بعد أن تزرعَ الأمنيات المزيّفة في حديقة بِدون ذاكرة تَجْرِف بِدموعك الدافقة ظلالا لتموت بكل حبّ في مقبرة هوائية ثم تعود لأنك لاتستطيع أن تُغيّر مشيئة الألم. كل ماعليكَ فعله فقط، أن تراوغ فيضان الشّعر عودة للقتل.. عودة للغرفة المختنقة. في السماء غيوم سوداء تستحيل خفاشا يلتهم بَسْمَتكَ كلمّا نظرتَ للغروب. بالسقف تتدلّى ظلال نحيفة، تستمر في التمدُّد لتُشكّل جسد امرأة.. الموسيقى تنحني ليمرّ موكب من القصائد الراغية.. الغرفة تُحسّ بالوجع. .كأنها ستلفظ وحشا هائلا. .النافذة ترتعش والحيطان تصرخ. الشاعر يدخّن بارتباك ويتفرّج على المشهد بِحذر.. لا تتركِ النافذة مفتوحة فالذكريات التّائهة التي دفنتَها في حديقة الروح ستتسلّل لِحُلمك و ستمتزج بِدموعك المقبلة. لاداعي لأن نتشاجر صديقي الخريف لنا متّسع من المساحات لنُسقط كل الأوراق الذابلة على الأرصفة والسطوح والدّروب الصغيرة. سأتكلّف بِتجميع كلّ الدّموع الميتة في القصائد وسأترك لك كامل الحرية لِتَنثُرَها على شعراء المقبرة القريبة من المدينة لنكن متحضّرين في خطواتنا لنا ما يكفي من الحزن لنؤسس عواصف جديدة ولنا ما يكفي من اليأس لقتل العنكبوت الذي يطاردنا. لاداعي لأن نرتدي الهزيمة و ننتحب تحت الجسر كلما وَخَزَنا حارس المدينة بنظراته الزرقاء.