طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، المغرب وإسبانيا باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق المهاجرين وعدم التوقيع على اتفاقية ثنائية تسمح بطرد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الوهمية مع سبتة ومليلية، وإعادتهم إلى المغرب معتبرة أن ذلك يتنافى مع القوانين الأوربية والدولية. ووجهت المنظمة الحقوقية هذا النداء بالتزامن مع اجتماع لجنة إسبانية - مغربية مشتركة يومه الأربعاء بطنجة، والتي تبحث قضايا متعلقة بالهجرة غير الشرعية. وبرأي هيومن رايتس ووتش، فإن الترحيل الجماعي للمهاجرين الأفارقة وإعادتهم إلى المغرب يجعل هؤلاء في مواجهة « ضروب الإساءة على أيدي قوات الأمن المغربية»، معتبرة أن هذا الإجراء يتعارض مع قانون الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي اللذان يحظران ترحيل مهاجرين قسريا إلى مكان سيواجه الشخص فيه خطرا حقيقيا بالتعرض للمعاملة اللاإنسانية والمهينة، مطالبة إسبانيا بضرورة الالتزام بهذه القوانين. ففي حين رأت المنظمة الحقوقية أن السياسة المغربية الجديدة المتعلقة بالهجرة واللجوء حسنت من أوضاع المهاجرين في المغرب، إلا أنها ووفق تقارير أنجزتها، وجدت أن هناك حالات تعرض فيها مهاجرون إلى سوء معاملة من طرف بعض عناصر قوات الأمن المغربية. هيومن رايتس ووتش انتقدت أيضا سعي الحكومة الإسبانية إلى تغيير قانون الهجرة في البلاد للسماح بعمليات الطرد الجماعي من سبتة ومليلية المحتلتين، حيث سبق لوزير الداخلية خورخي فرنانديث دياث أن قال إنه يجب ألا يعتبر المهاجرين قد دخلوا الأراضي الإسبانية حتى يعبروا من نقط المراقبة الخاصة بالشرطة. وقالت المنظمة الحقوقية «إن الدفع بأن الشخص لا يعد في إسبانيا فعليا حتى يمر أمام ضابط شرطة تحير العقل. لا يمكن لإسبانيا تغيير الحدود كما يتراءى لها، ولا يمكنها أن تتجاهل قانون الاتحاد الأوروبي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان». وفي هذا الإطار انضمت هيومن رايتس ووتش إلى عدد من المنظمات الحقوقية الإسبانية والدولية في انتقادها لسلوك الحرس المدني الإسباني تجاه المهاجرين الأفارقة، خصوصا بعد غرق 15 مهاجرا في فبراير الماضي خلال محاولتهم التسلل سباحة إلى سبتةالمحتلة. وكانت مدريد قد نفت في البداية علاقتها بالموضوع، محاولة تحميل السلطات المغربية المسؤولية غير أن أشرطة مصورة أظهرت إقدام عناصر من الحرس المدني على إطلاق الرصاص المطاطي على المتسللين، مما تسبب في حالة هلع أدت إلى غرق العديد منهم وهو ما دفع بوزير الداخلية إلى إصدار تعليمات بالكف عن استعمال الرصاص المطاطي. وبحسب إحصائيات إسبانية ومغربية، فهناك ما يقارب 40 ألف مهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء، يوجدون في المغرب في انتظار فرصة مواتية للتسلل إلى سبتة ومليلية المحتلتين، وهو ما يشكل تحديا يوميا للبلدين، خصوصا بعد توالي موجات الهجوم الجماعية على النقط الحدودية، غير أن المنظمات الحقوقية وإن أقرت بحق كل دولة في حماية حدودها إلا أنها تشدد على ضرورة احترام البلدين للحقوق والمعاهدات الدولية واحترام كرامة وإنسانية المهاجرين الذين دفعت وتدفع بهم ظروف خاصة ببلدانهم إلى ركوب موجة الهجرة السرية، وما يترتب عنها من مخاطر.