سبق لبرنامج مشارف أن فتح ملف المسرح على امتداد عدة حلقات طرح خلالها سؤال التأليف المسرحي، والانتقال من النص إلى العرض، وتوقف عند مفاهيم السينوغرافيا والدراماتورجيا وغيرها. واليوم يحاول ياسين عدنان في حلقة جديدة من برنامجه الثقافي الأسبوعي طرح سؤال الإخراج، ليس بشكل نظري، ولكن انطلاقا من تجربة مخرجة مغربية لها رؤية فنية خاصة متميزة. إنها أسماء هوري مخرجة (دموع بالكحل) التي حصلت على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، قبل أن تنتزع مسرحيتُها الجديدة (خريف) جائزة أفضل عمل مسرحي عربي خلال الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي بالجزائر. فإذا كانت أسماء هوري قد تلقّت تكوينها الأساسي في التمثيل الذي مارسَتْه في بداياتها الأولى، فما الذي أفادَتْ به الممثلةُ فيها المخرجة؟ ثم، ماذا عن الحضور القوي للدراماتورجيا في حساباتها؟ هل على المخرج الجيد أن يكون دراماتورج بالضرورة؟ أيضا، ماذا عن رؤيتها الإخراجية التي تقوم على شراكة أساسية مع العازف والمؤلف الموسيقي رشيد برومي حيث صار العزف الحيّ خلال العرض، وأحيانا فوق الخشبة، مكوّنًا أساسيا من مكوّنات فرجتها المسرحية؟ هذه الاسئلة وغيرها تشكلت مدار حلقة الاربعاء الماضي من «مشارف» حول تجربة أسماء هوري الإخراجية، وأيضا حول المشروع الفني لفرقة مسرح أنفاس.