احتضنت مدينة فاس، نهاية الأسبوع المنصرم، المؤتمر المغاربي الرابع حول التسممات الغذائية الذي بحث موضوع « السلامة الصحية للمواد الغذائية أمام التحولات المجتمعية والعولمة « . وناقش المشاركون في هذا المؤتمر، الذي نظمته « الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للمواد الغذائية « بشراكة مع معهد باستور (الدارالبيضاء) ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مجموعة من القضايا والإشكالات التي تهم السلامة الصحية للمنتجات البحرية والحيوانية بدول المغرب العربي والتصورات الكفيلة بمكافحة مختلف التسممات الغذائية . كما بحث المتدخلون ، خلال هذا الملتقى، الذين توزعوا ما بين خبراء وباحثين ومتخصصين في مجال التغذية والسلامة الصحية من مختلف البلدان المغاربية، قضايا تهم الجودة والسلامة الصحية للمواد الغذائية والمنتجات النباتية والحيوانية والمياه بالدول المغاربية إلى جانب دراسة الإمكانيات المتوفرة لتعزيز السلامة الصحية من خلال وضع دليل مغاربي للتحقيق والتقصي في مجال التعفنات الغذائية . وحسب « الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للمواد الغذائية «، فإن السلوكات الغذائية لشعوب المنطقة المغاربية عرفت خلال العقد الأخير تغييرا وتنوعا كبيرين بسبب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي شهدتها المنطقة، مضيفة أن عولمة التجارة الدولية ساهمت في بروز حركية قوية للمواد الغذائية بين المناطق والقارات مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأخطار المرتبطة بالعدوى المنقولة عن طريق الأغذية، والتي أضحت تأخذ أبعادا إقليمية وقارية . وأكد نفس المصدر أن المنطق يفرض، أمام مخاطر التعفنات والتسممات الغذائية ، تنسيق التدابير المتعلقة بالرصد والمراقبة والتتبع والوقاية على الصعيد العالمي في إطار نهج متكامل ومشترك بين مختلف القطاعات . يشار إلى أن « الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للمواد الغذائية « تضم العديد من العلماء والخبراء وذوي الاختصاص في مختلف المجالات العلمية الحيوية المرتبطة بالسلامة الصحية للمواد الغذائية . وتقدم الجمعية من خلال خبرة ودراية أعضائها الدعم والمشورة والتداريب لمختلف المصالح العمومية والمهنيين والباحثين على صعيد البلدان المغاربية . وكان المؤتمر الثالث للتسممات الغذائية قد نظم بمدينة قسنطينة ( الجزائر ) خلال سنة 2013 وتمحور حول موضوع « السلامة الصحية للمواد الغذائية بالمغرب العربي أمام تحديات العولمة « .