لتراث كل منطقة وكل جهة من المغرب. وأكد حماد يوجيل، من وحدة الدراسات الفنية والجمالية من المركز المنظم لليوم الدراسي، في حديثه عن حاجيات المتفرج من السينما المغربية خاصة على المستوى الجمالي والفني للسينما، (أكد) على أهمية إذكاء الذوق الجمالي لدى المتفرج المغربي والاستمتاع بالفرجة بعيدا عن كل ما يمكن أن يعيق هذه الفرجة خاصة على مستوى الإبداع. وتناول الناقد السينمائي مولاي إدريس الجعيدي عن ''السينما والمجتمع'' من خلال السينما المغربية، كما تحدث عن السينما والتاريخ، مبرزا أهم النظريات السينمائية في ذلك. أما حبيب نصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة فتطرق ''لصورة الأنا في السينما المغربية'' من خلال قراءة في بعض الأفلام المغربية. وقد شدد المتدخل على أن هذه الذات غالبا ما تأتي مشوهة ومستهجنة وليس كما هي في الحقيقة أو الواقع، كما ركز على أهمية التربية على الصورة في الحياة المدرسية والتربوية. وتحدث الناقد السينمائي مصطفى الطالب عن ''السينما المغربية في العشرية الأخيرة''، موضحا أن سبب اختياره للعشرية الأخيرة، كون المغرب عرف مع مطلع الألفية الثالثة تحولات سياسية واجتماعية وثقافية وقيمية هامة. ولأن السينما واكبت بل وساهمت بشكل كبير في هذه التحولات التي تأثرت في مجملها بالعولمة الاقتصادية والثقافية. كذلك، فإن السينما المغربية خلال العشرية الأخيرة أصبحت محط اهتمام الرأي العام المغربي إن على المستوى السياسي (البرلمان) أو الاجتماعي والثقافي (ما أحدثته من نقاش وضجات إعلامية). وخلص النقاش خلال اليوم الدراسي إلى أن المنتدى كهيئة علمية هو منتدى للبحث السينمائي في معناه الأكاديمي والعلمي حول كل القضايا المتعلقة بالشأن السينمائي، وأن الهدف من المنتدى هو المساهمة في تعميق النقاش حول السينما والإبداع السينمائي، وأيضا التعاون مع كل مكونات الحقل السينمائي المغربي والمؤسسات الأخرى المهتمة بالإبداع السينمائي. وخلص المشاركون إلى أن مدينة وجدة التي احتضنت في السابق عدة أنشطة سينمائية من بينها دورة من دورات المهرجان الوطني للفيلم سنة 3002، تحتاج اليوم إلى مهرجان سينمائي يليق بموقعها الجهوي والجغرافي، وبما تزخر به هذه المدينة من طاقات فنية ومؤهلات بنيوية وجغرافية تمكنها من احتضان هذا المهرجان. وقال سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة في افتتاح أشغال اليوم الدراسي: إن الهدف من اختيار موضوع ''السينما المغربية والمجتمع'' ينطلق من أن السينما أصبحت اليوم في قلب اهتمامات الجميع ومكونا رئيسيا من مكونات النهضة الثقافية للمجتمع، كما أن السينما المغربية طرحت عدة إشكالات وقضايا أثارت العديد من التساؤلات والنقاشات لدى جميع المهتمين بالشأن الفني والثقافي. وأكد رئيس الوحدة الفنية بالمركز مصطفى الرمضاني خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي إن اختيار موضوع السينما المغربية جاء انطلاقا من اهتمام المركز بالجانب الفني ككل، وهو الطرح الذي زكاه رئيس اللجنة التنظيمية فؤاد بوعلي، مذكرا باهتمام المركز بالقضايا الفنية من خلال تنظيمه للمعرض السنوي للفوتوغرافيا، ولأنشطة تهم الفن التشكيلي والمسرح، مضيفا أن اليوم الدراسي حول السينما والمجتمع جاء ليؤكد انفتاح المركز على القضايا الفنية والسينمائية التي تستأثر بالرأي العام المغربي. ووقف فؤاد بوعلي خلال الجلسة العلمية الثانية أثناء عرض ومناقشة ورقة مشروع ''المنتدى المغربي للبحث السينمائي'' على أسباب إحداث هذا المنتدى وعلى أهدافه وغاياته وطرق الاشتغال به.