لا تزال العلاقة التي تربط ساكنة دواوير قيادة تونفيت، بمصالح المياه والغابات متوترة وتراوح مكانها. فمداشر وقصورالقيادة ، مجاورة لغطاء غابوي كثيف، من أشجار الأرز، والساكنة تتهم دوما مصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر، بغض الطرف عن الناهبين الكبار، والتركيز على المخالفين الصغار، من سكان المجالات المجاورة للغابة، مما يشكل حسب الفاعلين المدنيين بالمنطقة، مفارقة كبرى في السياسة العقابية بالمغرب .فالغطاء الغابوي بالمغرب يتراجع بنسبة تتراوح ما بين 20و30 هكتارا في السنة، وشجرة الأرز التي تشكل تراثا عالميا بالمنطقة، أصبحت مهددة بالانقراض ، بفعل مافيا « الذهب الأخضر» . وفي السياق ذاته فقد سبق لساكنة جماعة سيدي يحيى ويوسف، في لقائها بجريدة الاتحاد الاشتراكي،ان اتهمت بعض موظفي المياه والغابات بتحرير محاضر بغرامات كيدية وانتقامية ،ضد ساكنة أربعة دواوير تابعة للجماعة، خدمة لأجندات سياسية معينة، وطالبت بتدخل عامل الإقليم في الموضوع. أما عن جديد فصول العلاقة المتأزمة بين الساكنة، ومصالح المياه والغابات بتونفيت، فقد تداولته ألسنة الساكنة، زوال يوم السبت 22 مارس 2014 ، في الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، حيث قام تقني غابوي بإطلاق الرصاص الحي من سلاحه الناري، على شاب من المنطقة لا يتجاوز عمره 37سنة، بغابة إيدكل بمكان يسمى « ميتيرزيت « ، نقل على إثر ذلك الى المستشفى الإقليمي بميدلت،ثم الى مستشفى محمد الخامس بمكناس. وبعد الفحوصات الطبية الأولية، استقر رأي الأطباء على عدم إجراء جراحة، وان استخراج بقايا الرصاص من جسم المصاب، سيتم بشكل تلقائي، بفعل استعمال الأدوية. الى ذلك، واستمرارا لتفاعلات الحادث، أوضحت مصادر قريبة من المصاب، ان الشاب ضحية سلاح المياه والغابات، تعرض لطلقتين ناريتين، وكان رفقة شخصين آخرين وان تواجدهم بالغابة، كان بغاية جلب حطب التدفئة ،مستعملين في ذلك ثلاث دواب، فالجزء السفلي للمصاب أصبح موشوما بمخلفات رصاص بندقية الفاعل ، وان الإصابة كانت من الخلف، حيث استقرت شظايا الرصاص بالرجل اليمنى،مع إصابات متفاوتة الخطورة على مستوى الرجل اليسرى، مما يفيد، حسب نفس المصادر، ان الضحية كان في حالة فرار، وليس في حالة هجوم، وأنه نقل الى المستشفى باستعمال سيارة إسعاف جماعة سيدي يحيي ويوسف، وهو الآن طريح الفراش بمنزله في حالة صعبة، بعد عودته من مستشفى مدينة مكناس. مصادر مدنية أوضحت من جهتها ان مستعمل السلاح يمارس وظيفة مساعد تقني،وانه لايزال في فترة التدريب. فالتحاقه بمصالح المياه والغابات لا يتجاوز السنة.مصادر عليمة بخبايا المنطقة أوضحت بدورها لجريدة الاتحاد الاشتراكي، ان المصاب وتقني المياه والغابات ،كانت بينهما عداوة سابقة، نشب على إثرها شجار بينهما في السابق،وان الحادث قد يدخل في خانة تسوية حسابات شخصية، وان الفاعل كان مصحوبا بعون غابوي مرافق له أثناء الحادث، مشيرة الى ان الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي قد كثفت من زياراتها لمكان الحادث ،وفتحت تحقيقا في الموضوع ،كما عملت على مصادرة بنادق حراس مصلحة المياه والغابات، والى حدود يوم الثلاثاء 25/03/2014 شوهد رجال الدرك الملكي بالمنطقة. من جهتها مصادر مقربة من مصالح المياه والغابات،شددت على ان المصاب ومرافقيه، قاموا بقطع شجرة أرز يانعة، واستخرجوا منها حمولة ثلاثة « بغال «، وأنهم قاموا باستعمال مقالع الحجارة في مواجهة موظفي المياه والغابات ، وتم حجز9 قرطات من الأرز، وثلاث دواب من طرف التقني. ووسط تضارب الأنباء حول حيثيات وخبايا الحادث،لايزال الرأي العام بإقليم ميدلت ينتظر نتائج التحقيق المفتوح، وتحديد المسؤوليات، مع ضرورة الكشف عن شبكات استئصال الملك الغابوي بالمنطقة، والإنصات الى شكاوي ورسائل نشطاء حماية البيئة، الموضوعة فوق رفوف مكتب المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر.