لولا مبادرة الإخوة الأعزاء في الجمعيات الثقافية والإعلامية والفنية والرياضية بالمحمدية وبن سليمان، وباقي الفعاليات التي هندست هذا اللقاء الرائع، لما تهاطل على دار الشباب العربي كل هذا المطر الغزير من المشاعر الصادقة والشفافة، كل هذا الجود الجارف من الحب الجارف. شكرا لهم ولكم على هذا السيل الجارف من الحب الجارف. شاء ترتيب فعاليات هذا الحفل البهي ببهائكم المتألق أن تقدم لي الرائعة الصبوحة زينب أول هدية، وهي باقة ورد وافدة مباشرة من المستقبل الذي نحن جميعا بناته، كل من موقعه، مستقبل زاهر لا مكان تحت سمائه لأنصار الظلمة وخيل الظلام. شكرا أيها الجملاء وأيتها الجمائل على هذا الحب الجارف الذي وشمه حضوركم المتلألئ. لا تسعفني الكلمات. أود فقط أن أتذكر بعض الأسماء، أن نتذكرها جميعا. أتذكر من جعلني أصبح سعيد عاهد الذي أنا هو وهو أنا، هنا والآن، الراحل الشامخ سي عبد الرحيم بوعبيد. أتذكر "لَمّيمات": الوالدة للالة زهرة وأمي خدوج بلعباس التي أهدتني أجمل وردة: صباح. رحمهما الله معا. أتذكر ثلاثة أصدقاء كانوا سيحضرون هذا المساء، وكان حضورهم سيجعل لقاءنا أبهى وأجمل، لكنهم عبروا الآن إلى الضفة الأخرى من الحياة: عبد الكريم منديب الذي غاب عنا قبل 11 سنة ويوم واحد بالضبط، لأنه كان يحب الحياة، ما جعله يوجد في المكان الخطأ والزمان الخطأ ليرتشف كأس حياة في دار إسبانيا ليلة 16 ماي 2003، عبد الواحد خنفودي والطيب سي الطيب حذيفة. أتذكر كل هذه الوجوه الجميلة في حضرتكم، أنتم وأنتن أيها الأحبة الرائعون. وأقول فقط لكل واحدة منكن وكل واحد منكم: في الأفق دائما أفق آخر، أفق مغاير رغم الندوب والجراح والخيانات التافهة والموصوفة وسيادة الالتباس، أفق آخر لا مكان فيه لعتمة التضبيع ولأعداء الحياة، أفق ينسجه حبكم الجارف هذا. أهمس في أذن كل واحد وواحدة منكم، بكل لغات العالم ودوارج المغرب وبأقصى ما أوتي صوتي من قوة، بإحدى أجمل أغاني الحب التي لا ترد ضمنها كلمة أحبك: Ne me quitte pas اهمس بها وانا استعير كلماتها بصيغ الجمع: لا تتركوني. لا تتركوني، ابقوا في حياتي، فأنا بدونكم لست ولن أكون سعيد عاهد. سألتمس العذر من جميع الأصدقاء والصديقات الحاضرين، ومعهم الغائبين، فقد أكون أخطأت في حق أحدكم في مرحلة أو مناسبة ما، أو في بيت مشترك بيننا. ربما أكون أخطأت في حق بعضكم، لكنني فعلت ذلك بكل حب. أرجوكم أن تضموا صوتكم لصوتي وأنا ألتمس من نوفل وناظم وصباح الصفح عن ذلك الخروج عن الصمت الذي لا ينتج دائما النطق أدبا، شعرا كان أو نثرا. - - - نص الكلمة الختامية للقاء الاحتفائي بالمحمدية مساء السبت 17 ماي 2014.