ما هو مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني؟ يسمى ضغط الدم المرتفع بالمرض القاتل الصامت، وقد يكون ضغط الدم مرتفعا عند أي شخص وهو لا يشعر بذلك في كثير من الأحيان. ويتم قياس ضغط الدم عن طريق تحديد كمية الدم التي يقوم القلب بضخها وكمية تدفق الدم في الشرايين. يختلف ضغط الدم في الجسم طوال اليوم بشكل طبيعي، وقد يختلف أيضا بشكل غير ملحوظ مع كل نبضة قلب، كما يرتفع ضغط الدم أثناء القيام بأي نشاط وينخفض في حالة سكون الجسم، وكلما قام القلب بضخ كمية دم أكبر أو كلما ضاقت الشرايين كلما ارتفع ضغط الدم في الجسم. أي أن ضغط الدم هو مقدار الضغط الذي يحدثه سريان الدم على جدران الشرايين التى تقوم بنقله من القلب (البطين الأيسر بالتحديد) إلى سائر أجزاء الجسم، و يقاس بجهاز معين ( إما قياس الضغط الزئبقي أو الاليكتروني أو الهوائي). هل هناك أعراض واضحة تدل على الإصابة بالمرض؟ غالبا لا تظهر أية أعراض أو علامات تحذر من ارتفاع الضغط، بالمقابل هناك أشخاص يعتقدون بأن الصداع، نزيف الأنف أو الغثيان هي بداية علامات ارتفاع ضغط الدم، لكن في الواقع قد تحدث هذه الأعراض عند بعض الأشخاص في بداية ظهور المرض مع الشعور بألم في مؤخرة الرأس، لكن لا يحدث الصداع، الغثيان أو نزيف الأنف إلا في حالة وصول ضغط الدم إلي مستوى مرتفع وفي هذه الحالة تكون حياة المريض في خطر. عندما يقوم الطبيب بالتشخيص فإنه يلاحظ غالبا حالة ارتفاع ضغط الدم أثناء القيام بالفحوصات الأخرى، ولحسن الحظ فإن قياس ضغط الدم يكون بطريقة بسيطة، وبالتالي يمكن القيام بذلك بشكل دوري للتأكد من بقائه في مستوي متوسط، أخذا بعين الاعتبار أن منظمة الصحة العالمية توصي من أجل السيطرة على الأمراض غير الانتقالية والكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم، بقياس ضغط الدم على الأقل كل ثلاثة أشهر ابتداء من عمر الطفولة. ماهي أسباب الإصابة بهذا الداء؟ يجب التأكيد على أن هناك عوامل الخطورة في الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم التي لايمكن السيطرة عليها ومنها السن، لأنه كلما تقدم الشخص في السن كلما زادت نسب إصابته بارتفاع ضغط الدم ، ثم هناك السلالة، إذ تبين على أن ضغط الدم المرتفع ينتشر بين الأجناس السمراء اللون أكثر من البيضاء اللون، وكذا نوع الجنس، فنسبة إصابة الذكور بارتفاع ضغط الدم ترتفع في مرحلة الشباب ومنتصف العمر وترتفع معدلاته عندهم مقارنة بالإناث، أما بعد سن 55 وحتى 64 سنة فتتساوى نسب إصابة كل من الذكور والإناث، وبعد سن 65 تزيد نسبة إصابة الإناث أكثر من الذكور. ويعد كذلك ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الوراثية، ثم هناك تصلب الشرايين، وهي تزداد مع تقدم العمر ونتيجة لزيادة الدهون في الدم والتدخين وشرب الكحول. أما العوامل التي يمكن السيطرة عليها ويمكن من خلالها تقليل نسبة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني فهي: البدانة، فكلما زاد وزن الجسم، كلما كان في حاجة أكثر للدم لإمداده بالأوكسجين والتغذية الكافية للأنسجة، وإذا عرفنا أن قلب الإنسان مصمم لتحمل وزن 120 كيلوغراما، فإنه كلما زاد الوزن عن