يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض القاتلة لأن له تأثيرات ومخاطر على باقي أجهزة الجسم الأخرى التي تتضرر بسبب هذا المرض، الذي لا يمكن معرفته إلا في حالة متقدمة منه. فيما يلي يقدم الدكتور سعيد الشرايبي طبيب القلب والشرايين مجموعة من التوضيحات حول المرض . ارتفاع ضغط الدم يكون عندما يبلغ نسبة 14/9 في سن الرشد عند الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، أم فيما يخص مرضى السكري فيصل ضغط الدم عندهم نسبة 13/8 وبالنسبة للأطفال فتختلف أرقام الضغط الدموي لديهم حسب السن ويؤكد الدكتور الشرايبي أنه ليست هناك أنواع كثيرة لارتفاع الضغط الدموي والأنواع التي يمكن الحديث عنها هي ارتفاع الضغط الدموي الذي يخص فقط الرقم العلوي أي النسبة الأعلى، ثم الضغط الدموي الذي يخص الرقم السفلي أي النسبة الأدنى. أسباب ارتفاع ضغط الدم ما يجب معرفته حسب الدكتور الشرايبي أن 95 في المائة من الإصابة بارتفاع ضغط الدم ليس له سبب، ففي غالبية الأحيان عند الناس البالغين سن الرشد والمسنين لا يمكن معرفة السبب الحقيقي للإصابة، وهو ما يسمى بارتفاع الضغط الدموي بدون سبب. ومن ناحية أخرى يؤكد الدكتور أن 5في المائة من الحالات المتبقية يكون لارتفاع الضغط الدموي بعض الأسباب، التي لها علاقة بأمراض الكلية، وتشنج الشراين الموجودة في أعلى الكلية، بالإضافة إلى بعض الأسباب التي يكون لها علاقة ببعض الغدد كالغدة التي تكون فوق الكلية، وبعض الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية. من بين الأسباب الأخرى هناك حالة نادرة يولد فيها الأطفال بشرايين في اليد وأخرى في القلب ضيقة تزيد من ارتفاع ضغط الدم على مستوى اليدين، بالإضافة إلى أسباب أخرى متعددة لكنها قليلة جدا كالشخص الذي يتناول عرق السوس بطريقة مكثفة يوميا. بصفة عامة يقول الدكتور إن 95 في المائة من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يتم الكشف عن السبب المؤدي إلى ذلك، والمعروف أن نسبة ارتفاع الضغط الدموي ترتفع بارتفاع السن فمثلا إذا أخذنا الفئة العمرية البالغة ثلاثين سنة نجد بينهم نسبة 15 إلى 20 في المائة مصابين بارتفاع الضغط وبذلك يمكن القول إنه كلما زاد الإنسان في السن كلما ارتفع ضغط الدم عنده مضاعفاته ومخاطره تكمن مضاعفات مرض ارتفاع الدم في رأي الدكتور الشرايبي في كونه من الأمراض الصامتة والقاتلة، التي لها الكثير من التأثيرات على أجهزة أخرى داخل الجسم، حيث يمكن له أن يؤثر على الكلي فيصاب المريض بالفشل الكلوي، وعلى الدماغ فيصاب بجلطة أو نزيف داخلي، أو يوثر على العين من خلال ضربه لشبكة العين، أو من خلال التأثير على شرايين القدمين ويصعب على المريض التحرك والمشي بسهولة ويمكن أن يكون له تأثير على القلب الذي يكبر حجمه ويصاب بتشنج في شرايين القلب وضعف في وضيفته، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأزمة قلبية وقد يؤثر على الصحة العامة للشخص بصفة عامة إذن فخطورته كبيرة لأن الإنسان لا يحس به إلا في مرحلة متقدمة، تظهر فيها الكثير من المضاعفات. كيفية اكتشاف المرض يقول الدكتور الشرايبي أن اكتشاف ارتفاع الضغط الدموي يمكن أن يتم من خلال ظهور بعض الأعراض من قبيل صداع الرأس والدوخة، وبعض الاضطرابات في دقات القلب، بالإضافة إلى الإحساس بالإعياء وسماع صوت الصفير في الأذنين، لذلك على الإنسان الذي تظهر عليه هذه الأعراض أن يسرع في استشارة طبيب مختص وإجراء الفحوصات الضرورية. ولمعرفة إن كان الشخص مصابا بارتفاع الدم أم لا يمكن للطبيب الجوء لجهاز يسمى جهاز الهولتير يتم تركيبه للمريض لمدة أربع وعشرين ساعة، يمارس به حياته بشكل طبيعي ثم يعيدها للطبيب بعد مرور المدة المحددة، حيث يربطه الطبيب بجهاز الحاسوب لأخذ المعلومات منه. هذه الطريقة في نظر الدكتور الشرايبي فعالة جدا لأنها تمكن الطبيب من الكشف بشكل دقيق على المرض لتحديد ما إذا كان المريض يحتاج إلى علاج طويل الأمد بالأدوية أم لا ، وأن كل ما يحتاج له هو الوقاية. الوقاية والعلاج بالنسبة للوقاية يجب توعية الناس بتفادي ارتفاع الضغط الدموي قبل الإصابة به لتجنب كل الأشياء التي تسبب الإصابة به مثل السمنة والتدخين وشرب الخمر تجنب الإكثار من تناول الملح والحرص على ممارسة الرياضة لمدة ثلاث مرات في الأسبوع ولمدة خمس وأربعون دقيقة هذه كلها وسائل وقائية يمكن للإنسان اتباعها لتجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم ويضيف الدكتور سعيد الشرايبي أن الطبيب إذا ما شك في احتمال إصابة المريض بارتفاع ضغط الدم حتى ولو كان عاديا فإنه ينصحه بتجنب هذه الأشياء خاصة عندما يكون مدخنا أو مدمنا على شرب الخمر أو يعاني من السمنة فكل هذه الأمور مضرة وإذا مازاد عليها ارتفاع الضغط الدموي فإن الأمر يصبح كارثيا على الجسم الإنساني. هذا فيما يخص الجانب الوقائي قبل الرصابة بارتفاع الضغط الدموي، أما في حالة الإصابة به فيوكد الدكتور الشرايبي أن أول شيء يبدأ به الطبيب هي المسائل الوقائية، لأن مفعول الوقاية أهم من مفعول الدواء، والعلاج المتاح للمصابين بهذا المرض ينقسم إلى نوعين الأول هو عندما يكتشف الطبيب سبب ارتفاع ضغط الدم يحاول علاج ذلك السبب كعلاج المشاكل التي تكون في الغدة الدرقية أو التي تكون في الكلية. أما الحالات التي لا يتمكن الطبيب من معرفة السبب فيها فيبدأ العلاج بالوقاية كمرحلة أولى قبل إعطاء الأدوية حسب حدة ومضاعفات ارتفاع الضغط الدموي، والشيء الأكيد هو أن الشخص المصاب بالمرض يجب أن يستمر في تناول الدواء حتى وإن أحس بتحسن حالته الصحية وتوقف ارتفاع الضغط الدموي عنده، لأنه في تلك الفترة يمكن أن يرتفع ضغط الدم من جديد ويكون لذلك انعكاسات سلبية على صحة المريض، وإذا ما التزم المريض بتناول الدواء حتى في حال تحسن حالته فإنه يصبح عاديا وتغيب المضاعفات المرافقة للمرض عن الظهور.