أدانت 14 منظمة حقوقية دولية الأسلوب الذي تنهجه إسبانيا في تعاملها مع المهاجرين الذين يقتحمون سبتة ومليلية المحتلتين بشكل دوري. واعتبرت هذه المنظمات، التي تحظى بتقدير دولي نظرا لمواقفها الشجاعة ضد سياسات الدول الغربية تجاه المهاجرين، أن سلطات سبتة ومليلية المحتلتين تعمدان بشكل ممنهج على طرد المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، دون اتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة في مثل هذه الحالات ومن بينها تسجيل أسماء وبيانات المهاجرين ومعرفة أوضاعهم الاجتماعية التي دفعتهم إلى الهجرة السرية. وطالبت هذه المنظمات المفوضية الأوروبية ببروكسيل بفتح تحقيق حول تعامل سلطات المدينتين المغربيتين المحتلتين مع المهاجرين الأفارقة، كما طالبت بروكسيل بالضغط على الحكومة الإسبانية من أجل « احترام حقوق الإنسان وتطبيق القوانين الوطنية والدولية من طرق قوات الأمن» في سبتة ومليلية المحتلتين. بيان الإدانة الذي رفعته هذه المنظمات إلى المفوضية الأوروبية ضد إسبانيا تضمن جردا بالتفاصيل لوقائع متعددة تؤكد أن سلطات سبتة ومليلية المحتلتين تعمدان بشكل ممنهج، ودون احترام للقوانين على الطرد الجماعي وبشكل أعمى للمهاجرين الأفارقة، معتبرة أن هذا السلوك تفاقم بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة. ولم تستثن المنظمات الحقوقية في تقريرها المغرب، الذي قالت إنه يتعامل مع المهاجرين الأفارقة بذات الأسلوب الذي تتعامل به إسبانيا، وقالت إن تصرفات السلطات الإسبانية والمغربية أيضا تشكل خطرا على حياة المهاجرين السريين، وتجعل من محاولاتهم الوصول إلى الاتحاد الأوروبي معاناة متواصلة. وحمل تقرير هذه المنظمات المسؤولية للمغرب واسبانيا الذي قال عنهما إنهما تنتهكان الحقوق الأساسية للمهاجرين السريين، سواء الذين يغامرون من أجل البحث عن مستقبل أفضل، أو الذين يفرون من بلدانهم بسبب ما يتعرضون له من اضطهاد وقمع أو بسبب الحروب والقلاقل. وهذه هي المرة الثانية التي قدمت فيها منظمات حقوقية تقريرا أمام المفوضية الأوروبية، يدين السياسة الإسبانية تجاه المهاجرين الأفارقة، إذ سبق أن احتجت بشدة في فبراير الماضي على مقتل 15 مهاجرا سريا حاولوا الوصول سباحة إلى سبتةالمحتلة لتتم مواجهتهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز من قبل الحرس المدني الإسباني، مما أدى إلى مأساة. غير أن السلطات الإسبانية تتذرع باستمرار بكون ظاهرة الهجرة السرية تفاقمت بشكل غير مسبوق، مما يجعل من الصعب احتواءها دون اللجوء إلى أساليب غير تقليدية، مدعية أنها لا تحمي حدودها فقط ولكن أيضا حدود الاتحاد الأوروبي. وسبق لوزير الداخلية الإسباني أن أعلن أن هناك زهاء 80 ألف مهاجر إفريقي ، نصفهم موجود في المغرب والنصف الآخر في موريتانيا، يسعون إلى دخول إسبانيا بطرق غير قانونية عن طريق المدينتين المغربيتين المحتلتين.