أكدت جمعية «أصدقاء غوتنبرغ»، فرع المغرب، أمس الجمعة في إطار الدورة ال 18 للمعرض الدولي للكتاب والفنون لطنجة،على أهمية القراءة في بناء وتنمية شخصية الفرد. وأوضحت الجمعية، التي تعمل على نشر الثقافة والكتاب للجميع، خلال حلقة نقاش تحت عنوان «كيف غيرت القراءة حياتي»، إلى أي حد يشكل التعاطي للقراءة ومرافقة الكتاب عاملا للنجاح وتحقيق التفوق الذاتي والمهني. كما ركزت حلقة النقاش بشكل خاص على مسار الناشر وعضو جمعية «أصدقاء غوتنبرغ» عبد القادر الرتناني، الذي تحدث إلى الجمهور الحاضر عن علاقته مع الكتاب التي بدأت في وقت مبكر من مرحلة الطفولة بحي درب السلطان بالدار البيضاء. وقال الرتناني إن ارتباطه الوثيق بالكتاب، الذي تعزز مع مرور الزمن، مكنه من تحديد مجال اهتمامه المهني ومزاولة العمل الذي يعشقه، مشيرا إلى أن حياته المهنية التي تمتد إلى أكثر من ثلاثة عقود كناشر جلبت له «الاعتراف الوطني والدولي والرضى الشخصي والمهني، وكل ذلك يعود فيه الفضل إلى مصاحبته للكتاب وعشقه للقراءة». وفي هذا السياق، أكد الرتناني أنه ليس هناك سن محدد لبداية التعاطي مع القراءة، داعيا الآباء إلى «تسهيل علاقة الطفل مع الكتاب ومرافقتهم في المكتبات ومحلات بيع الكتب، دون أن يفرضوا عليهم مواضيع القراءة والمطالعة أو عناوين بعينها». واعتبر أن «فرض القراءة يصبح حملا ثقيلا على الطفل»، مضيفا أن متعة القراءة ترتبط ارتباطا وثيقا بحرية الاختيار وحس الاكتشاف، وهي عناصر تشجع انفتاح الروح وتنمية الخيال. ومن جهة أخرى، أعرب السيد الرتناني عن تفاؤله بمستقبل الكتاب في المغرب، على الرغم من المشاكل التي تعاني منها صناعة النشر والتوزيع وتراجع نسبة القراءة والمقروئية، منوها، في هذا الصدد، بالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة و التزامها بالمساعدة على فتح وإنشاء المكتبات في العديد من المدن ودعم النشر. وتعد جمعية «أصدقاء غوتنبرغ» مؤسسة تهدف إلى الترويج للغة الفرنسية والتشجيع على الكتابة في أوروبا وفي العالم، ويعمل أعضاؤها، المتواجدون في عشرين بلدا، أيضا من أجل تعزيز حضور ثقافة بلدانهم والثقافة بشكل عام. وقد أنشئ فرع جمعية «أصدقاء غوتنبرغ» بالمغرب منذ نحو أربع سنوات ويهدف إلى المساهمة في تطوير الثقافة والنشر والتوزيع والإعلام ويلتئم في إطاره جميع الفاعلين الذين يسعون إلى تشجيع القراءة ونشر الكتاب، بمن فيهم الناشرون وأصحاب المطبعات والكتاب والإعلاميون.