نظمت جمعية أصدقاء غوتنبرغ بالمغرب نشاطا احتفاليا بالفقيه القاضي محمد الطيب بن محمد السوسي التملي الروداني، يوم الخميس 27 فبراير الماضي، بالمكتبة الوطنية بالرباط. وقد حضر اللقاء كل من وزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي، ومحمد برادة، رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ-المغرب، و جون ميو، من جمعية أصدقاء غوتنبرغ بفرنسا، والصحفي عبد الله الستوكي. إضافة إلى العديد من أعضاء جمعية أصدقاء غوتنبرغ، فرع المغرب. وقد جاء اللقاء احتفاء بالكتاب والكتابة، بعد أن عرف المغرب حدثا مميزا تمثل في الدورة 20 للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء. وقد عبر وزير الثقافة عن سعادته في مشاركة الجمعية هذا اللقاء الهام الذي يخصص لشخصية مغربية تعتبر علما أساسيا في تاريخ المغرب، ألا وهو الروداني الذي يعتبر أول من أدخل المطبعة الحجرية إلى المغرب، وكان ذلك في سنة 1864، أثناء عودته من رحلته إلى الحج. وقد فتحت تلك المبادرة الباب أمام انبثاق وسيلة جديدة للتواصل المكتوب وتيسير التداول الثقافي والعلمي والديني، حيث عرفت السنوات اللاحقة تراكما كرسه ظهورُ عدد من المطابع، ومنها المطبعة المحمدية والمطبعة السعيدة، اللتين عرفهما عهد مولاي عبد الحفيظ. ومطابع الطيب الأزرق، والعربي الأزرق، والمكي بن إدريس، وأحمد اليملاحي، وأحمد بن الطيب الأزرق، وعبد السلام الذويب، ومحمد البادرسي، وأحمد يمني، وأحمد بن عبد الكريم القادري. وقد حقق توالي تأسيس المؤسسات المطبعية، تراكما على مستوى الإنتاج. حيث يُقدَّر عددُ العناوين الصادرة عن مجموع المطابع المغربية الحجرية، ما بين 1865 و1944، ب 685 عنوانا، صدرت من طرف 471 مؤلفا. وأشار الصبيحي في كلمته إلى أن لتاريخ الطباعة في المغرب جذورا عميقة في الزمن. يرجعها بعض المؤرخين إلى مرحلة طرد المورسكيين من إسبانيا. كما أن الطبعات الحجرية الأولى التي تحتفظ بها الخزانات المغربية والعالمية تحيل على تاريخ عريق في هذه المهنة التي أتقنها أهل فاس، خصوصا اليهود منهم. وقد كان اللقاء محطة أخرى من محطات جمعية أصدقاء غوتنبرغ-المغرب، على مستوى التعريف بالكتاب وتنمية شبكة القراءة العمومية، من ذلك عملها على تنمية أرصدة عدد من المكتبات وإطلاق جائزة غوتنبرغ -المغرب، بدعم من وزارة الثقافة. ومن جهتها اعتبرت الجمعية أن المغرب يعيش لحظات ثقافية متميزة في مجال الكتاب والنشر والقراءة. وقد أصبح المعرض الدولي للكتاب يشكل لحظة تقييمية لتطور الكتاب في المغرب، وكذا فضاء للانفتاح على ثقافات العالم.