تعيش مدينة الفقيه بن صالح هذه الأيام على إيقاع استعدادات غير مسبوقة وأشغال ماراطونية غير مبرمجة من ذي قبل وضد الساعة ، ترقبا للزيارة الملكية للمنطقة من خلال استنبات أشجار وغرس الورود في عز موجة من الحرارة تفوق 40 درجة، فضلا عن طلاء حواشي وشوارع المدينة باللونين الأحمر والأبيض، إعادة إصلاح زليج شارع علال بن عبد الله ومن طرف نفس المقاول والذي سبق للجريدة أن أثارت هذا الموضوع في حينه ، تزفيت بعض الشوارع المتآكلة بشكل سريع وأشغال هنا وهناك ولو على حساب الجودة المفقودة ! وهنا نتساءل بالمناسبة أيضا؛ لماذا عجز المجلس البلدي عن استكمال الإنارة العمومية وبالأعمدة الكهربائية المتفق عليها والخاصة بمشروع تهيئة شارع علال بن عبد الله الذي لم يتم بعد إنهاؤه ونفس الشيء بالنسبة لشارع الحسن الثاني اللذين صرفت عليهما الملايير؟ وما مصير أشجار النخيل التي تم الاتفاق عليها في دفتر التحملات؟ هذه بصفة استثنائية مشاريع موقوفة التنفيذ لا يتم تحريكها إلا بمناسبة الزيارة الملكية للمنطقة. وبهذه المناسبة كذلك تم تحويل العقار المحاذي للكنيسة الذي كان مخصصا لمركز ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد إلى حي الزهور، وذلك بعدما تم تدشينه وأشرف المقاول على وضع اللمسات الأولى لعملية البناء، قبل أن يفاجأ الجميع بالتخلي عن هذا العقاروالمشروع برمته مخلفا وراءه عدة ردود وتساؤلات مشروعة، حيث أفاد المستشار الاتحادي ببلدية الفقيه بن صالح بأن باشا المدينة السابق صرح في إحدى الدورات العادية للمجلس بأن العقار المذكور مازال تابعا لأملاك الدولة؟ فهل «تكالبت» على هذا العقار بعض الأيادي الخفية كسائر العقارات الأخرى بالمدينة بما فيها الأراضي العارية المملوكة للدولة التي أضحت في كف عفريت ؟ وفوق هذا وذاك، ماذا ستعمل السلطات المعنية للقضاء على الروائح الكريهة المنبعثة من معمل الحليب؛ النقطة السوداء بالمدينة، حيث لم يجرؤ أحد ولحدود الساعة على إيجاد حلول آنية ومستعجلة وهو المشكل البيئي الخطير الذي يقض مضجع الساكنة برمتها وبخاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تنبعث روائح كريهة تخنف الأنفاس وتزكم الأنوف ليلا ونهارا؛ فبالرغم من الوقفات المتعددة لساكنة المدينة أمام الوحدة المذكورة، وبالرغم من المراسلات العديدة للمسؤولين الذين يهمهم الأمر من قريب أو من بعيد، فقد ظل الوضع على حاله؟! إن مثل هذه السلوكات ، أضحت مفضوحة لدى الرأي العام الذي مل وسئم من مثل هذه الشطحات، علما بأن الزيارة الملكية الأخيرة لسنة 2010 ، قد وقفت على العديد من الاختلالات؟