نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية تقريرا لها، استندت فيه على آراء خبراء روس حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إيران (حليفة روسيا). وجاء في التقرير أنه «لم يمض سوى شهر واحد على دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حتى بدأنا نسمع صليل السيوف بعد سلها من أغمادها»، بحسب روسيا اليوم. وقالت الصحيفة إن «بعض المحللين السياسيين واثقون من أن الولاياتالمتحدة تستعد للحرب». وكشف التقرير أن المحللين أعربوا عن قلقهم إزاء «تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بأن «إيران هي الدولة الإرهابية رقم واحد». ويقولون إن الحروب تبدأ عادة هكذا: في البداية تعلن واشنطن أحدا ما إرهابيا، وبعد ذلك تشن «حربها الصليبية» ضد هذا «الأحد ما». نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية تقريرا لها، استندت فيه على آراء خبراء روس حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إيران (حليفة روسيا). وجاء في التقرير أنه «لم يمض سوى شهر واحد على دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حتى بدأنا نسمع صليل السيوف بعد سلها من أغمادها»، بحسب روسيا اليوم. وقالت الصحيفة إن «بعض المحللين السياسيين واثقون من أن الولاياتالمتحدة تستعد للحرب». وكشف التقرير أن المحللين أعربوا عن قلقهم إزاء «تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بأن «إيران هي الدولة الإرهابية رقم واحد». ويقولون إن الحروب تبدأ عادة هكذا: في البداية تعلن واشنطن أحدا ما إرهابيا، وبعد ذلك تشن «حربها الصليبية» ضد هذا «الأحد ما». وقال المختص في الشؤون الإيرانية، بروفيسور كرسي الاستشراق في معهد العلاقات الدولية في موسكو، سيرغي دروجيلوفسكي، في سؤال وجهته الصحيفة حول المدى الذي قد تذهب فيه إدارة ترامب المعادية لإيران، قال «إلى الحرب، إلى الحرب فقط». وأضاف أن «المهم الآن، كيف ستتصرف إيران في ظل هذا الموقف الأمريكي؛ إذ إن إيران تستطيع بكل بساطة الانسحاب من الاتفاق حول البرنامج النووي (14/07/ 2015، الذي ينص على رفع جزء من العقوبات مقابل ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني - الصحيفة)، وتعود إلى استئناف اليورانيوم الخاص بصنع الأسلحة النووية». وتابع: «أريد أن أؤكد هنا أن الأيديولوجيا في إيران تسمو على الاقتصاد. الإيرانيون سوف يأكلون الثلج، ولكنهم لن يتنازلوا عن مواقفهم العقائدية. هيبة الدولة وسيادة العدالة في العلاقات الدولية بالنسبة إليهم أهم حتى من الربح في الميزانية». وحول احتمال النزاع المسلح، قال الخبير الروسي: «أشك في أن يشن الأمريكيون الحرب. لن يستطيعوا تمرير قرار الحرب عبر مجلس الأمن الدولي؛ لأنهم سوف يصطدمون بالفيتو الروسي والصيني. وفي حقيقة الأمر، فإن أمريكا ليست بحاجة إلى هذه الحرب؛ لأنه يستحيل فيها الانتصار على إيران». واعتبر أن «الأمريكيين لم ينتصروا في أي حرب خاضوها، سواء في أفغانستان أو في العراق أو في ليبيا، أو في سوريا، وهم فقط أنفقوا مئات مليارات الدولارات... وإذا قررت الولاياتالمتحدة خوض مغامرة جديدة، فسوف تتلقى فقط موجة جديدة من الإرهاب». وقال إنه إذا كان هناك من يضغط من أجل الحرب مع إيران فهو إسرائيل. وأشار إلى أن «إسرائيل مهتمة بقطع علاقات إيران كافة مع الحكومات والتنظيمات التي تهدد أمنها. وهذا يشمل أيضا حركة «حماس» الفلسطينية، و»حزب الله» اللبناني. إسرائيل تريد لطهران أن تنهمك في الدفاع عن نفسها، وأن تتوقف عن مساعدة ودعم اللاعبين المذكورين أعلاه». صعوبة