img src="php/miniature.php?pic=../img/1120_8.jpg&h_max=280&w_max=336" alt=" "نكافو للا الحكومة"" align="middle" / مخطيء من يعتقد أن مهنة النكافة و تزيين العرائس مازالت مقتصرة على العنصر الأنثوي,فالصحيح أن هناك من الجنس الذكوري من ولج هذه المهنة عن جدارة و استحقاق,فأبدع فيها أيما إبداع و أتقن فيها غاية الإتقان,بطريقة أخرى وبأسلوب جديد. ففي الوقت الذي يصر فيه أحرار هذا الوطن من الصحافيين و الكتاب المحايدين على معارضة و نقد السياسة الفاشلة و اللاشعبية للحكومة و فضحها للملأ,تجد مجموعة من الأشخاص ممن يمكن تسميتهم ب"نكافي للا الحكومة",لا شغل لهم سوى وضع العكر على الخنونة,وتلطيخ وجه للا الحكومة بمختلف المساحيق و المجملات,فتجدهم يبيعون الكلام للناس,ويصورون اللاشيء إنجازا عظيما,والفشل نجاحا باهرا,مستفيدين في ذلك من بعض المواقع التي تفتح لهم أذرعها بالأحضان,و مستغلين الأعمدة التي وضعت لهم خصيصا لدر رمادهم في العيون,فليس صدفة أن تسمى بعض من هذه الأعمدة بالرماد. المحير في أمر هؤلاء النكافين أننا لا نعرف إن كانوا فعلا يعيشون معنا في هذا الوطن,يرون ما نرى و يسمعون ما نسمع,أم أنهم يعيشون في كوكب آخر,كوكب اسمه أجمل بلد في العالم,ففي الوقت الذي يتظلم فيه المواطنون من الأسعار الملتهبة الناتجة عن الزيادة التي فرضتها للا الحكومة على المحروقات,وفي الوقت الذي تزداد فيه الأصوات المعبرة عن سخطها من القرارات المهددة لمجانية التعليم,وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الغيورين على الوطن من جراء الإجراءات التي يعتزم رئيس للا الحكومة اتخاذها لمحاربة الفساد و المختصرة في عفا الله عما سلف,وفي الوقت الذي يتم فيه التصويت داخل البرلمان الذي تسكنه الأغلبية الحاكمة على قوانين تعفي المفسدين من المحاسبة و العقاب لا لشيء سوى لأنهم عسكريون. قلت في ظل كل هذه الظروف وهذه "الإنجازات",لا يجد النكافون غضاضة في الدفاع عن للا الحكومة ووضع مزيد من المكياج لإخفاء وجهها الحقيقي المجعد و المهتريء,بل الأكثر من ذلك منهم من ذهب إلى حد طلب العفو من رئيس للا الحكومة قائلا"عفوا بن كيران",ومنهم من وصل به الأمر إلى حد طلب الاعتذار له,واصفا من يحاولون الحديث عن للا الحكومة بلا مكياج و لا زخرفة,بالشاتمين,الشامتين,نكاف آخر يرى بعين عكس كل العيون التي يرى بها المواطنون و أحرار الوطن من الصحافيين و المحللين المحايدين,فهو يرى أن من يتحدث عن الزيادة في المحروقات,ومن يقول أن مجانية التعليم في كف عفريت,وأن للا الحكومة قد نقضت العهد,واتخذت قرارات غير محسوبة العواقب,ما هو إلا مشوش و مشوه لعمل للا الحكومة و قائد من قواد ما سماه حربا إعلامية موجهة ضدها,ما يعني حسب هؤلاء أن كل هذه الحقائق التي لا يستطيعون أن ينكروا منها شيئا ما هي إلا محاولة لإفساد ما أعدوه للا الحكومة من عكر و كحل و عمارية. بعض "المعتدلين" من هؤلاء النكافين ممن يحاولون بيع الوهم للمواطنين و لكن بشكل معتدل"أو ما معيقش بزاف",في محاولة منهم لتفسير فشل للا الحكومة,يقولون أن الحكومة الحالية ليست مسؤولة عن الوضع الحالي,وهو نفس التفسير و نفس السموفنية التي يعزف عليها بن كيران لتبرير فشله.صحيح أن الحكومة الحالية ليست مسؤولة عن الوضع الحالي,لكن أليست مسؤولة عن استمراره؟ما دورها إن لم يكن هو إيقاف و تغيير الوضع الحالي؟وإلى متى سيبقى النكافون يبررون الفشل بالحكومات السابقة؟هل سنبقى هكذا أبد الدهر,كل حكومة تأتي تحمل المسؤولية لسابقتها؟ ما يثلج الصدر في أمر النكافين هو عندما نعرف انتماءهم,فهم رغم محاولة إخفاء هذا الانتماء,ينحدرون من حزب البيجدي الحاكم,بعضهم في الجناح النقابي للحزب,بعضهم كان صحافيا بجريدة التجديد لسان الحزب,بعضهم من المتعاطفين معه,فماذا ننتظر إذن من هؤلاء غير المكياج و النفخ في الفقاعات و تحويل الوهم إلى حقيقة ناصعة؟ أخيرا نقول,تحية محبة و تقدير لكل قلم حر محايد و غيور,تحية لكل من يكتب انطلاقا من غيرته على الوطن و المواطنين و لا ينتظر من عمله جزاءا و لا شكورا,يكتب الحقيقة كما هي دون مساحيق و لا مجملات,يكتب لا للتشفي و لكن لوضع الأصبع على الداء بغية تصحيح المسار قبل الوقوع في الحريق. أما النكافون فكما تتقاضى النكافة أجرا عن عملها,فهم و -الله أعلم- لا يقومون بتنكيف للا الحكومة مجانا,وعلى العموم نقول لهم الله إعاونكم في خدمتكم و نقول لهم "شحال كدكوم ما تنكفو" و نضيف "ألمزوق من برا أش خبارك من لداخل"؟