حصد فيلم «وداعا كارمن « للمخرج المغربي الشاب محمد أمين بنعمراوي ثلاث جوائز في إطار المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة الذي أسدل الستار على فعاليات دورته الثالثة مساء أول أمس السبت. ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى في صنف الأفلام الطويلة، وجائزة اللجنة العلمية، فضلا عن جائزة أحسن دور رجالي التي فاز بها الممثل سعيد مارسي مناصفة مع الممثل المصري عمرو واكد عن دوره في فيلم «الشتا اللي فات». وفاز بالجائزة الكبرى في صنف الأفلام الوثائقية الفيلم الفرنسي «على حافة العالم « للمخرج كلاوس دريكسيل، فيما عادت جائزة البحث الوثائقي للفيلم اليوناني «الفاشية شركة مجهولة الإسم « لمخرجه أريس شاتزيستيفانو. أما باقي الجوائز فتوزعت على الفيلم التركي «الشاحنة الزرقاء « الذي حصل على جائزتي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، وأحسن دور نسائي الذي عاد للممثلة إزغي سيليك، فيما حصل الفيلم المصري « الشتا اللي فات» على تنويه من اللجنة العلمية. وفضلا عن توزيع الجوائز تميز الحفل الختامي بتكريم عدد من الفنانين المرموقين على غرار السعدية أزكون، وأسماء الخمليشي، والفنانة التشكيلية نجاة الباز، فضلا عن تكريم سلسلة «راس المحاين» للمخرج هشام الجباري. وشهد الحفل الختامي أيضا توقيع اتفاقية بين مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم ونقابة المهن التمثيلية في مصر تنص أساسا على تعميق البحث والنقاش حول قضايا الذاكرة المشتركة، والتعاون الثقافي والفني والدعم الكامل لتدريب ورفع كفاءة الشباب المبدعين للتعبير عن هذه القضايا ، وتحديد جوائز خاصة للأعمال السينمائية الناتجة عن هذا التعاون . ويحكي فيلم « وداعا كارمن « قصة الطفل «عمار» الذي سيجد نفسه وحيدا تحت رحمة خاله المتسلط بعد أن تزوجت والدته وهاجرت إلى بلجيكا ، لكن «كارمن» ستنتشله من عزلته وسط أقرانه ومحيطه ، بعد أن منحته شيئا من العطف وأخذت تصحبه باستمرار إلى مشاهدة الأفلام الهندية على الخصوص ب «سينما الريف» بمدينة «أزغنغان» ، حيث كانت مهمتها بيع التذاكر رفقة شقيقها الذي كان يشرف على عرض الأفلام . ويستعيد الفيلم أحداثا وقعت خلال سنوات السبعينات ، حيث لجأ العديد من الإسبان إلى العيش بشمال المغرب ، هروبا من ديكتاتورية فرانكو، لينسجوا على مدى سنوات علاقات إنسانية مع مغاربة طبعها حب متبادل ، رغم ما تخللها من «مناوشات» هامشية بين الطرفين لا تخرج عن إطار المخلفات الطبيعية للسياق السياسي حينها. أما فيلم « على حافة العالم « الفائز بالجائزة الكبرى في صنف الأفلام الوثائقية فيتحدث عن باريس ليلا ، حيث يعيش باسكال ووينسيكلاس وكريستين وجيني وآخرون بدون مأوى ، يطاردون الأرصفة والجسور وممرات الميترو على حافة عالم لم يعد المجتمع يحمي فيه أحدا . وشارك في الدورة الثالثة لمهرجان الناظور ، التي نظمها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم من خامس إلى عاشر ماي الجاري تحت شعار «أسئلة المتوسط « ، سينمائيون من مختلف البلدان المتوسطية منها المغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان و فلسطين والأردن وسوريا وتركيا وكرواتيا وإيطاليا والبوسنة وإسبانيا وفرنسا والبرتغال ، ضيفة شرف الدورة . وترأس محمد الأشعري لجنة تحكيم الأفلام الطويلة ، التي منحت الجائزة الكبرى «مارتشيكا» وجائزة أحسن دور رجالي وجائزة أحسن درو نسائي ، في حين ترأس الفيلسوف خال ترابلي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية ، التي منحت الجائزة الكبرى «ادريس بن زكري» ، وجائزة البحث الوثائقي . وترأس المؤرخ المغربي الموساوي العجلاوي اللجنة العلمية التي منحت جائزة المركز لأحسن فيلم قارب موضوع اشتغال مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم و-م-ع