سيناريو الحرب بدوره، استبعد كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق سيرغي دولغوف سيناريو الحرب. وقال إنه «بالنسبة إلينا، هذه الحرب ستكون كارثة حقيقية، وجهودنا في سوريا يمكن أن تصبح هباء منثورا. وسيكون على موسكو أن تقرر: إما الدفاع عن الحليف، أو البقاء بعيدا». وأكد أن «السيناريو العسكري ممنوع، ويجب علينا بذل الجهود الدبلوماسية الذي تَمَكنا فيها من تحقيق نجاحات محددة: وهي المفاوضات المباشرة مع الولاياتالمتحدة، مع إيران وإسرائيل. أنا أيضا أتخوف من أن تشعل أصابع إسرائيل حربا بين الولاياتالمتحدةوإيران. وفي هذه الحالة، يجب على روسيا أن تمارس الضغوط؛ للحيلولة دون وقوعها». واعتبر أنه تنتظر أوروبا «موجة جديدة من اللاجئين، ولكن هذه المرة من إيران. ولكن ليس هذا هو الشيء الأسوأ. فالدول الأوروبية جزء من حلف الناتو، وسوف تصبح ملزمة بمساندة الاعتداء التي ستشنه واشنطن ضد إيران. وبالتالي، سوف تصبح الدول الأوروبية تلقائيا هدفا للتنظيمات المتحالفة مع طهران». وفي سؤال لمدير مركز دراسة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون باغداساروف حول انعكاس الصراع الإيراني-الأمريكي على الوضع في سورياوالعراق، قال إن الأمريكيين سيوجهون ضربة من الجو، أو يبدأون بحفز المتمردين داخل البلاد، وليس أكثر من ذلك. وبين أنه «لا يمكن الحديث بأي شكل كان عن عملية لاحتلال إيران؛ لأن عملية عسكرية كهذه تحتاج إلى مشاركة مليون جندي». وأضاف أن الإيرانيين في حال الهجوم الجوي سيبذلون كل ما في وسعهم لوقف محادثات السلام للتسوية في سوريا، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انهيارها. كما ستبذل طهران جهدها لتقليص النفوذ الأمريكي في العراق إلى حدوده الدنيا، وبطبيعة الحال لن تتوقف إيران عن تقديم الدعم إلى سوريا تحت أي ظرف كان؛ لأن سوريا هي الحلقة الذهبية في سلسلة إيران الشيعية في الشرق الأوسط. وحول موضوع أسعار النفط، قال مدير صندوق تنمية الطاقة سيرغي بيكي إن «إيران تنتج نحو 4 ملايين برميل من النفط سنويا». وبين أن «طهران مهتمة بإنتاج أكبر كمية من النفط؛ لأن حصة إيران بسهولة يمكن أن تعوضها المملكة العربية السعودية، وهي حليف للولايات المتحدة في المنطقة. ولذلك، فإن أي توتر في هذه المناطق من العالم، والهامة في إنتاج النفط سوف يؤدي تلقائيا إلى ارتفاع أسعاره». وقال إن «إيران حليفنا الرئيس في الشرق الأوسط، وحتى قرار أوبيك لخفض إنتاج النفط تم اتخاذه بعد مباحثات جانبية بين موسكووطهران. وفي مثل هذه الحالة، الشراكة بالنسبة إلينا أهم بكثير من الربح الآني. ونحن وإيران جنبا إلى جنب بذلنا جهدا مشتركا لإيجاد حل للأزمة السورية، التي معا بذلنا فيها الكثير، سياسيا واقتصاديا، وهي ستبقى في قائمة أولوياتنا. الحرس الجمهوري الإيراني على الرغم من مضي نحو شهر على إعلان مقترح لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، فإنه حتى الآن لم يصدر أي قرار بخصوص المقترح. وقال مسؤولون مطلعون، السبت، إن اقتراحا تدرسه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بات في طي النسيان بفعل تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية. وقال أحد المسؤولين الذي طلب عدم نشر اسمه: «إذا فعلت ذلك فلا سبيل آخر للتصعيد وستضيع أي إمكانية للتحدث مع الإيرانيين عن أي شيء». وقالت مصادر أمريكية وأوروبية إن قوة الدفع وراء أمر رئاسي محتمل تباطأت وسط جدل داخلي اشتمل على مخاوف من أن ذلك قد يقوض الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ويثير