بقايا القذافي يقتلون عنصرا من القوات المسلحة الملكية في تطور خطير لمحاولات الاقتحام التي نفذتها مجموعات من المهاجرين الأفارقة السريين من جنوب الصحراء للثغرين المحتلين سبتة ومليلية خلال الشهرين الأخيرين، سجل مقتل عنصر من القوات المسلحة الملكية في المحاولة التي قام بها هؤلاء المهاجرون على الحدود مع الثغر المحتل مليلية في الصباح الباكر من أول أمس الثلاثاء، أثناء التصدي للمهاجرين الذين تجاوز عددهم الخمسمائة وأبدوا مقاومة مستعملين الحجارة في محاولة اجتيازهم السياج الحديدي، الذي يحيط بمنافذ المدينة والذي وضعته السلطات الإسبانية بعد حادث الاقتحام سنة 2005. المحاولات الجديدة التي نظمها المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء لاقتحام الحواجز والوصول لمدينة مليلية المحتلة لن تكون الأخيرة، على اعتبار أن أعداد هؤلاء المهاجرين بالمنطقة في تصاعد مستمر، وأغلبهم بالرغم من ظروف الأزمة الاقتصادية والمالية التي تشهدها الدول الأوربية فإن حلم الهجرة نحو الضفة الشمالية مازال يراودهم . وحسب مراقبين فإن محاولة الاقتحام الجماعية للمهاجرين الأفارقة لأول أمس والتي اتسمت بعنف شديد تأتي في إطار بحثهم عن مخرج بعد اشتداد الحملات الأمنية في حقهم والتي أعلنتها وزارة الداخلية، خاصة بعد اكتشافها لعناصر من المهاجرين الأفارقة الذين تسللوا إلى المغرب بعد سقوط نظام القذافي، وهم مدربون على استعمال مختلف أنواع السلاح ومن بينهم من هم مطلوبون دوليا في جرائم حرب ومتورطون في جرائم سياسية بالعديد من دول الساحل، أو يستغلون من قبل عصابات مهربي المخدرات وتنظيم الهجرة السرية. واعتبر مراقبون أن الهاجس الأمني الذي يرتبط بالوضع الجديد في منطقة الساحل والصحراء جعل السلطات بكل من المغرب وإسبانيا تفرض المزيد من التشدد في تعاملها مع تدفقات المهاجرين الأفارقة. فيما أكدت منظمات حقوقية على أن عبور المهاجرين الأفارقة نحو المغرب بهدف الوصول إلى أوروبا بات يتطلب تدبيرا جديدا لملف الهجرة، على أن يتم تنفيذ هذه المقاربة بتنسيق بين مختلف البلدان المعنية وذلك بالاستناد إلى ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحماية حقوق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء . ويشار إلى أن المغرب تحول خلال السنوات الأخيرة من بلد عبور إلى بلد استقبال للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين القادمين من بلدان جنوب الصحراء، وتحمل عوض البلدان الأوروبية مسؤولية القيام بدور الدركي، واستنادا لإحصائيات رسمية خاصة بإسبانيا فإن عدد هؤلاء المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى أراضيها انخفض بشكل ملموس.