ذلك كلما زادت احتمالية ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته. قلة الحركة والنشاط اليومي للجسم التي ترفع من نسب الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، لأنها ترفع كذلك من نسب زيادة وزن الجسم. وتؤدي قلة الحركة أيضا إلى زيادة نبضات القلب، لأن عضلات القلب تحتاج لمجهود أكبر في الانقباض والانبساط، وبالتالي فهي تزيد الثقل على الشرايين. التدخين: تقوم التركيبات الكيمائية للتبغ بتدمير جدار الشرايين، وتسبب تكوين الكتل على جدارها ( هي الكتل الدهنية) التي تحتوي على الكوليسترول، ويساهم النيكوتين أيضا في انقباض الأوعية الدموية، وبالتالي يرغم القلب على العمل بشكل أقوى. الحساسية من الصوديوم: هناك أشخاص شديدو الحساسية من الصوديوم، وبالتالي فذلك يؤدي إلي احتباس السوائل في الجسم ورفع ضغط الدم، وهؤلاء يتأثرون بملح الطعام بشكل كبير. لذا يجب عليهم الحد من استخدامه وتعويضه بأملاح البوتاسيوم أوالتوابل. انخفاض البوتاسيوم: والبوتاسيوم هو من المعادن التي تعمل على ضبط مستوى الصوديوم في الخلايا، لذلك يرفع انخفاض معدل البوتاسيوم من نسبة وجود الصوديوم في الجسم ، وبالتالي ارتفاع الضغط. زيادة شرب الخمور: سبب ارتفاع ضغط الدم نتيجة شرب الخمر هو غير معروف بشكل محدد، ولكن الإدمان على الكحول مع مرور الوقت يسبب ضررا بالغا بعضلات القلب. الشد العصبي: قد يؤدي الشد العصبي الزائد إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، ولكن هذا الارتفاع قد يزداد مع مرور الوقت. كما أن محاولة تخفيف الشد العصبي عن طريق تناول المزيد من الطعام، والتدخين المستمر أو شرب الكحول، يساعد على بقاء ضغط الدم مرتفعا. الأمراض المزمنة: مثل ارتفاع الكوليسترول، السكر، عدم القدرة على التنفس أو هبوط القلب يزيد من خطورة الإصابة بارتفاع الضغط. ماهي الخطورة التي ينطوي عليها هذا المرض؟ هناك أشخاص عديدون لا يحسون بخطورة ارتفاع ضغط الدم حيث أنهم لا يشعرون بأية أعراض أو قد يشعرون بأعراض بسيطة. ولكن يجب أن نعلم أن ضغط الدم غير المنتظم يمكن أن يرفع معدل الخطورة للإصابة بالسكتة الدماغية، ولأزمات القلب، وهو سبب رئيسي في حدوث عجز القلب وعجز الكلية، كما أن هبوطه هو مسبب أيضا لأزمات أخرى. إن ارتفاع ضغط الدم الشرياني يقسم من الناحية العملية إلى قسمين: - ارتفاع ضغط الدم الأولي: والذي لا يوجد سبب واضح ومعروف له ويشمل نسبة 95% من المرضى الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، وهو غالبا يصيب المرضى بعد سن الأربعين وتزداد نسبة الإصابة مع التقدم في العمر. - ارتفاع ضغط الدم الثانوي: ويشمل 5% من المرضى، وتوجد عدة أمراض تسبب ارتفاع ضغط الدم خاصة لمن هم دون سن 35 سنة ومنها «أمراض الكلى بمختلف أنواعها مثل التهاب حوض الكلى المزمن، ضيق الشرايين الكلوية أمراض الغدد الصماء مثل زيادة نشاط الغدة جاركلوية (الكظرية)،والغدة النخامية، والغدة الدرقية تعاطى بعض الأدوية مثل أقراص منع الحمل ومضادات الإحباط والاكتئاب، وبعض الهرمونات وأدوية أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل، وآلام العضلات، والبرد، والسعال، والربو