أعلن بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن جلالة الملك محمد السادس، ترأس زوال أول أمس الأحد بالقصر الملكي العامر بالرباط، حفل عقد قران شقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد على الآنسة أم كلثوم بوفارس. وجاء في نص بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة: «تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، ترأس بعد زوال يومه الأحد 17 شعبان 1435 ه موافق 15 يونيو 2014 م، بالقصر الملكي العامر بمدينة الرباط حفل عقد قران شقيقه المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، نجل صاحب الجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، على الشابة المصونة الآنسة أم كلثوم بوفارس، كريمة مولاي المامون بوفارس. حفظ الله سيدنا المنصور بالله، وجعل أيام جلالته كلها أياما مشرقة ناضرة، حافلة بالأفراح والمسرات، وأقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وبصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. إنه سميع الدعاء». أم كلثوم بوفارس، من القصر إلى القصر إثر صدور بلاغ القصور الملكية والتشريفات والأوسمة بخصوص عقد قران الأمير مولاي رشيد على الآنسة أم كلثوم بوفارس، تناسلت الأخبار والتعليقات حول الآنسة التي تمكنت من أسر قلب واحد من أشهر الأمراء العزاب في العالم. هي أم كلثوم بوفارس، كريمة مولاي المامون بوفارس، نشأت في بيئة غير بعيدة عن القصر والأمراء، فوالدها هو نجل الأميرة لالة خديجة شقيقة الملك الراحل محمد الخامس وعمة الحسن الثاني. تطفئ أم كلثوم هذه السنة شمعتها السابعة والعشرين، إذ رأت النور سنة 1987 في مدينة مراكش، باشرت دراستها في مؤسسة فيكتور هيغو الفرنسية، قبل أن تحلق نحو فرنسا لإتمام دراستها. وسبق لوالدها مولاي المامون أن شغل عدة مناصب في وزارة الداخلية، أبرزها منصب عامل عمالة مراكشالمدينة نهاية التسعينات من القرن الماضي. سكان عاصمة النخيل يعرفون مولاي المامون أيضا كمسير رياضي سبق له أن تحمل مجموعة من المسؤوليات من بينها منصب الرئيس المنتدب لفريق الكوكب المراكشي، فرع كرة القدم. مولاي رشيد أمير القلوب هو الابن الأصغر للملك الراحل الحسن الثاني، وطالما تم اعتباره العازب المرغوب فيه الأول بالمغرب. رأى الأمير مولاي رشيد النور في 20 يونيو 1970 بالرباط، وتلقى تربيته في القصر الملكي بالرباط رفقة شقيقه الملك محمد السادس وشقيقاته الأميرات الثلاث. مشواره الدراسي استهله في المدرسة المولوية وسنه لم يتجاوز الرابعة من العمر. مساره الجامعي توجه بالحصول على الإجازة في القانون العام سنة 1993 شعبة الادارة الداخلية، ودبلوم القانون المقارن، ثم شهادة الدراسات العليا في شعبة العلاقات الدولية سنة 1996، قبل الانتقال إلى جامعة بوردو سنة 2001 لنيل شهادة الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا، حيث كان موضوع الأطروحة حول منظمة المؤتمر الإسلامي. هدوء وخجل الأمير الصامت لا يختلف المقربون من الأمير مولاي رشيد في وصفه بالشخص الهادئ، الصامت أحيانا والخجول أحيانا أخرى. لكن هذا الصمت ليس غريبا على من جبل على حسن الإنصات لمخاطبيه، قبل محاورتهم بالتحليل والمناقشة. وعرف عنه أيضا حسن تعامله مع كبار السن سواء كانوا من العائلة الملكية أو من خدم القصر، إذ كشفت تقارير، نقلا عن مقربين من الأمير، أن هذا الأخير يفضل، في مناداته على كبار السن من الخدم، تسبيق اسمهم بلفظة «با». شائعات «ساندريلا» الأمير قبل الإعلان عن عقد قران الأمير مولاي رشيد يوم الأحد الماضي، ظل الأمير واحدا من أشهر الأمراء العزاب في العالم، الأمر الذي ترك باب الشائعات مشرعا، فطالما تحدث الكثيرون عن دنو موعد زفافه من أميرات سواء من داخل المغرب أو من خارجه، غير أنه سرعان ما يتأكد بطلان تلك الأقاويل التي تعكس تلهف الرأي العام لمعرفة المحظوظة التي ستسرق أمير العزاب. ومن أشهر هاته الشائعات تلك المتعلقة باعتزام الأمير الزواج من مهاجرة مغربية مقيمة في بلجيكا، وأخرى من إسبانيا أو سويسرا، أو من فتاة أمازيغية، بل هناك من تحدث عن صحافية تشتغل بوكالة المغرب العربي للأنباء. ولعل أبرز هذه الشائعات، تلك التي تحدثت عن قرب الإعلان عن دخول الأمير مولاي رشيد القفص الذهبي رفقة أميرة إماراتية. الأمير الدبلوماسي رغم أن الأمير مولاي رشيد قليل الظهور في وسائل الإعلام، وطنية كانت أم دولية، إلا أنه يتحمل مسؤوليات مهمة بتمثيل جلالة الملك في العديد من الأنشطة والمناسبات الوطنية والدولية، سيما في المباراة النهائية لكأس العرش، أو في قمة جامعة الدول العربية. كما دأب الأمير على تمثيل الملك في مراسيم تنصيب رؤساء بعض الدول أو دفن شخصيات وطنية ودولية، كدفن الرئيس الغابوني الراحل عمر بانغو، ودفن مؤرخ المملكة عبد الوهاب بنمنصور والريئس السابق لمجلس المستشارين مصطفى عكاشة. أمير السينما والرياضة عشق الأمير مولاي رشيد للفن عموما والسينما على وجه الخصوص جعله يترأس شخصيا مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وهو المهرجان الذي اكتسب شهرة عالمية كبيرة، حيث يعود الفضل الكبير في ذلك إلى حرص الأمير على استقطاب نجوم عالميين تربطه بمعظمهم علاقات ود شخصية. وإلى جانب كرة القدم، يتميز الأمير مولاي رشيد بولعه بمجموعة من الرياضات الأخرى كالفروسية، حيث يملك ضيعة خاصة بتربية الخيول الأصيلة ويحرص على حضور العديد من مسابقات الفروسية والتبوريدة، كما أنه يعشق رياضة الغولف، ففضلا عن ممارسته لها، فهو يترأس جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف. وفضلا عن ذلك، فهو يترأس جامعة الرماية بسلاح القنص.