بعد أن وصلت الى القائمة الطويلة للبوكر 2016، فازت رواية المغاربة للروائي عبد الكريم الجويطي الصادرة عن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء، يوم الجمعة، بجائزة المغرب للكتاب في صنف السرديات والمحكيات حسب بلاغ لوزارة الثقافة، فيما آلت جائزة الشعر للشاعر نبيل منصر عن ديوانه الجديد «أغنية طائر التم» الصادر عن منشورات مرسم بالرباط. وقد أعلن عن أسماء الفائزين بجائزة المغرب للكتاب برسم دورة 2017، في فروعها الستة: الشعر، السرديات، الترجمة، العلوم الاجتماعية، العلوم الانسانية، الدراسات الأدبية والفنية واللغوية. وجدير بالذكر أن الديوان الفائز «أغنية طائر التم» للشاعر نبيل منصر والصادر عن منشورات مرسم بالرباط ، يأتي بعد أربعة إصدارات شعرية: «غمغمات قاطفي الموت» (1997)، أعمال المجهول(2007)، مدينة نائمة (2009)، كتاب الأعمى (2011)، فضلا عن إصدارين في مجال البحث والنقد، هما: الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة(2007)، شعرية البجعة (2011). ويطرح الجويطي في روايته «المغاربة» سؤالا استفزازيا: ما معنى أن تكون مغربيا؟ وهو السؤال الذي لازمه لوقت طويل ليتجسد روائيا بوقائع تاريخية صهرها متخيل تحركه الريبة والشك من تاريخ لم يكن المغاربة صانعيه، ولم يتساءلوا يوما عن نسبة الحقيقة فيه. وتعتبر الرواية تشريحا لحالة الخراب عبر محكي تخييلي تمسك بخيوطه شخصيتان رئيسيتان: السارد الاعمى ثم العسكري المعاق الذي يعاني بدوره خرابا جسديا بعد عودته من حرب الصحراء. شخصيتان تنوء الاولى بأعطاب الذات وانكساراتها في الحياة والحب، فيما الثانية ناقدة ومتمردة على تاريخ عاشت أجزاء منه وساهمت في صنعها، قبل ان تلجأ الى الكتابة كملاذ أخير يكسبها مناعة ضد الخراب. الرواية الفائزة استغرقت من عبد الكريم الجويطي 10 سنوات من البحث بين كتب التاريخ والفقه والرحلة، اقتضاها احترامه للكتابة ولشعبه، وهي تطرح سؤال الهوية الحارق وتفكك بنية المخزن من زاوية التاريخ الذي لا تعني العودة إليه ترفا بل محاولة استرجاع للحق في كتابته لأن التاريخ الرسمي ليس كله صحيحا . الجويطي ومنذ أول جائزة له في 1991 وهي جائزة اتحاد كتاب المغرب عن روايته «ليل الشمس»، يعتبر حسب تصريح سابق له، عن علاقته بالجوائز، أنها تشكل بالنسبة إليه رهانا على المستقبل بما يفتحه هذا الرهان من تطوير وبحث حتى تشكل الأعمال القادمة إضافة بالنسبة إليه كروائي، وإضافة الى المتن الروائي في حركيته، وهو رهان أيضا أثبت صحته بين كل نص نص بدءا من «ليل الشمس»»، «زغاريد الموت» «الموريلا الصفراء»، «كتيبة الخراب»، محكيات «رمان المجانين» و«مدينة النحاس». جائزة العلوم الاجتماعية آلت إلى الباحث عبد الرحيم العطري، عن كتابه «سوسيولوجيا السلطة السياسية»، الصادر عن روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة. ويطرح الكتاب ظاهرة الاعيان في المجتمع المغربي وآليات إنتاجها، عبر 15 فصلا لمساءلة العينية في مختلف تمظهراتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، لاكتشاف شروط الانتماء إلى مصاف الأعيان واحتمالات وموجبات الاشتغال الوجائهي، الذي يفترض إنفاقات واستراتيجيات متواصلة، في ظل الصراع الدائر حول السلطة والمال والقيم. للباحث الدكتور عبد الرحيم العطري أستاذ السوسيولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد لله بفاس مجموعة من الأعمال الفردية والجماعية، من بينها: «قرابة الملح: الهندسة الاجتماعية للطعام»، «بركة الأولياء: بحث في المقدس الضرائحي»، «مدرسة القلق الفكري: بورتريهات السوسيولوجيا المغربية»، «سوسيولوجيا الأعيان: آليات إنتاج الوجاهة الاجتماعية»، «الرحامنة: القبيلة بين الزاوية والمخزن»، تحولات المغرب القروي»، الحركات الاحتجاجية بالمغرب»، «صناعة النخبة بالمغرب»، «سوسيولوجيا الشباب المغربي»، دفاعا عن السوسيولوجيا»، «الليل العاري»، «القارة السابعة». وفاز بجائزة العلوم الإنسانية مناصفة عبد العزيز الطاهري، عن كتابه «الذاكرة والتاريخ»، الصادر عن منشورات أبي رقراق بالرباط ويحيى بولحية، عن كتابه: «البعثات التعليمية في اليابان والمغرب»، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة. وفي فرع الدراسات الأدبية والفنية واللغوية، فاز بالجائزة محمد خطابي عن كتابه: «المصطلح والمفهوم والمعجم المختص»، الصادر عن كنوز المعرفة بعمان. وحصل على جائزة الترجمة محمد حاتمي ومحمد جادور، عن ترجمتهما لكتاب «الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية لعبد لله العروي»، الصادرة عن المركز الثقافي للكتاب. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الكتب المرشحة لجائزة المغرب للكتاب لدورة 2017، بلغ 178 مؤلفا، توزعت بين الشعر: 28، السرديات والمحكيات: 46، العلوم الإنسانية: 26، العلوم الاجتماعية:25، الدراسات الأدبية والفنية واللغوية: 35، الترجمة: 18. وترأس هذه الدورة الكاتب سعيد يقطين، بينما عادت رئاسة اللجان الفرعية إلى كل من رشيد المومني (الشعر)، وحسن المودن (السرديات والمحكيات)، وإدريس خروز، (العلوم الإنسانية)، وإدريس بنسعيد (العلوم الاجتماعية) وشرف الدين ماجدولين (الدراسات الأدبية واللغوية والفنية)، وإسماعيل العثماني (الترجمة). وسيتم تسليم جائزة المغرب للكتاب يوم الخميس 18 ماي في حفل خاص حسب بلاغ لوزارة الثقافة.