تلقى فريق حسنية أكادير هزيمة لم تكن منتظرة، بالأخص من حيث الحصة المسجلة، وذلك أمام خصم عنيد هو فريق اتحاد طنجة، برسم مؤجل الدورة 21 من بطولة اتصالات المغرب. فالفريق الطنجاوي حسم نتيجة المباراة لصالحه منذ الشوط الأول، الذي أنهاه بثلاثية نظيفة. ويمكن القول إن ما أربك حسابات الحسنية في هذه المواجهة هو الهدف المبكر، الذي وقعه الزوار منذ الدقيقة الأولى. فلم تكد تمر 42 ثانية حتى تلقى الحارس لمجهد هدفا لم يكن متوقعا، من هجوم سريع وفجائي أنهاه «غي هيرفي» بوضع الكرة في الشباك، مستغلا ارتباك المدافعين الذين كانوا يبدون غير متأكدين من أن المباراة قد بدأت بالفعل. هذا الهدف المبكر شكل إذن نوعا من الصدمة لعناصر الفريق الأكاديري، مما جعلها تقدم أداء باهتا وتعجز عن الرجوع في المباراة. وزاد في تعقيد وضعية الفريق بعض قرارات حكم المباراة سمير الكزاز، الذي لم يحتسب فيما يبدو ضربة جزاء للأكاديريين من كرة أرسلها البركاوي ولمست يد أيوب الخاليقي. وسيكون هذا الأخير من وراء الهدف الثاني، الذي سيسجله الزوار، والذي سبقته فيما يبدو وضعية تسلل للمهاجم الطنجاوي «سيبوفيتش» لم يعلن عنها الحكم. وقد احتجت عناصر الحسنية بشدة على هذا الأخير مما أفقدها تركيزها، لتتلقى هدفا ثالثا في حدود الدقيقة 44 من هذا الشوط الأول بواسطة حمودان، الذي أفلح في الانفلات من رقابة المدافعين، لينفرد بالحارس لمجهد ويسجل هدفا سهلا. وخلال الشوط الثاني، ورغم التغييرات التي عرفتها تشكيلة الفريق الأكاديري بإقحام كل من كيتا بانغالي ورفيق عبدالصمد، ثم لاحقا زهير المترجي كبدلاء لعبد الكريم خادو والبيساطي وياسين كارين، لم يستطع الفريق الأكاديري العودة في النتيجة، رغم بعض المحاولات التي كان من ورائها كل من البركاوي والمترجي، وكذا يحيا جبران. أكثر من هذا كان الزوار في أكثر من مناسبة قريبين من إضافة أهداف أخرى بالأخص بواسطة حمودان، الذي سيتمكن مع ذلك وفي حدود الدقيقة 88 من إضافة هدف رابع. وعموما، فإن هزيمة الحسنية وكما أشار إلى ذلك مدرب اتحاد طنجة عبد الحق بنشيخة ترجع بالأساس إلى كون الفريق لم يقدم الصورة، التي كانت معروفة عنه كفريق يعتمد الاندفاع الهجومي. كما كان لاعبوه تائهين هجوميا وعلى مستوى خط الوسط، وهو الأمر الذي يمكن تفسيره ببعض الغيابات الوازنة في صفوف الفريق نذكر منها غياب كل من جلال الداودي وزكريا سفيان والمهدي أوبيلا وكذلك عادل الحفاري،بالإضافة إلى المدرب السكتيوي الموقوف. يضاف إلى هذا جانب التحكيم تحكيم السيد الكزاز الذي عرف بعض لحظات تذبذب واهتزاز. كما أن الحرارة المفرطة التي تعرفها أكادير هذه الأيام كان لها أثرها على عطاء الفريقين، وبالأخص الأكاديري الذي بحكم قوة الحصة التي انهزم بها منذ الشوط الأول لم تعرف عناصره كيف توزع جهدها على مختلف مراحل المباراة، فيما لعب الفريق الزائر بشكل منظم واقتصادي، مما جعله ينتزع وباستحقاق انتصارا أمام فريق لم يكن كما يقال «فنهارو»، والذي نتمنى أن يتجاوز مخلفات هذه السقطة المدوية ليناقش بأريحية وهدوء القادم من الدورات.