نشرت صحيفة «التايمز» مقالا للكاتب ريس بلاكلي، يعلق فيه على السياسات الجديدة للإدارة الأمريكية، خاصة في مجال تسليح حلفاء الولاياتالمتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة. ويعلق بلاكلي في مقاله، الذي جاء تحت عنوان «البنتاغون يواجه تهديدات الشيعة بتعزيز الصداقات»، قائلا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه خليطا من التحديات للسياسة الخارجية في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا كان أول قرار له بعد الوصول إلى البيت الأبيض هو إعادة بناء العلاقات مع الحلفاء التقليديين في العالم العربي، مع ابتعاده عن توجه السياسة الخارجية للرئيس السابق باراك أوباما بالتقارب مع إيران. ويستدرك الكاتب قائلا إنه «مع أن إدارة أوباما حرصت على استمرار التعاون العسكري، والتعاون في مجال محاربة الإرهاب مع الدول العربية، إلا أن الكثير منها لم تكن واثقة في البيت الأبيض». ويعتقد بلاكلي أن أوباما فشل في طمأنة الدول العربية بالتزامه في المنطقة، بالإضافة إلى أن تقاربه مع إيران والاتفاق النووي الذي تبعه، أثارا غضب الدول العربية الذي قوبل باللامبالاة. ويذهب الكاتب في مقاله إلى أنه «مع أن رسالة ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ظلت غير واضحة، إلا أنه لم يخف انزعاجه من إيران، وجاءت رؤيته لها متقاربة مع رؤية مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن». ويشير بلاكلي إلى أنه تم تلخيص التحديات التي تمثلها إيران في تحليل لأنتوني كوردسمان، من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، الذي خلص إلى أن إيران «توسع نفوذها الاستراتيجي في لبنان وسوريا والعراق، وتسعى للتأثير على الشيعة في دول الخليج والبحرين، وزيادة تهديدها للملاحة في الخليج وقربه، وبناء قدراتها الصاروخية». ويبين الكاتب أن الإدارة الأمريكية تواجه تهديدات في المنطقة، نابعة من تنظيم الدولة، وروسيا وتركيا، بصفتهما قوتين مهمتين، لافتا إلى أن ملف اليمن يعد تحديا ضخما لإدارة ترامب، حيث يواجه التحالف بزعامة السعودية مقاومة كبيرة من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وتورد الصحيفة نفلا عن كوردسمان، قوله: «الغذاء والماء والدواء تمثل مشكلات ضخمة، ومن هنا فإن التحدي بين محاولة إعادة بناء البلاد في ظروف بالغة الصعوبة، أو محاولة احتواء الأزمة بصورة أو أخرى، ولن يحدث هذا إلا على حساب معاناة بشرية ضخمة». ويختم بلاكلي قائلا، إن «منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج إلى استراتيجيات طويلة الأمد، وقد بدأ ترامب المشوار وعليه إتمامه».