معارضة حلفاء رئيسيين وينسف أي آفاق دبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوإيران ويعقد تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني. يأتي الاقتراح في إطار جهد أوسع للوفاء بتعهد ترامب اتخاذ موقف أكثر صرامة من إيران. ومن شأن الاقتراح في حال تنفيذه أن يتخذ خطوة لم يسبق لها مثيل بوضع الحرس الثوري الإيراني بأكمله على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية». ومن شأن ذلك أن يذهب أبعد من العقوبات المفروضة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الذي يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني ويتمتع بنفوذ سياسي كبير. وجرى العمل على الاقتراح لأسابيع وكان من المتوقع أن يصدر هذا الشهر. لكن المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها قالت إن الفكرة ظلت محل نظر ولم يتضح متى سيتم الإعلان أو حتى إذا كان سيتم. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعقيب. وتنفي إيران أي تورط في الإرهاب على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرجها مع سوريا والسودان على قائمتها للدول الراعية للإرهاب. وزاد في تعقيد اتخاذ قرار بهذا الشأن استقالة مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين في 13 فبراير، بعدما كشفت تقارير أنه ناقش العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا مع السفير الروسي قبل أن يتولى منصبه. وكان فلين أحد الذين يعملون على صياغة استراتيجية لمواجهة إيران في البيت الأبيض. اعتراض مسؤولي الدفاع والمخابرات حتى قبل استقالة فلين أثار مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووكالات المخابرات الأمريكية والأجنبية اعتراضات على إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية. وستكون مثل هذه الخطوة هي المرة الأولى التي يستخدم فيها قانون المنظمات الإرهابية الأجنبية لعام 1996 -الذي طبق على جماعات متشددة مثل تنظيمي القاعدة والدولة- ضد مؤسسة بأكملها في حكومة أجنبية وهو ما قد يجعلها تخضع لمجموعة واسعة من العقوبات الأمريكية. وقال مسؤولون عسكريون وآخرون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن ذلك سيعقد على الأرجح قتال الولاياتالمتحدة لتنظيم الدولة في العراقوسوريا. وهناك جماعات شيعية مدعومة من إيران وتتلقى المشورة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني تحارب الجماعات السنية المتشددة. وقال أحد المسؤولين إن ذلك قد يشجع القوات المدعومة من إيران في العراقوسوريا على تقليص العمل ضد تنظيم الدولة وربما القيام برعاية أعمال ضد القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة أو القوات الأمريكية نفسها في العراق. ويخضع الحرس الثوري الإيراني لإشراف الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي. وقال المسؤولون إن إدراج القوة العسكرية الأكثر نفوذا في إيران على قائمة المنظمات الإرهابية قد يعزز أيضا تأجيج صراعات بالوكالة في مناطق أخرى تقول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في المنطقة إن إيران تغذيها مثل الصراع في اليمن. وتنفي إيران تلك المزاعم. وقال أحد المسؤولين: «قد تأتي الخطوة بنتائج عكسية» في السياسة الداخلية الإيرانية. وأضاف: «الإيرانيون مصدر رئيس للمشكلات... لكن مثل هذه التحركات ستساعد المتشددين فحسب» في إيران وتقوض القادة الأكثر اعتدالا مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني. علاوة على ذلك، فقد قال مسؤول آخر إن إضافة الحرس