تملك الجزائر التي تنتخب برلمانها غدا الخميس احتياطا هاما من النفط والغاز، لكنها تمر بأزمة مالية حادة بسبب تراجع مداخيل تصدير المحروقات. الجزائر هي إحدى دول المغرب العربي في شمال افريقيا، يسكنها أربعون مليون نسمة، ويرأسها منذ 1999 عبد العزيز بوتفليقة. وهي أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة (2381741 كلم مربع)، كما انها الاكبر في حوض البحر الابيض المتوسط وفي العالم العربي. معظم أراضيها مناطق صحراوية، ويعيش 80% من السكان في الشمال الساحلي، لا سيما في الجزائر العاصمة. بعد سيطرة عثمانية لثلاثة قرون واستعمار فرنسي دام 132 سنة، نالت الجزائر استقلالها في 5 يوليو 1962 بعد حرب تحرير دامية استمرت ثماني سنوات. تعرض البلد لانقلاب عسكري في 1965 وسجن على يد وزير الدفاع العقيد هواري بومدين الذي حكم البلاد بعد ذلك بيد من حديد، فقمع الحريات وسجن معارضيه. بعد وفاة بومدين نهاية 1978، خلفه العقيد الشاذلي بن جديد الذي أعيد انتخابه في 1983 و1988. وأدى إلغاء الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة الاسلامية للإنقاذ في 1992 الى مواجهات بين مجموعات اسلامية مسلحة وقوات الامن. واعتبارا من 1995، عرفت البلاد عشرات المجازر الجماعية ضد المدنيين. في 1997، قتل المئات من المدنيين في ضواحي العاصمة الجزائرية في هجمات تبنتها الجماعة الاسلامية المسلحة. في بداية سنوات 2000، تراجعت نشاطات الجماعة الاسلامية المسلحة وتم القضاء عليها نهائيا في 2005. وأسفرت الحرب الاهلية بين 1992 و2002 عن مقتل اكثر من مئتي الف شخص (رسمي). ومباشرة بعد انتخابه، حصل بوتفليقة على موافقة شعبية واسعة في استفتاء حول العفو عن الاسلاميين الذين لم يرتكبوا جرائم قتل او اعتداء جنسي ويقبلون بالخضوع لسلطة الدولة. وبعد اعادة انتخابه في 2004، أعاد تنظيم استفتاء آخر حول «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية» يمنح العفو للإسلاميين الذين ظلوا في الجبال مقابل استسلامهم. في 2009، عاد للترشح لولاية ثالثة بعد ان عدل الدستور الذي لم يكن يسمح له بالترشح لاكثر من ولايتين. وفاز بها دون عناء. تبنت الجزائر نهج اقتصاد السوق في 1994. وتوفر المحروقات 95% من مداخيل البلاد بالعملة الصعبة وتساهم في ميزانية الدولة بنحو 60%. لكن انهيار اسعار النفط دفع الحكومة الى زيادة الضرائب والتخلي عن العديد من الاستثمارات العمومية. ويمثل الشباب البالغون أقل من 30 سنة نصف عدد السكان، لكن البطالة التي عاودت الى الارتفاع منذ 2013 بسبب نمو غير كاف، تمس شابا من ثلاثة. وبحسب البنك الدولي، فإن حصة الفرد من الناتج الداخلي الخام انخفضت من 5500 دولار في 2013 الى 4850 دولارا في 2015. في 2011، استخدمت البلاد مداخيل النفط الهائلة في زيادة الاجور ودعم المواد الاستهلاكية، ما سمح لها بالبقاء في منأى عن الاحتجاجات الشعبية خلال الربيع العربي.