تعيش مخيمات تندوف منذ أسابيع، حالة احتقان قصوى نتيجة تذمر السكان المحتجزين من سياسة قيادة البوليساريو التي تتعامل مع مطالبهم بنوع من الاستخفاف و الاستهجان و اللامبالاة، هذا في الوقت الذي يعاني فيه سكان المخيمات من كارثة إنسانية فظيعة عنوانها الرئيسي:أزمة في مياه الشرب وشح في المواد الغذائية ونقص كبير في المعدات الطبية. وتبقى أزمة العطش هي الأخطر، نظرا لأهمية المياه كمادة حيوية في عز الصيف الذي تشهد فيه المخيمات أعلى درجات الحرارة، بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها وخاصة في شهر رمضان . وأمام هذه الكارثة الإنسانية التي أثرت على مختلف مناحي الحياة بالمخيمات والأرياف والتي تزامنت مع ارتفاع الحرارة، سارعت عائلات قيادة البوليساريو وأقاربهم ،كالعادة، إلى الهروب صوب اسبانيا وموريتانيا، ليبقى الآلاف من العائلات الصحراوية المحتجزة داخل المخيمات تحت رحمة تقلبات جوية و تدبيرية تنذر بمأساة حقيقية، في ظل فساد قيادة البوليساريو ولا مبالاتها وسوء تسييرها للمساعدات الإنسانية العينية والمالية التي سرقتها . وحسب بلاغ «منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف» المعروف اختصارا ب: «فورساتين»، فقد «وجهت الساكنة نداء عاجلا من أجل إنقاذها من الظروف المأساوية التي تعيشها، ودعت إلى إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات التي تنظمها البوليساريو». و»دعت لوقف زيارات الوفود الأجنبية إلى المخيمات إلى حين تجاوز الأزمة، نظرا لما تكلفه تلك الزيارات من مصاريف وما تستهلكه من مياه على حساب احتياجات ساكنة المخيمات، حيث توفر لتلك التظاهرات والذكريات صهاريج ضخمة من المياه». في حين «لم تكف صهاريج المياه لإرواء ساكنة دواوير المخيمات لأزيد من شهرين، ومن حالفها الحظ بعد مرور شهرين من الانتظار يتم تزويدها بالماء المالح على غرار»امكالة «و»المحبس»، رغم أن منظمة غوث اللاجئين ومنظمة «سولي «وغيرهما، وفرت أحدث الأجهزة والمعدات لتصفية المياه، وسعت مع باقي المنظمات المانحة إلى توفير نسب كافية منها، إلا أن مياه المخيمات تباع من طرف قيادة البوليساريو أو توجه لسقي الإبل والمواشي الخاصة بالقيادة. وسجل منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف ما يلي: نفاد مخزون الأمان من المواد الغذائية الأساسية الموجهة للصحراويين الأكثر هشاشة، خاصة مادتي السكر والأرز، وبدء نفاد المواد الغذائية الأخرى، وقد اضطر برنامج الغذاء العالمي لتقليص الحصص الغذائية الشهرية التي يوفرها بنسبة 20 في المئة لشهر ماي الحالي. نفاد المواد العلاجية الخاصة بمكافحة سوء التغذية وفقر الدم وهو ما سيعرض حياة أكثر من 22000 من الأطفال والنساء المصابين بسوء التغذية وفقر الدم للخطر. تقلص مشروع الخضر الموجه لساكنة المخيمات بنسبة 70 في المئة نظرا لعدم إفراج المديرية العامة الأوربية إلى حد الآن، عن مساهمتها في هذا البرنامج الحيوي لسنة 2017. تزامن حدوث هذه الأزمة الغذائية الحادة مع اقتراب دخول شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما سيكون له انعكاس خطير على صحة الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ داخل المخيمات. من أجل ذلك دق هذا المنتدى ناقوس خطر حدوث كارثة في المخيمات رغم أن مجلس الأمن ناشد البلدان المانحة في توصيته شهر أبريل الماضي، لتقديم المزيد من المساهمات وعدم تقليص الحصص الغذائية التي تقدمها. ورغم أن برنامج الغذاء العالمي قد نبه إلى خطورة الوضع ودعا البلدان المانحة إلى توفير ما يقدر بمبلغ 7.9 مليون دولار لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية للاجئين الصحراويين للنصف الثاني من هذه السنة، لكن كل هذه المساعي التي تباشرها المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية من أجل تجاوز الأزمة الإنسانية بالمخيمات، يقول البلاغ، تبقى بدون جدوى، ما لم تخضع هذه المخيمات لرقابة دولية صارمة تلغي أي تدخل كيفما كان لقيادة البوليساريو في تلك المساعدات التي تتخذها مطية للكسب غير المشروع و مراكمة الثروات واستغلال آلاف العائلات الصحراوية المستضعفة من أجل كسب ولائها والتحكم في توجهاتها ولوي ذراعها في سبيل تحقيق أغراض سياسية تدعم أطروحتها البالية.