الثوري الإيراني لقائمة المنظمات الإرهابية سيؤدي إلى خلاف مع حلفاء الولاياتالمتحدة الأوروبيين الذين يحاولون منذ إبرام الاتفاق النووي في 2015 إعادة بناء علاقاتهم التجارية مع إيران الأمر الذي يعني في كثير من الأحيان التواصل مع الحرس الثوري الإيراني والشركات التي يسيطر عليها. وفي الوقت الراهن قال المسؤولون إن مناقشة إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لا تزال مطروحة لكن آجلا في ما يبدو. وقال مصدر أمني أوروبي طلب عدم نشر اسمه إن نظراءه الأمريكيين أبلغوه بأن الأمر مؤجل. ومن شأن عدم إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية أن يؤدي إلى خيبة أمل الباحثين عن رد قوي على تجربة إطلاق إيران لصاروخ باليستي في الآونة الأخيرة. وكان الإجراء قد لقي بعض التأييد لدى المشرعين الأمريكيين. وحذرت الإدارة الأمريكيةالجديدةطهران وفرضت سلسلة من العقوبات الجديدة على أشخاص وشركات إيرانية وقال البيت الأبيض إن هذه خطوة أولية. انتقال خط المواجهة إلى حلب من جهة أخرى، قال قائد حرس الثورة في محافظة قم الإيرانية العميد «غلام رضا أحمدي»، إن خط المواجهة بين إيرانوأمريكا اليوم انتقل إلى حلب والموصل، وسامراء. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء قول العميد أحمدي، إن «على العدو الذي يروج اليوم للحرب أن يعلم أن هذه الحروب الجارية في المنطقة اليوم، التي هي امتداد للحرب المفروضة على الشعب الإيراني منذ 37 عاما، إنما هي تجري بإدارة من قبل ذلك العدو نفسه». وأضاف أحمدي أن الأمريكيين هم من يديرون الأحداث الحاصلة اليوم في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المواجهة اليوم مع أمريكا انتقلت إلى حلب، والموصل وسامراء. هل يغير ترامب نظام طهران أم يروضه؟ تناول دبلوماسي إيراني سابق سياسة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بما يتعلق بالعلاقة مع النظام الإيراني، لا سيما أنه شرع خلال حملته الانتخابية بمهاجمة طهران والاتفاق النووي، واستمر بذلك بعد تسلمه السلطة. وطرح الدبلوماسي الإيراني السابق، حسين علي زادة، تساؤلا «مصيريا»، حول سياسة ترامب، قائلا: «هل استراتيجية الرئيس الأمريكي بالنسبة لإيران تهدف لتغيير النظام، أم السيطرة عليه وترويضه؟». ولفت علي زادة، الذي يعدّ من أبرز المحللين بالشأن الإيراني، إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يترك منذ بداية عهده أي شك بأنه لن يسعى إلى تغيير النظام الإيراني. ولكنه قال إنه في ظل التغييرات الأساسية التي حدثت في قيادة أمريكا مع وصول ترامب، فقد تتغير الاستراتيجية الأمريكية، وربما تسعى في المستقبل القريب إلى تغيير النظام الإيراني». وأوضح أن الرئيس الأمريكي السابق، كان قد استخدم في مناسبات مختلفة، عنوان «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» بصورة كاملة، حتى في الرسائل السرية التي بعثها لمرشد الثورة علي خامنئي. وقال إن جميعها تشير إلى أن أوباما كان يبحث عن طريقة أخرى غير تغيير النظام الإيراني، من خلال السياسة التي تعامل معها، وتعرف بنظرية القوة الذكية «smart power». ووفقا لهذه العقيدة، فإن أوباما جمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة، واستخدمها في مواجهة إيران. وأضاف أن هدف أوباما من استخدام هذه النظرية، «ليس ضمان وقف التوجه العسكري في برنامج إيران النووي وحسب، بل تغير سلوك النظام الإيراني». وفي ضوء ذلك، تساءل علي زادة إن كان ترامب سيعتمد نهج أوباما، ويبقي على استراتيجية عقيدة القوة الذكية «smart Pawer»، أم أنه سيسعى لتغيير النظام؟ وتساءل إن كان سيذهب إلى خيار ثالث، هو (containment) لاحتواء النظام الإيراني. الخيار الأول ونقل علي زادة عن أحد كبار الدبلوماسيين في إيران، يدعى حسين موسويان، قوله: «نظرا لوجود الغالبية من الجمهوريين في الكونغرس، وتركيبة حكومة ترامب، فإن النموذج الذي يستخدم في مواجهة الجمهورية الإسلامية من الحكومة الحالية، خيارها الأول تغيير النظام في إيران». وحول الترتيبات التي تحتاجها إدارة ترامب لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، قال علي زادة: «إن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى خطة تعتمدها في سياستها الخارجية، في صلبها التعاون المشترك مع ثلاث قوى عالمية هي: موسكو، والاتحاد الأوروبي، والتقارب مع العالم العربي». وسلط علي زادة الضوء على موقف العالم العربي من سيناريو حرب أمريكية على إيران، قائلا: «إن العالم العربي بقيادة السعودية، سيختار حينها مواجهة طهران». وأشار إلى تصريحات وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، التي وصف فيها إيران خلال لقائه مع أمين عام الأممالمتحدة ب»التهديد»، مضيفا أن «هذا الموقف للرياض يعبر أيضا عن دول مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي». أما بالنسبة إلى موقف الاتحاد الأوروبي من هذه الحرب، قال علي زادة: «يتعامل الاتحاد الأوروبي مع ترامب بالمقدار ذاته الذي يقدمه»، مضيفا أنه «من المستبعد وغير المنتظر، وفق ما شاهدناه من الاتحاد في عهد أوباما مع حلف النيتو، أن ينجح ترامب بإقناعه بحرب على إيران، خاصة أنه يعتمد سياسة في التقارب مع موسكو، الأمر الذي يزعج الاتحاد الأوروبي». وعن موقف روسيا من الحرب الأمريكية ضد إيران، قال الدبلوماسي الإيراني السابق: «إذا استطاع ترامب إنشاء جسر قوي من العلاقات مع موسكو، حينها سيتمكن من أن يقوم بإعداد خطة لتغيير النظام في إيران». نظرية الاحتواء» وقال علي زادة إن مشروع ترامب في المواجهة مع إيران، قد يأخذ أحد اتجاهين، وأطلق عليهما مسمى «حد أقصى» و»حد أدنى». وأوضح أن مشروع «الحد الأقصى»، هو تحقيق خيار تغيير النظام، وأن هذا الخيار سيواجه عقبات حقيقية أمام تطبيقه، لأن ترامب لا يعتقد بخيار «smart pawer»، ولم يهتم أيضا بخيار تغيير سلوك النظام، لذلك فإنه مجبر على استخدام خيار مشروع «احتواء إيران» وتطبيقه. وتابع علي زادة في مقاله الذي نشره «راديو فردا» الأمريكي الفارسي، قائلا: «كان مشروع الاحتواء ضمن أولويات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، في المواجهة مع إيرانوالعراق، في عهد صدام حسين». وقال إن هذا ما يسمى بنظرية «الاحتواء المزدوج»، بهدف تأمين وضمان أمن إسرائيل والدول العربية، الأمر الذي دونه وصممه مارتن إنديك ( المحلل السياسي ونائب رئيس معهد بروكينغز وسفير سابق لدى إسرائيل )، وطبقه كلينتون. وشرح علي زادة أهم بنود هذا المشروع لمواجهة إيران، وذكر أن هناك ثلاثة عناوين رئيسة، من بين العديد من المحاور في هذا المشروع ستنفذها إدارة ترامب، تشمل: إعادة ترتيب القوى في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. منع تطبيع العلاقات التجارية والسياسية الإيرانية مع الدول الأخرى. عدم الاعتقاد بأنه يمكن الاعتماد في إيران على المعتدلين في مواجهة المتطرفين. وقال إنه «من خلال هذه المحاور الثلاثة، يمكننا أن نعتبر بأن الخيار الأول سيكون موضع ترحيب من دول الخليج، خاصة السعودية». وأضاف: «كما نظمت السعودية وشكلت تحالفا عربيا ضد الحوثيين، فستتعامل الرياض بالطريقة ذاتها تماشيا مع