محمد بودرهم / إليونور بنيث هي شابة وجميلة، على درجة عالية من التربية، ولم يكن ذلك ليثير كثير اهتمام لولا أنها أصبحت زوجة الأمير مولاي رشيد. لقد أعلن الخبر مساء الأحد 15 يونيو من خلال بلاغ رسمي شكل المادة الأولى لكل وسائل الإعلام المغربية، وجعل من تلك السيدة الغفل المرأة الأكثر متابعة في المملكة. نظرة صارمة، قفطان أخضر بالزمرد. حال أميرية أكيد. ملامح هادئة، شبه تعبى، لكنها محاطة بأقوى شخصيتين في المغرب. الصورة الجديدة للعائلة مغرية، لكنه بالنسبة لها هي بداية تعاطف وشغف للمعرفة من قبل كل البلد. فخلال دقائق سجل اسمها أعلى معدلات البحث في غوغل. لكن بدون نتيجة. بقي السؤال ذاته عالقا بالشفاه: من هي هذه التي تمكنت من قلب أشهر عزاب المملكة؟ دم ملكي من أب لابنته رغم أنها غير معروفة عند العامة، فإن أم كلثوم بوفارس ليست غريبة تماما كما يعتقد. فهي ابنة مولاي المامون بوفارس، الذي هو ابن للا خديجة شقيقة السلطان محمد الخامس. فهي تملك شجرة أنساب ملكية راسخة. فهي شريفة راسخة. لكن، كيف نجحت في جلب اهتمام الأمير الذي أكمل 44 سنة من عمره، والزواج منها؟. يتم التداول في المحيط الملكي أن عائلتها ظلت دوما قريبة جدا من البلاط. وإذا كانت والدتها لطيفة ليست من سلالة ملكية، فإنها ليست هي أيضا بغريبة عن دار المخزن. ولو صدقنا بعض ما يتداول, فإن زواج واحدة من بناتها مع فرد من العائلة الملكية ظل حلما قديما لديها. وحسب العديد من أقاربها الذين بالكاد يطلقون معلومة هنا ومعلومة هناك، فإن والديها قد ظلا دوما يعاملانها كأميرة، منذ طفولتها الأولى. وأكيد أن أم كلثوم قد حلمت بدورها بزواج أميري، في سرها. ولدت أم كلثوم بوفارس، يوم 3 فبراير 1987، وهي أصغر أفراد العائلة. ولا نعرف الكثير عن شقيقتيها عبلة (التي تحمل نفس إسم أم الحسن الثاني)، وأم الغيث، غير أنهما متزوجات وتسكنان معا الرباط. ولقد قضت طفولة هنية بمراكش بالمنزل الوظيفي لوالدها قبالة مسجد الكتبية منذ تعيينه عاملا على مراكشالمدينة سنة 1994. درست الإبتدائي بمدرسة أوغست رونوار، والإعدادي والثانوي بثانوية فيكتور هيجو، بشكل عادي مثلها مثل كل أبناء العائلات المراكشية الغنية. عرف عنها دوما في كرسي الدراسة أنها خجولة ومنعزلة. وحسب اعتراف لإحدى زميلات دراستها القديمة فهي «لم تكن من نوع الفتيات التي تثير المشاكل والإنتباه، وأنها ظلت نموذجا عاليا للتربية القويمة». وغير بعض اللقاءات ببيتها مع زميلاتها لا نعرف شيئا عن ميولاتها. أم كلثوم لا تدخن ولا تعاقر الخمر أبدا، كما قد يحدث مع بعض بنات جيلها، في محاولتهن فرض ذواتهن أمام العالم. لأنه حين تكون للاسكينة، حفيدة الحسن الثاني المفضلة، واحدة من صديقاتها الحميمات، ندرك مدى الحرص الذي تلزم به ذاتها أم كلثوم بوفارس. وكما تؤكد إحدى صديقاتها، فإنها لم تملك قط أي حساب على الفايس بوك ولا على أي موقع اجتماعي آخر، حتى تضع نقطة النهاية لبعض ما أشيع حول «تنظيف» حياتها الإلكترونية قبل الزواج. هل هذا يعني أنها كانت تعلم أي مستقبل أميري ينتظرها؟ وحدها التي تملك الجواب الفصل. من تكون حقا أم كلثوم بوفارس زوجة الأمير مولاي رشيد؟ على المستوى الدراسي، كانت من اللواتي ينجحن دوما دون أن يثرن الإهتمام حول ذلك النجاح الراسخ. مما جعلها تقطع مسارا أكاديميا تكوينيا عاديا بعد حصولها على شهادة الباكالوريا في شعبة الإقتصاد سنة 2006. لتغادر بعدها مراكش صوب باريس، تماما مثلما كان الحال مع شقيقتيها قبلها، حيث سكنت في أرقى أحياء العاصمة الفرنسية على الضفة اليمنى لنهر السين. حيث عاشت وحيدة في شقة فاخرة بشارع بيير الأول الصربي بالدائرة الثامنة بباريس. الهدف كان هو أن تكون قريبة من المعهد الأروبي للأعمال غير البعيد عن سكناها. ففي ذلك المعهد المتخصص في تدريس مهن الإدارة والتدبير قضت أم كلثوم كل سنوات تكوينها العليا، حيث قضت مثل باقي زملاء دراستها 5 سنوات أنهتها بماستر متخصص في التدبير والتواصل. كان ذلك قد تم بدون أية مشكلة من أي نوع، مما أسعد كل من يحيط بها من العائلة الملكية. تصفها صديقاتها (اللواتي تفضلن البقاء في الظل)، أنها وهي في 27 سنة من عمرها بقامتها التي تصل 1.65 مترا، جد طيبة، ميالة إلى الصمت وحالمة بعض الشئ. ذلك ما يتوافق مع بروتوكول التقاليد الملكية. بقوام نحيف وشعر منساب ونظرة عين ثاقبة، فإن هذه الشابة التي يقولون إنها مهتمة بأنوثتها، جميلة حقا. وكل ذلك هو الذي حمل الأمير مولاي رشيد أن يقع في عشق ملكاتها تلك. لا أحد يعرف بالضبط متى تعرفا على بعضهما، لكن بداية العلاقة كانت سنة 2012، وهو وقت جد كاف كي يتعرفا عميقا على بعضهما البعض والوصول إلى قرار الإرتباط. بل إنه في نفس التاريخ من السنة الماضية، تسرب خبر أن الأمير قرر الزواج منها، خاصة بمدينة مراكش. مرت سنة انتظار كاملة للشابة أم كلثوم، قبل أن تتسارع تفاصيل الزواج. وجاء خبر الزفاف رسميا من خلال بلاغ وزارة التشريفات. ولقد تم ذلك ضمن إطار عائلي جد محدود. وبعد أن اتصلت مجلة «تيل كيل» مع والدها المامون بوفارس، أكد لها أن قرار الزواج تم في ظرف زمني سريع، معلنا غبطته وفرحه العالي بذلك الزواج. وجوابا عن سؤال محدد: هل أنت سعيد؟ قال: «طبعا، من هذا الأب الذي لا يمكن أن يكون سعيدا جدا بزواج ابنته، إنه فخر لنا ولكل العائلة». العائلة التي توسعت، العائلة الملكية الموحدة، ويقال إن حفل العرس سيكون بمراكش مباشرة بعد شهر رمضان. عن مجلة «تيل كيل» عدد رقم 625 (20/26 يونيو 2014).