«القاتل الصامت» يهدد حياة مليار ونصف المليار شخص في العالم مطلع سنة 2025 يشكل اليوم العالمي للتصدي للضغط الدموي الذي يخلده العالم في 14 ماي من كل سنة منذ 2005 فرصة للتعريف بهذا المرض المعروف ب»القاتل الصامت» الذي يهدّد حوالي حياة مليار ونصف مليار شخص في العالم في أفق 2025، وخطورة مضاعفاته الطبية وتقديم معلومات حول الوقاية منه، والكشف المبكر عنه وكذا علاجه. ويعتبر هذا المرض من أهم أسباب أمراض القلب في العالم ويعاني منه حوالي مليار من سكان العالم (40 بالمائة في الدول المتقدمة، و60 بالمائة في البلدان السائرة في طريق النمو). غير أنه ومع حلول سنة 2025، وبسبب شيخوخة الهرم السكاني وتطور نمط حياة السكان في العالم، فإن الخبراء يتوقعون أن يصل عدد المصابين بمرض الضغط الدموي إلى مليار ونصف مليار شخص. وفي المغرب فإن نحو 34 بالمائة من المغاربة يعانون من ارتفاع ضغط الدم حسب إحصائيات نشرتها الجمعية المغربية لارتفاع الضغط الدموي. ويتسبب ارتفاع الضغط الدموي في مضاعفات سلبية على بعض أعضاء الجسم الأساسية كالقلب والكلي والدماغ. فبخصوص القلب، يوضح الخبراء أنه نتيجة ارتفاع ضغط الدم فإن القلب لا يحصل على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة. أما على مستوى الكلي فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، وبنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم. ويعاني 80 بالمائة من مرضى القصور الكلوي من ارتفاع ضغط الدم. وبالنسبة للدماغ فبسبب ضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل, وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ ما يؤدي إلى حدوث غيبوبة لدى المصاب. وللوقاية والتحكم في ارتفاع الضغط الدموي ينصح الأطباء بنقص الوزن وتفادي السمنة، وممارسة الرياضة، والتقليل من تناول ملح الطعام (الصوديوم) إلى حوالي 4 و6 غرامات يوميا، والامتناع عن التدخين لأن مادة النيكوتين تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وكذا عن شرب القهوة، والابتعاد عن الأسباب التي قد تؤدي إلى التوتر والانفعال النفسي والانضباط في تناول الدواء فضلا عن تفادي استعمال الأعشاب لأنها قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي والتحكم في الدهون. وحسب الأخصائيين فإن مرض الضغط الدموي قد يحدث دون أي أعراض، ويتم تشخيصه عند الكشف الروتيني أو صدفة ثم يستكمل بواسطة تحاليل ذات الصلة ومن الأمراض المصاحبة كذلك لارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الدهون والسكر في الدم والسمنة. وفي المغرب أعلنت الجمعية المغربية لارتفاع الضغط الدموي الشرياني عن تنظيم مسيرة بالدار البيضاء بالمناسبة في 17 ماي المقبل للتوعية بمخاطر المرض والتأكيد على أن المشي إحدى أهم وسائل الوقاية منه، فضلا عن تنظيم حملة لتوعية المواطنين بمخاطر هذا المرض الذي يعد ثالث سبب للوفاة في العالم بعد سوء التغذية والتدخين حسب المنظمة العالمية للصحة. وأفاد البروفيسور سعيد الشرايبي، الكاتب العام للجمعية المغربية لارتفاع الضغط الدموي في تصريحات صحفية أن ثلث البالغين في المغرب يعانون من الضغط الدموي الذي يعتبر السبب الأول للوفيات في المغرب، موضحا أن حوالي 42 بالمائة من المصابين تتجاوز أعمارهم الثلاثين سنة، بينما تصل الإصابة في صفوف الذين يتجاوزون سن الأربعين سنة إلى ما يقارب 54 بالمائة. كما أوضح أن النساء المغربيات يصبن بارتفاع الضغط الدموي بنسبة 37 بالمائة أكثر من نسبة الرجال التي تصل إلى 30 بالمائة استنادا إلى إحصائيات الجمعية.