يكرم الموضبة لطيفة نمير ويحتفي ب «تجارب فنية مشتركة» تستعد مدينة سيدي قاسم في الفترة ما بين 14 و18 ماي الجاري احتضان فعاليات النسخة السادسة عشرة لملتقاها السينمائي الوطني، الذي سيتم خلاله تقديم عروض سينمائية طويلة وقصيرة، وإقامة ورشات تقنية وفنية، وتنظيم عروض في الهواء الطلق عن طريق القوافل السينمائية وعروض أخرى بالسجن الفلاحي أوطيطة، وإقامة معارض خاصة بآلات التصوير السينمائي والفتوغرافي، والمنتجات الفنية النسائية، وتنظيم صبحيات للأطفال وأنشطة أخرى غنية ومتنوعة. وتشكل دورة هذه السنة، التي تنظم تحت شعار" السينما من أجل تنمية الوعي الاجتماعي والجمالي" من طرف النادي السينمائي لسيدي قاسم، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمركز السينمائي المغربي وعدد من الشركاء والمتعاونين، فرصة سانحة للقاء مهنيي السينما من مخرجين وتقنيين وممثلين بالإضافة إلى نقاد وصحافيين ومهتمين... ومناسبة أيضا للاحتفاء بالسينما المغربية وبرجالتها ونسائها، كما أحدث النادي السينمائي بسيدي قاسم فكرة جديدة في برنامج المهرجان، ويتعلق الأمر بالاحتفاء لأول مرة "بتجارب فنية مشتركة"، يتم من خلالها تكريم زوجين يجمعهما الفن (السينما) والحياة تحت سقف واحد، وقد وقع الاختيار هذه السنة على الزوجين المتميزين (الكوبل) الفنانة ثريا العلوي وزوجها المخرج نوفل لبراوي، وهي الفكرة التي ستترجم على أرض الواقع في بادرة حديثة وفريدة من نوعها على صعيد المهرجانات والملتقيات المنعقدة بالمغرب. وسيعرف حفل افتتاح الملتقى تكريم الفنانة والموضبة لطيفة نمير رئيسة بمختبر المركز السينمائي المغربي، وذلك لما أسدته من خدمات جليلة في هذا القسم، وإشرافها أيضا على توضيب عديد من الأفلام المغربية والإفريقية وتتويجها في أكثر من مناسبة، كما سيعرف حفل الافتتاح كذلك عرض الفيلم المغربي المطول "وداعا كارمن" للمخرج محمد أمين بنعمراوي الحائز على العديد من الجوائز الوطنية والدولية. وتتكون لجنة تحكيم مسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة من المخرج السينمائي المغربي سعد الشرايبي، (رئيسا) وبعضوية كل من الفنانة سهام أسيف، والناقد السينمائي المغربي بوشتى فرق زايد، والفنانة بشرى خالد، والموضبة لطيفة نمير. بينما تتكون لجنة تحكيم الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم)، من الثلاثي: حسن وهبي (نادي مراكش) وعبد الكريم واكريم (طنجة) وعبد السلام هليلي (سيدي قاسم). وتتخلل فقرات الملتقى السينمائي بسيدي قاسم في دورته 16 أيضا، أنشطة أخرى موازية كعقد ورشات تقنية وفنية في مجالات مختلفة تهتم بمهن السينما، منها "ورشة القراءة الفيلمية" يحتضنها المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ويؤطرها النقاد المغاربة بوشتى فرق زايد وإدريس القري وعبد الرزاق الزاهر، وورشة المونطاج الرقمي الموجهة أساسا للعاملين بمختبرات التصوير الفتوغرافي بسيدي قاسم، التي سيؤطرها المخرج الشاب جمال المودن، في حين سيؤطر المخرج الشاب مراد خلو ورشة التصوير السينمائي الموجهة لتلاميذ المؤسسات الثانوية التأهيلية بسيدي قاسم ونواحيها. وبخصوص هذه الورشات، أكد عبد الخالق بلعربي مدير المهرجان على الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الورشات في إذكاء الحس الفني والجمالي بخصوص السينما، حيث لا تخفى على أحد الأهمية البالغة لهذا الفعل الحضاري في نشر الثقافة السينمائية بين