في الوقت الذي تخطو كولومبيا بثبات في نهائيات كأس العالم، وتمكنت للمرة الأولى منذ 1990 من المرور إلى الدولر الثاني بعد انتصارين متثاليين على كل من اليونان والكوت ديفوار، جاء حادث دبلوماسي ليثير ثائرة الحكومة الكولومبية والرأي العام في بلد غارسيا ماركيز، وذلك بعد أن نشرت عارضة الأزياء والممثلة الهولندية، نيكوليت فان دام على صفحتها بموقع التواصل " تويتر" صورة مركبة للاعبي المنتخب الكولومبي راداميل فالكاو وجيمس رودريغيز وهما يستنشقان الرداد المتلاشي الذي يضعه الحكم خلال الضربات الحرة، وكأنهما يستنشقان مخدر الكوكايين ما أثار المسؤولين والرأي العام في كولومبيا أن نيكوليت فان دام كانت قد عينت سفيرة للنوايا الحسنة للمنظمة الأممية لرعاية الطفولة اليونسيف، وهو ما جعل الحكومة تطالب فورا بضرورة تجريدها من هذه الصفة لتعارض ما أقدمت عليه مع قيم ومبادئ اليونسيف والأمم المتحدة بشكل عام وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فور أن أشيع النبأ وانهالت التعليقات المستهجنة لهذا السلوك المسيئ إلى سمعة كولومبيا، والمنتخب الكولومبي بشكل خاص وفور ذلك، أعلنت الممثلة الهولندية تخليها عن المهمة التي أوكلتها لها منظمة اليونسيف، كما نشرت اعتذارا إلى الحكومة والشعب الكولومبي ، وعللت ما قامت به بكون كأس العالم تصاحبه العديد من التعاليق الساخرة، وأنها لم تكن تتوقع أن تؤدي الصورة التي نشرتها إلى هذه الضجة ومعلوم أن كولومبيا توجد بها أكبر مافيات تهريب الكوكايين في العالم، وقد خاضت الحكومة الكولومبية، بدعم من الولاياتالمتحدة منذ نهاية التمانينات حربا دموية ضد كارتيلات المخدرات، أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، غير أن ما لا يدركه العديد خارج كولومبيا، أن الكولومبيين لا يستهلكون الكوكايين، ولا يباع إلا على نطاق ضيق وداخل بعض الأوساط الثرية، كما أن هناك رأي عام مناهض للمخدرات والمافيا بسبب الفاتورة المرتفعة التي أداها الكولومبيون في حربهم ضدها ولإساءتهم إلى صورة كولومبيا في الخارج، وهو ما يفسر الامتعاض الكبير الذي شعر به الكولومبيون بسبب هذه الواقعة