الشعبى، والعقاقير التي تستخدم في علاج نزلات البرد، مزيل الاحتقان، مسكن الألم وبعض العقاقير الأخرى، فضلا عن تعاطي المخدرات كالكوكايين «، إضافة إلى ذلك هناك ارتفاع الضغط أثناء الحمل وهو ارتفاع مؤقت فقط أثناء فترة الحمل ثم يعود بعدها إلى معدلاته الطبيعية في معظم الأوقات وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل مما يسبب ما يسمى بتسمم الحمل. ويجب التحكم في ارتفاع ضغط الدم، إذا كان مرتفعا باستمرار، لأن الثقل الزائد المفروض على جدار الشرايين يؤدي إلى وقوع ضرر كبير في مختلف الأعضاء الحيوية بالجسم مع مرور الوقت، وكلما زادت فترات ارتفاع الضغط كلما زاد الضرر، ومع مرور الوقت تظهر هذه الأعراض. وقد أكدت دراسات عديدة على وجود صلة كبيرة بين عدم التحكم في ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأزمات القلب والسكتة الدماغية، وهبوط القلب ومشاكل العين. هل يمكن للمريض بالضغط الدموي أن يصوم؟ إن مريض الضغط يعيش في دوامة يومية يمكن أن تعرضه لعدة مضاعفات، سواء كان صائما أم لا، ومسألة صومه هي تعتمد بالأساس على نسبة ارتفاع ضغط الدم، فإذا كان الارتفاع بالضغط ليس شديدا جدا، أي في الحدود الطبيعية المتمثلة في نسبة 140/80 ملم زئبق أو أقل، فإن هذا يعني أن لديه ضغطا منتظما، وبالتالي فإن بإمكانه أن يصوم بشرط أن يتناول أقراص الضغط وتحت إشراف الطبيب، أما إذا كان الضغط مرتفعا باستمرار وغير مستقر، وخاصة إذا كانت هناك مضاعفات لارتفاع ضغط الدم مثل اختلال وفشل في وظيفة الكلى، أو قصور حاد في شرايين القلب التاجية، عند ذلك يجب أخذ موافقة الطبيب من أجل الصيام من عدمه. ما هي النصائح التي يمكن أن يوصى بها مريض الضغط الدموي الصائم؟ بشكل عام ، ينصح مريض الضغط الذي يصوم بأن يكثر من تناول الخضروات، وأن يقلل من تناول الملح في طعامه، أما بالنسبة للحبوب والأقراص التي يتناولها مريض الضغط فينصح بأن يكون توزيعها كما يلي: . الأقراص المدرة للبول تؤخذ بعد الإفطار وليس بعد السحور، وذلك لتجنب حدوث الجفاف والعطش خلال النهار. . حبوب الضغط تؤخذ مع الإفطار على أن يستمر المريض في فحص ضغطه في فترات متفاوتة لتنظيم جرعة العلاج على أساسها، خاصة وأن أغلب مرضى ارتفاع الضغط البسيط يستغنون عن دوائهم خلال رمضان. . على مريض ارتفاع الضغط عدم بذل مجهود كبير يؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم، لأن ذلك يؤدي إلى هبوط الدورة الدموية الحاد، وإلى جلطات القلب والمخ والأوعية الدموية، خاصة للمرضى الذين يعانون من السكري والكولسترول وارتفاع في ضغط الدم، لأنهم معرضون أكثر من غيرهم لهذه المضاعفات عند زيادة لُزوجة الدم نتيجة الصيام. . تناول السحور عامل هام في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء النهار. . ينصح الصائم بتناول سعرات حرارية أقل بقليل من المعتاد أثناء شهر رمضان مع الاهتمام باختيار أطعمة ذات قيمة غذائية ، مع تقليل استخدام ملح الصوديوم وتعويضه بأملاح البوتاسيوم والتوابل، والإكثار من شرب السوائل في فترة الإفطار حتى لا يصاب بالجفاف، وينصح كذلك بتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح والكافيين.