الطرح الأمريكي إن تم بالفعل». وتابع: «وفي المرحلة الثانية، من المرجح أن يتم تنفيذ سياسة تشديد العقوبات على إيران لاستهداف الاقتصاد الإيراني الضعيف، وهذه الجولة من العقوبات قد تكون بحجة برنامج الصواريخ الإيرانية، وانتهاك حقوق الإنسان، أو دعم طهران للإرهاب في العالم». ولسهولة الفقرة الأخيرة، أي دعم إيران للإرهاب، فإن منظمة التعاون الإسلامي في آخر اجتماع لها، اعتبرت أن حزب لله اللبناني «إرهابي»، وأن إيران «من داعمي الإرهاب». وقال إن هذا الموقف لأهم منظمة معتبرة في العالم الإسلامي، يعدّ تمهيدا للطريق أمام فرض عقوبات أمريكية ضد إيران. وحول سياسية الاحتواء، قال علي زادة: «يمكن تطبيق سياسة احتواء إيران من خلال تشديد العزلة الدولية عليها، بالشكل الذي تعود من خلاله إيران إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي». ولفت إلى أنه مند الأسابيع الأولى من دخول ترامب للبيت الأبيض، أدرك الرئيس الأمريكي الجديد، أنه ليس من المصلحة أن يتم تمزيق الاتفاق النووي كما وعد في حملته الانتخابية. وقال علي زادة، إن التكهنات تذهب بشكل قوي إلى أن نتنياهو وترامب تباحثا في اجتماعهما الأخير، طرق عزل إيران دوليا، وبحث الخيار العسكري، وجعل المواجهة مع إيران خيارا أول، يبدأ بتطبيق جميع التدابير التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم عزلة طهران». تراجع نفوذ إيران وقال الدبلوماسي الإيراني إن الشرق الأوسط الذي أصبح من إرث أوباما، أصبح ينظر إليه من ترامب وإسرائيل والسعودية بأنه «منطقة نفوذ وتحرك لإيران». وأضاف علي زادة، أن السعودية عند الحديث عن النفوذ الإيراني، تحاول دائما أن تثير تصريحات المسؤولين الإيرانيين وتبرزها، وخصوصا التي جاء فيها ان إيران «لديها حضور نافذ في أربع عواصم عربية». وقال: «إذا كان لدى ترامب استراتيجية لتغير سلوك إيران في المنطقة، يجب أن يمهد لتقليل النفوذ الإيراني في إحدى العواصم الأربع، لأن طهران ترى أن كل واحدة من هذه الدول تشكل عمقها الاستراتيجي». وحول موقف العراق من المواجهة العسكرية الإيرانيةالأمريكية، قال علي زادة: «هناك يقين بأن حيدر العبادي سيقف على الحياد في الصراع بين واشنطنوطهران وهو ما أكده خلال مكالمته الهاتفية مع ترامب». وقال: «يمكن أن نتصور بأن ترامب طلب من العبادي مواجهة النفوذ الإيراني في العراق، وهذا المطلب أيضا سيطرحه الرئيس الأمريكي على رئيس لبنان ميشال عون». ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن كل التحركات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة الإيرانية في الداخل، تشير إلى أجواء حرب، إذ نصب الحرس الثوري رادرات جديدة في جنوب البلاد وغربها، وبدأ المحافظون يتحركون بقوة لعودتهم إلى منصب الرئاسية، والتخلص من رئاسة روحاني». وعلم من مصادر مطلعة من داخل إيران، أن الرئيس الإيراني قدم طلبا رسميا إلى السلطان قابوس خلال زيارة إلى سلطنة عمان، لفتح قناة حوار جديدة مع الإدارة الأمريكية بعد فوز ترامب». وأضافت المصادر أن روحاني طلب أن تتوسط مسقط كما فعلت في المفاوضات النووية بين إيرانوأمريكا. وقالت إن تخوف الإصلاحيين من إلغاء الاتفاق النووي في ظل إدارة ترامب، دفع روحاني إلى زيارة سلطنة عمان قبل نهاية ولايته، للجلوس مع الأمريكين في مسقط». ويعتقد الإصلاحيون في إيران، بأن إلغاء الاتفاق النووي سيؤدي إلى نشوب حرب عسكرية بشكل مباشر مع أمريكا وحلفائها في منطقة الخليج العربي. ويرى التيار الإصلاحي في إيران، أن عليهم المحافظة على الاتفاق النووي، الذي يضمن بقاءهم في السلطة.