الشباب واليافعين وإدماجها في فضاء المدرسة المغربية العمومية باعتبارها المكان الأنسب والطبيعي لتوفير وترسيخ شروط التلقي السينمائي السليم، وذلك لأن السينما تعتبر من بين الفنون الأكثر ديمقراطية وانفتاحا على القيم الإنسانية الكونية النبيلة كالتسامح والحرية والحوار.. والتربية على قيم المواطنة الحقة، لهذا يعمل النادي السينمائي بسيدي قاسم على ترسيخ هذه الثقافة السينمائية الجادة". موازاة مع ذلك، ستوقع إصدارات سينمائية جديدة منها مؤلف جماعي مترجم من الفرنسية إلى العربية يقدمه الناقد السينمائي فريد بوجيدة بعنوان: "مفتاح نظرية السينما – 200 مصطلح" لمحمد عبد الفتاح حسان، ونور الدين بوخصيبي وبوبكر الحيحي، والثاني بعنوان: "محمد مزيان.. سينمائي وحيد ومتمرد" من إعداد الناقد السينمائي المغربي أحمد سيجلماسي. ***** بور تريه لطيفة نمير.. أو عاشقة ترتيب الصور لطيفة نمير من الأسماء الشابة التي فرضت نفسها منذ سنوات في تخصص المونتاج الرقمي السينمائي والتلفزيوني، حيث تركت بصمتها واضحة على جسد العديد من الأفلام المغربية والإفريقية الروائية والوثائقية، الشيء الذي مكنها من الحصول بمهرجان واغادوغو «الفيسباكو» ببوركينافاسو على جائزة أحسن مونتاج سنة 2011، عن توضيبها لفيلم «ثقل القسم» من إخراج البوركينابي دانييل كولوسانو، كما حصلت مجموعة من الأفلام التي ركبتها على جوائز في تظاهرات سينمائية مختلفة. والمعروف عن هذه الفنانة بيضاوية المولد، ذات الأصول الأمازيغية الحاصلة عن إجازة في الأدب الانجليزي وأخرى تطبيقية في السمعي البصري من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن مسيرتها المهنية انطلقت من القناة التلفزيونية المغربية الثانية دوزيم، حيث اشتغلت باحترافية عالية في قسم البرمجة من 2001 إلى 2003 قبل أن تلتحق بمؤسسة المركز السينمائي المغربي بالرباط مقر عملها حاليا. ومما أكسبها تجربة وخبرة ومراسا أكثر في تركيب الصور المتحركة، الدورات التكوينية العديدة التي استفادت منها بكل من فرنسا وألمانيا، زد على ذلك مساهمتها الفعالة في تأطير مجموعة من ورشات المونتاج الرقمي بمختلف المهرجانات والتظاهرات السينمائية المغربية. فلطيفة الإنسانة الرقيقة والفنانة الموهوبة، العاشقة لمهنتها وتخصصها، لا تبخل بمعارفها على هواة السينما وعشاقها من الشباب، وعلى المخرجين المحترفين من مختلف الأعمار، فهي دوما رهن إشارتهم بملاحظاتها وإرشاداتها وخدماتها المتنوعة، لا تشعر بأن المونتاج بالنسبة لها حرفة فحسب، بل هو كذلك عشق وهواية وإبداع وإحساس ومهارة وتقنية ونشاط فني وثقافي، تحقق من خلاله ذاتها وتسعى دوما إلى تطوير قدراتها الإبداعية لتكون في مستوى ما تشهده هذه المهنة وتقنياتها من تطور متسارع الوتيرة بفضل التقدم المضطرد لتكنولوجيا الإعلام والتواصل. وتعتبر لطيفة نمير أن المونتاج أو التركيب هو «فن ترتيب المشاهد، استنادا إلى أحداث قصة ما بشكل تسلسلي لإيصال معنى القصة للمشاهد، ومن أبجديات المونتاج التقطيع والتلصيق، وبصفة عامة هو كتابة قصة معينة بواسطة الصور، فكل مشهد هو عبارة عن جملة، وتركيبها يخضع لقواعد لغة المونتاج كما هو حال باقي اللغات وقواعدها. والمونتاج الرقمي، ليس عملا تقنيا فحسب بل هو عمل فني يتطلب حسا فنيا وإبداعيا، وإذا كان السيناريو هو الكتابة الأولى للفيلم، والإخراج هو كتابته الثانية، فإن المونتاج بمثابة الكتابة الثالثة والأخيرة الموحدة بين السيناريو والإخراج».