على غير عادتها، تزينت ساحة محمد الخامس صباح يوم الجمعة 16 ماي الجاري من أجل استقبال مغاربة من مختلف الأعمار، أطفال، يافعين، شباب وآخرين متقدمين في السن، قرروا أن يقضوا الفترة الصباحية كلها إلى جانب النصب التذكاري الذي يحمل أسماء ضحايا الأحداث الإرهابية التي ضربت الدارالبيضاء مساء يوم الجمعة 16 ماي 2003، ليعود نفس التاريخ ونفس اليوم الذي حمل بين طياته في سنة 2003، من خلال الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم فتسببوا في مقتل مواطنين مغاربة وأجانب، وآخرين خرجوا منها بعاهات مستديمة تفاصيلها لاتزال موشومة على أجسادهم، لكن الجمعة 16 ماي 2014 حمل معه الأمل في الحياة، ومطلب السلام والتعايش. صبيحة تخللتها وقفة شارك فيها الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، الجمعية التي تشتغل على مدار السنة منذ 9 يونيو 2003 في مختلف الواجهات المجتمعية للتأطير، والتحسيس والتوعية بأهمية القيم الكونية الفضلى المتجسدة في الإيمان بالتعدد والاختلاف واحترام الغير، وبقيم السلام والتعايش، مُرافقا جمعية ضحايا 16 ماي التي دعت للوقفة، والتي تضم في عضويتها أرامل ضحايا 16 ماي الصامدات المناضلات، اللواتي تسلحن بالأمل وبالصبر لإعالة أبنائهن ولمؤازرتهم ومحاولة تعويض حنان وحضور الآباء الذين سقطوا ضحايا لتلك التفجيرات الإرهابية، وفي نفس الوقت بذلن مابوسعهن لزرع ثقافة الخير والسلم والتعايش في نفوس هؤلاء الأبناء، إناثا وذكورا، للتأكيد على أن ما وقع هو بعيد عن قيم الدين الإسلامي الحنيف من جهة، ولا علاقة له بمسار هذا الوطن الذي ظل على مدار أكثر من 14 قرنا، بلدا للسلام وللتعايش والذي لايعرف للكراهية أو العنف عنوانا. وقفة، ووضع إكليل للزهور، وزرع مشاتل وأغراس لدعم الحياة وتواصل عناوينها الكبرى بمنتهى التفاؤل، بالإضافة إلى لوحات تعبيرية لأطفال شاركوا خلال هذه الصباحية إلى جانب فعاليات جمعوية أخرى، وكذا حفل للتكريم نظم لفائدة عدد من الفاعلات والفاعلين الذين ساهموا ولايزالون في دعم المبادرات الجمعوية الجادة، حيث استمرت الصبيحة إلى غاية الظهيرة على إيقاع الاهازيج والاغاني الوطنية والتربوية، في الوقت الذي انطلقت بتحية العلم الوطني وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الضحايا، وهو المشهد الذي استقطب عددا من السياح الاجانب الذين تواجدوا ساعتها على مقربة من الفضاء والذين أبدوا بدورهم دعمهم ومساندتهم للضحايا وتأكيدهم على ان السلام هو السبيل الوحيد لتقدم العالم أجمع.