اكمت قيادة البوليساريو أموالا طائلة، باحترافها الاتجار في السوق السوداء بالمواد الغذائية الممنوحة خصيصا من طرف الأممالمتحدة للصحراويين المحتجزين بتندوف، فوق التراب الجزائري، بينما تزداد معاناة المحتجزين، خاصة في شهر رمضان. وكشف محتجز صحراوي بمخيمات تندوف، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، ل"المغربية"، أن الشريط الصحراوي الرابط بين مدينة بشار وتندوف تحول، بفعل عمليات تبييض الأموال، التي جنتها قيادة بوليساريو من اتجارها في السوق السوداء بالمساعدات الغذائية، من صحراء قاحلة إلى ضيعات فلاحية خضراء، مصطفة الواحدة تلو الأخرى على طول الشريط الصحراوي. وأضاف أنه "بالإضافة إلى الضيعات الفلاحية، هناك بعض القياديين من فضل تشييد واحات وسط صحراء بشار، بعد أن حفروا الآبار العميقة". من جهته، أكد محمد لمين خطري سيدمو، عضو حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي المعارض لبوليساريو، اتجار قادة هذه الجماعة بالمساعدات الغذائية، وتجويع المحتجزين واستغلال معاناتهم لأغراضهم الشخصية، متهما، في رسالة حصلت "المغربية" على نسخة منها، مجموعة عبد العزيز المراكشي باستغلال معاناة المحتجزين بتندوف. وقال خطري سيدمو، متوجها إلى عبد العزيز المراكشي "نظرا لهذا الوضع المزري والواقع المرفوض، إننا نحملكم المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع، نتيجة إهمالكم وإخلالكم بتأدية الواجب، وانشغال قيادة البوليساريو بمصالحها الشخصية"، معلنا أن العديد من المعارضين لبوليساريو سيبعثون رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وأخرى إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل المطالبة بالعمل على توسيع قاعدة المشاركة في المفاوضات بين بوليساريو والمغرب، لتشمل كل شيوخ تحديد الهوية، بهدف الوصول إلى حل سياسي نهائي ينهي معاناة الصحراويين المحتجزين. وعلمت "المغربية" أن سكان المخيمات على أبواب مجاعة حقيقية، بسبب سوء توزيع المساعدات الغذائية، وتحويل الجزء الكبير منها إلى التهريب عبر صحراء مالي للاتجار بها في السوق السوداء. ويعيش عشرات الآلاف من المحتجزين في مخيمات تندوف أوضاعا مأساوية مع بداية رمضان، وعددا كبيرا من الأطفال والنساء يعانون أمراض فقر الدم بسبب سوء التغذية، وهم في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وتفيد معطيات حصلت عليها "المغربية" أن مخيمات المحتجزين تعاني هشاشة وترديا للأوضاع في أولى أيام رمضان ، وأن المغاربة المحتجزين، يعانون نقصا حادا في المواد الغذائية الأساسية، خاصة الحليب والتمور، رغم استمرار تدفق المساعدات الأممية، بسبب احتكار مجموعة قليلة من الأشخاص للسلطة، والسلاح، والغذاء. وتضيف مصادر "المغربية" أن المجموعة المقربة من عبد العزيز المراكشي تعمل على توزيع المساعدات الغذائية على المحتجزين، وتتحكم في خفض ورفع الحجم الممنوح للأسر، لتطويع المعارضين ومكافأة المؤيدين. وكان عدد من الشباب الصحراويين، المعارضين لسياسة المجموعة المتحكمة في مصير المحتجزين، تعرضوا للاعتقال بسبب رفضهم لأعمال المتاجرة في المساعدات الغذائية الدولية الممنوحة خصيصا للمحتجزين.