لا يمكن للمرء، إلا أن يثني على إبداعية الشباب الفايسبوكي الذي سمى حكومة بنكيران، بحكومة بنزيدان، بسبب الزيادات التي اقترفتها في حق جيوب المغاربة، ولأنه منذ جاءت هذه الحكومة. وهي تفرخ وتلد في الزيادات، يمكن تسميتها أيضا، بحكومة ابن زيدون وولادة أيضا. أو كما يقول المغاربة: »ماحدها تتقاقي، وهي تتزيد فالبيض«. اما التقياق، فهو الشقشقة والجعجعة وإطلاق الاصوات والغوات والتصداع حتى يسيل اللعاب مزبدا من بين الاشداق، اما البيض فلا بيض ولا طحين ولا بياض الا في فراغ السنوات والاوقات, وعلى ذكر الجعجعات التي بلا طحين التي غمر زبدها البادي والعادي، والرائح والغادي، فإن حكومة بنزيدان، لا تريد للطبقة التي كنا نسميها مسحوقة، ان تظل طبقة مسحوقة، بل تريدها ان تصبح طبقة مطحونة. والزوين في الأمر. هو أن حكومتنا الموقرة، لم تكتف بالزيادات في المواد الغذائية، والخدماتية الاساسية والكمالية فقط، بل زادت حتى في الظواهر الاجتماعية أيضا. فمن منكم سمع بظاهرة التشرميل قبل مجيء هذه الحكومة؟ بالتأكيد سيحسب التشرميل لها ضمن منجزاتها الباهرة، وفي ميزان القبول. ولكي لا يغمط هذه الحكومة حقها في باب المنجزات, لابد من الاشادة بالمجهودات الجبارة التي قامت وتقوم بها حكومتنا الموقرة من أجل إسعاد المغاربة والأجانب أيضا وإمتاعهم وايناسهم، عبر التفكير في الامور الصغيرة والبالغة الأهمية التي تمنح السعادة والمتعة واللذة والانتشاء. فأي حكومة اسلامية أو غير إسلامية فكرت -وهي التي تزيد في كل شيء - في تخفيض سعر الفياغرا؟! با الله عليكم أجيبوا أيها الجاحدون، أخبرونا، أية حكومة في كل الأرض، فكرت في أمر كهذا؟ بالتأكيد أن حكومتنا الموقرة، رأت بأم أعينها أن الوضع قاتم ويزداد قتامة، ففكرت ودبرت وقررت: ان تخفض الفياغرا حتى يتحول الوضع القاتم الى وضع قائم!! ...ثم بالله عليكم أيها الجاحدون أجيبونا: أية حكومة في كل الارض، وكل الدنيا، توزع على مواطنيها حقن المخدرات بالمجان، وحقن الدواء بالأثمان؟! ثم بالله عليكم أيها الناكرون للجميل قولوا لنا أية حكومة في كل بقاع الارض توزع العوازل الطبية بالمجان وفابور؟! بالطبع، كل هذه الانجازات الباهرة يجب ان تحسب لحكومتنا الاسلامية جدا جدا، وأن تسجل لها.. الفخر والاهتزاز! بالتأكيد أن الحليب، اذا ما استثنينا الأطفال، لا يمنح للمرء متعة.. أما الزيت والسكر فيمنحان المرض، ولا يمنحان متعة أو انتشاء. لذلك فلا بأس من الزيادة في كل ذلك، وفي كل ما يشبه ذلك. أما التخفيض والمجانية أيضا، فيجب أن ينصبا على الأمور الهامة والممتعة والجميلة والزوينة بزاف بزاف. لذلك، بشرى للحشاشين، وبشرى للآخرين، وطوبى لحكومتنا الإسلامية جدا جدا جدا!