أصدرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إرشادات جديدة تفيدُ بألاّ يزيد السّكر عن نسبة 5 بالمئة من مقدار الطاقة المتناولة يوميا، وقالت إن توصياتها مبنية على مجمل الأدلة بخصوص العلاقة بين تناول السكريات الحرة وزيادة الوزن وتسوس الأسنان. وقال فرانسيسكو برانكا مدير قسم التغذية في منظمة الصحة العالمية " تؤثر السمنة حاليا على نصف مليار شخص في العالم، وهي في ازدياد في جميع المراحل العمرية وخاصة في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل"، مُشيرا إلى أن السكريات الحرة هي سبب رئيسي لشيوع السمنة. وتشمل السكريات الحرة؛ السكريات الأحادية والمركبات السكرية الثنائية التي تضيفها الشركات المصنعة أو الطهاة أو المستهلكين إلى الأغذية، والسكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل وعصائر الفاكهة ومركزات الفواكه. والخمسة في المئة من إجمالي الطاقة المتناولة تعادل حوالي 25 غراما , أو نحو 6 ملاعق صغيرة، من السّكر يوميا بالنسبة لبالغ يتمتع بوزن طبيعي. وقالت المنظمة إن مستوى الخمسة في المئة ينبغي أن يكون هدفا، واصفة ذلك بأنه ,توصية مشروطة, لكنها جددت التأكيد على "توصية قوية" بألا تزيد نسبة السكريات عن 10 بالمئة من الطاقة المتناولة يوميا. الإفراط في استهلاك السكر يسبب السمنة ويرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان وأوضحت "أن القلق يتزايد من أن استهلاك السكريات الحرة , لاسيما في صورة المشروبات المحلاة بالسكر , يزيد من الطاقة الكلية المتناولة، وقد يقلل من تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية مناسبة بشكل أكبر من الناحية الغذائية." وأضافت أن هذا قد يؤدي إلى "أنظمة غذائية غير صحية وزيادة في الوزن وزيادة خطر الإصابة بأمراض غير معدية مثل القلب والسكري والسرطان". يذكر أن المشروبات السكرية لا تعطي أي إحساس بالشبع على الرغم من احتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية. وبالتالي فإنّ تناولها يساهم بصورة كبيرة في زيادة الوزن. فكوب واحد من المشروبات السكرية يحتوي على سعرات حرارية تساوي تناول وجبة كاملة. قام الباحثون بجمع بيانات من منظمة الصحة العالمية عن استهلاك المشروبات السكرية في 114 بلدًا، والتحقيق في العلاقة بين تناول المشروبات المحلاة والسمنة في البلدان المختلفة، وتحليلها، ثم درس الوفيات الناجمة عن السمنة والأمراض المزمنة المتصلة بها. وكان استنتاجهم أن مجموع الوفيات على مستوى العالم يصل إلى 180 ألف حالة. تمت الدراسة مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه التقديرات لا تدرس السكريات المضافة في حبوب الإفطار والمخبوزات والحلوى والآيس كريم، ناهيك عن الزيوت، والأطعمة المقلية، والدقيق الأبيض والأرز الأبيض والمنتجات الحيوانية. ممّا يعني أن هذه النسبة المرتفعة من الوفيات ترجع كاملة إلى استهلاك المشروبات السكرية. وتحمل السعرات الحرارية السائلة خطرًا أكبر من السّعرات الحرارية الّتي يحصل عليها الجسم من الأغذية. فالمشروبات السكرية توفر كمية كبيرة من السعرات الحرارية مع عدم وجود الألياف، ومن دون أن تتطلب مضغاً. ويعتبر الكبد من أكثر الأعضاء تأثرا بالاستهلاك العالي للسكريات، حيث يتم اختزال الكميات الزائدة عن حاجة الجسم من السكريات فيه على صورة غلوكوز. وعند تناول السكريات المعالجة يوميا، سيتراكم الغلوكوز في الكبد الذي سيرسل المادة الزائدة عن الحاجة إلى مجرى الدم ليتحول إلى أحماض دهنية تترسب لاحقا، وبشكل نهائي في منطقة الأرداف والبطن والثدي والحوض. وهذا يؤدي إلى ارتفاع الغلوكوز في الدم بصورة كبيرة ومفاجئة ممّا ينتج زيادة مستوى الأنسولين في الدم. ومع مرور الوقت تزيد مقاومة الجسم للأنسولين وزيادة كتلة الدهون وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم. هذا وقد أجرى علماء من معهد بحوث أوريغون بالولاياتالمتحدة الأميركية، اختبارا أثبتت نتائجه أن تناول السكر ينشّط نفس المراكز العصبية في الدماغ كما تفعل المخدرات والمشروبات الكحولية. وهذا يفسر الانجذاب نحو الحلوى، وهو سبب عدم تمكن بعض الأشخاص من التخلص منها. اشترك في الاختبار 100 تلميذ، الجميع تناولوا كوب حليب بسعرات حرارية متساوية، ولكن بنسب سكر ودهون مختلفة. وتبين بالنتيجة أن مشروب الحليب المحتوي على نسبة سكر أعلى كان مفعوله أسرع وأقوى بكثير. وقد استنتج العلماء أن السكر يحفز مركز المتعة في الدماغ أكثر من الدهون، لذلك فهم ينصحون بتقليل كمية السكر المتناولة من أجل الحفاظ على الرشاقة. تجدر الإشارة إلى أن هنالك أكثر من 100 مليون شخص في العالم يعانون من مرض السكري، في الولاياتالمتحدة مثلا، يوجد أكثر من 17 مليون شخص من مختلف الأعمار، من الأطفال وكبار السن يعانون من مرض السكري.