خلد المغرب يوم الاثنين 14 ماي الفارط، فعاليات اليوم العالمي لارتفاع الضغط الدموي تحت شعار : «نمط عيش صحي، لضغط دموي سليم»، وذلك من خلال إعطاء انطلاقة حملة تحسيسية تواصلية بشراكة بين وزارة الصحة والجمعية الطبية المغربية لارتفاع الضغط الدموي، ستمتد إلى غاية يوم غد الجمعة 18 ماي الجاري، والتي عرفت وستعرف تنظيم أنشطة للتوعية وحملة للكشف عن ارتفاع الضغط الدموي في جميع المراكز الصحية. حملة استهدفت الأشخاص البالغين 40 سنة فما فوق، ومرضى السكري، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والنساء الحوامل. إلى جانب تنظيم لقاءات تحسيسية حول أسباب، ومضاعفات، وطرق الوقاية من ارتفاع الضغط الدموي، باعتماد سلوكيات وأنماط عيش سليمة، فضلا عن تنظيم لقاءات علمية حول المرجع العلاجي لارتفاع الضغط الدموي، لفائدة مهنيي الصحة، وذلك بكافة الأقاليم والعمالات والمراكز الإستشفائية الجامعية. «الاتحاد الاشتراكي»، وبهذه المناسبة الطبية، أجرت حوارين اثنين مع كل من الدكتور «هشام البري» رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بمديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، والدكتور «المفضل العراقي» اختصاصي في أمراض القلب بفاس، ونائب رئيس الجمعية المغربية لارتفاع الضغط الدموي، وذلك من أجل تسليط الضوء على المرض الذي يصطلح عليه ب «الصامت القاتل»، وتعريف قراء الجريدة بأسباب، وأعراض وسبل الوقاية والعلاج المرتبطة بمرض الضغط الدموي. { خلد المغرب يوم الاثنين 14 ماي فعاليات اليوم العالمي للضغط الدموي، فما هي وضعية هذا المرض في المغرب؟ في المغرب، يعتبر ارتفاع الضغط الدموي أهم عوامل الإختطار لأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أهم الأسباب لطلب العلاج في المؤسسات العلاجية المتنقلة. وبحسب دراسة استقصائية وطنية خلال سنة 2000 ، فقد تبين أن 33.6 % من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 20 سنة فأكثر ، يعانون من ارتفاع ضغط الدم. هذا الانتشار هو بنسبة 54 % بين الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، بينما سجلت نسبة 55% من المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني في الدرجة الأولى، وغالبا ما تكون التدابير العلاجية ترتكز على تعديل نمط الحياة. { ما هي أعراض ارتفاع الضغط الدموي؟ في معظم الأحيان لاتوجد مؤشرات تحذيرية أو أعراض معينة تدل على وجود ارتفاع في ضغط الدم، ولهذا السبب يدعى هذا المرض عادة ب «القاتل الصامت »، لكن من بين الأعراض المتعارف عليها هناك « صداع متكرر في خلفية الرأس الدوخة و الدوار في الرأس طنين في الأذنين الشعور باللهث وضيق التنفس عند القيام بجهد ألم بالصدر مع زيادة في ضربات القلب الإغماء»، وتدل هذه الأعراض الثلاثة الأخيرة على تطور المرض. { ما هي أسباب الإصابة بالضغط الدموي؟ وهل لذلك علاقة بالسن وبالنمط الغذائي وتأثير الحياة اليومية، أم أن هناك عوامل أخرى؟ أهم العوامل المؤدية لارتفاع الضغط الدموي هناك : « سوابق مرضية عائلية أو وراثية لارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم عند الأب، الأم، الأخ، أبناء العم، ..) مرض السكر ( هناك علاقة قوية بين مرض السكري (النوع2) والإصابة بأمراض القلب خصوصا ارتفاع الضغط الدموي، بحيث أن ثلثي مرضى السكري يعانون من ارتفاع الضغط الدموي التقدم في السن ( فوق 40 سنة) السمنة والزيادة في الوزن ( البدانة أو السمنة هي زيادة وزن الشخص عن المعدل الطبيعي المحدد له)، ويوصف الشخص بالسمنة إذا زاد وزنه بحوالي 20% عن الوزن الطبيعي المحدد له، ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث السمنة، التاريخ الوراثي وعادات التغذية السيئة التي يتبعها الشخص. وتعتبر السمنة أحد المشاكل الصحية التي يواجهها الشخص السليم لأنها تؤدي بعد فترة ما إلى العديد من الأمراض زيادة على ارتفاع الضغط الدموي، كارتفاع نسبة السكر في الدم (النوع الثاني) وجلطات المخ، والأزمات القلبية (جلطات القلب)، وفشل في عضلة القلب، وبعض أنواع السرطانات، والتهابات المفاصل وآلامها، ونوبات توقف التنفس أثناء الليل عدم الحركة أو قلتها إذ تعتبر قلة النشاط البدني من العوامل الشائعة التي يمكن التحكم بها لأنها تؤدي إلى السمنة و ارتفاع الضغط الدموي، لهذا فإن ممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم تعد من أحسن السلوكيات للوقاية من أمراض القلب و الشرايين، إذ تمكن من التخلص من السعرات الحرارية الزائدة. التدخين : من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب و الذي يمكن الوقاية منه و الإقلاع عنه . الإفراط في تناول الملح و الدهون: فالإفراط في تناول الملح من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي. إذ أن معدل استهلاك الملح يصل إلى 10 غ في اليوم بينما لا يحتاج الجسم إلا ل 0.5غ في اليوم الواحد، وبالنسبة للأغذية الغنية بالملح هناك أحشاء الذبائح القديد النقانق السمن الخليع الأطعمة المعلبة البطاطس المقلية المعلبة المأكولات الخفيفة (البيتزا همبورجر،..)، ... بينما الدهون تؤدي إلى كثرة الكولسترول وإلى تراكمه في الشرايين وبالتالي انسدادها. ويوجد الكولسترول في: اللحوم الدسمة مشتقات الحليب الجبن الدسم القشدة أصفر البيض الحلويات المثلجات الزيوت الحيوانية، ... في حين أن الأغذية الفقيرة هي الخضر الفواكه القمح السمك الدواجن ( بدون جلد) مشتقات الحليب بدون مواد دسمة ، تناول الكحول، ارتفاع الضغط المتزامن مع الحمل . { من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالضغط الدموي؟ هذه العوامل التي ذكرتها تسمى عوامل الإختطار، وعلى الأشخاص الذين تتوفر فيهم 2 أو أكثر من هذه العوامل أن يعرضوا أنفسهم على الطبيب لقياس الضغط الدموي على الأقل مرتين في السنة، لأنهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم. وكلما زاد عدد عوامل الإختطار كلما زادت مخاطر الإصابة بأمراض القلب. { هل هناك من تأثير للضغط الدموي على أعضاء أخرى بالجسم أو التسبب في مضاعفات؟ إن إهمال الضغط الدموي المرتفع وعدم معالجته يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومتعددة. ومن أهم الأعضاء التي تتأثر أكثر من غيرها في الجسم هي القلب، الدماغ، والكلي، نتيجة انخفاض تدفق الدم أو إعاقته تماما. ومن ابرز المضاعفات هناك : - القصور القلبي أو عدم قدرة القلب على ضخ الدم. - الذبحة الصدرية، وهى نوبات من الألم الشديد يشعر به المريض في صدره، وهى ناتجة عن نقص في كمية الدم الذي يغذي عضلات القلب عبر الشرايين. و يكون الألم عادة في وسط الصدر أي خلف عظمة « القص » ( وهى العظمة المسطحة في منتصف الصدر التي تتصل بها الضلوع )، وقد ينتشر الألم إلى أماكن أخرى قريبة مثل الذراع أو الكتف ( عادة الأيسر ) أو إلى الرقبة أو أحياناً إلى الفك. - الجلطات الدماغية التي تؤدي إلى الشلل النصفي. - الفشل الكلوي، وهو تلف للكلي الذي ينتج عنه قصور في عمل الكلية ووظائفها مما يؤدي إلى اختلال عام في جسم الإنسان. - ضعف النظر المتزايد الذي يؤدي إلى العمى. - الموت المفاجئ. { هل هناك من وسائل للعلاج؟ علاج مرض ارتفاع الضغط الدموي هو طويل الأمد (مدى الحياة)، لأن العلاج لا يشفي المرض ولكن يسيطر عليه، وبالتالي فإن اتباع إرشادات الطبيب المعالج مهم جدا، كما أن إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب بحجة أن الضغط الدموي أصبح عاديا ، يعتبر أمرا خطيرا، حيث أنه بمجرد توقف المريض عن العلاج الخافض للضغط يعيد المرض مرة أخرى. ويرتكز علاج مرض ارتفاع الضغط الدموي أساسا على: العلاج بغير الأدوية: تغذية صحية و متوازنة مع التقليل من تناول الملح دون حذفه نهائيا و اجتناب المواد الدسمة التي تحتوي على الكولسترول. التخفيف من الوزن إذا كان المريض بدينا : - ممارسة أنشطة رياضية بصفة منتظمة ومن الضروري أن يمارس النشاط البدني بانتظام مع الحرص على التدرج في شدته (30 دقيقة في اليوم 3 إلى 4 أيام في الأسبوع أقل تقدير) اجتناب التدخين أو الإقلاع عنه الإمتناع عن تناول الكحول. ويجب على عامة الناس اجتناب عوامل الإختطار ونهج سلوك حياتي صحيح لمنع الإصابة خصوصا من لهم أكثر من عامل اختطار واحد. العلاج بالأدوية: كما ذكرنا في السابق، قد لا يشعر المريض بأي شيء، ولذلك فإن تقبله لتناول العقاقير الخاصة بضغط الدم يكون صعبا ، خاصة أن بعض الأدوية لها آثار جانبية وبعضها مرتفع التكلفة. كما يجب على المريض أن يتبع الدواء حسب الوصفة التي وصفها الطبيب، ولا يغير الدواء إلا بعد استشارة طبيبه المعالج. وصفة الدواء شخصية ولا يمكن أن نعطي مريضا آخر نفس الدواء إلا بعد استشارة طبيبه و إلا قد نعرضه للخطر. { ماهي الخطوات التي تقوم بها وزارة الصحة في هذا الإطار؟ إن داء ارتفاع الضغط الدموي يبقى مكلفا للمريض وعائلته و المجتمع وكذا السلطات الصحية، نظرا لكونه مرضا مزمنا و قد يفضي إلى مضاعفات صحية. وإدراكا منها لخطورة هذا المرض، وضعت وزارة الصحة أمراض القلب والشرايين ضمن أولوياتها، حيث اعتمدت استراتيجية وطنية للوقاية والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم تهدف من خلالها إلى ضمان الحصول على خدمات الوقاية والعلاج ودعم جيد لبرنامج ارتفاع الضغط الدموي. خصوصا مع تعميم نظام المساعدة الطبية. ومن أهم الخطوات التي تم القيام بها في هذا الإطار هناك : - إنجاز الحملات الوطنية التحسيسية لفائدة العامة في مجال ارتفاع الضغط الدموي. - تعزيز قدرات مؤسسات العلاجات الصحية الأساسية بالأدوية وتوفير أجهزة قياس ضغط الدم في مؤسسات العلاجات الصحية الأساسية. - اعتماد نظام الكشف المبكر لارتفاع ضغط الدم في الفئات الأكثر عرضة للمرض. - وضع برنامج التكوين المستمر لفائدة الأطباء والممرضين في مجال ارتفاع الضغط الدموي. - تحسين جودة الخدمات و تخصيص أيام محددة للفحص و التتبع الطبي في مجال ارتفاع الضغط الدموي. { كلمة أخيرة؟ إن نسبة مرض ارتفاع ضغط الدم في ارتفاع مستمر (ثلث الأشخاص البالغين 20 سنة وأكثر) وذلك مع زيادة وطأة التدخين، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني والتوتر والقلق في حياتنا العصرية، ومن خلال الأبحاث التي قامت بها وزارة الصحة، وللأسف، فإن أكثر من نصف من يعاني من هذا المرض لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع وأنه يحتاج إلى علاج. لذلك ينصح بقياس ضغط الدم لدى الأشخاص بعد تجاوز سن الأربعين من العمر، أو في حالات زيادة الوزن، أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة، أو عند الأشخاص الذين تتوفر فيهم عوامل الإختطار الأخرى. كما أن الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون دائما العلاج اللازم، إما لعدم اقتناعهم بضرورة أخذ العلاج، أو لجهلهم أو تهاونهم في طريقة العلاج.