أصبحت مجموعة من الأسر المستفيدة(ما يزيد عن 40 أسرة) من السكن الاجتماعي بحي القدس توسيع الكائن بمدبنة بنسليمان مهددة بالتشرد و الضياع. و ذلك بسبب رفض المؤسسة البنكية المعنية منحهم قروضا لإتمام المبلغ المحدد لكل شقة و المقدر ب140 ألف درهم، حيث تفاجأ المستفيدون بمطالبة الشركة المكلفة بتحصيل المبالغ المالية «ماتيين»: (MATEEN) بتأدية ما بذمتهم دفعة واحدة، و إلا سيحرمون من الشقق التي استفادوا منها في إطار إجراء عملية القرعة التي قامت بها شركة العمران. علما أن المعنيين سبق لهم أن أدوا مبلغ 40 ألف درهم منذ شهر يونيو 2013 كتسبيق و أن الوثائق و الملفات التي تقدموا بها قصد الاستفادة من السكن الاجتماعي تبين و توضح بأن طريقة و عملية الأداء ستتم على دفعات بعد الاستفادة من قروض بنكية. خصوصا و أن غالبية هذه الفئة هي من ذوي الدخل المحدود و لا تتوفر على دخل قار، و تقوم بأنشطة تجارية بسيطة. و أن معظمهم باعة جائلون يعرضون مبيعاتهم بأزقة و شوارع المدينة (فراشة)، في حين يتوجه بعضهم إلى الأسواق الأسبوعية بالإقليم لكسب قوتهم اليومي. و منهم من لا يتوفر على دخل و يعتمد في العيش على بعض أقاربه. و قد خلقت لهم هذه الوضعية متاعب اجتماعية و نفسية كبيرة. فالمستفيدون و أبناؤهم عاشوا منذ إجراء القرعة فرحة لا توصف بعد أن حالفهم الحظ و تمكنوا من الاستفادة من شقة في هذا الزمن الذي يشق و يصعب فيه على أصحاب الدخل القار من الطبقة المتوسطة الحصول على سكن. و قاموا بكل الإجراءات و الاستعدادات من أجل الانتقال إلى مساكنهم الجديدة. بعد أن أدوا تسبيقا لفائدة الشركة المشار إليها و فسخ بعضهم عقود الكراء، . لكن أحلامهم بدأت تتبخر و أصبح مستقبلهم و استقرارهم يلفه المجهول و الغموض، و أ صبحوا يعيشون نفسية غير طبيعية و جد مهزوزة خاصة لدى النساء و الأبناء ينتابها التوتر و القلق خوفا من فقدان و ضياع قبور حياتهم، خاصة و أنهم لاحظوا أن بعض المستفيدين ممن حالفهم الحظ أيضا تمكنوا من الحصول على مفاتيح شققهم. و قد اضطرهم هذا الإجراء المتمثل في رفض المؤسسة البنكية منحهم قروضا لتأدية ما بذمتهم لفائدة الشركة المشار إليها إلى الاحتجاج و القيام بوقفات حيث نظموا وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 11 مارس الجاري أمام الشركة بحي الرياض بالرباط، دامت يوما كاملا شارك فيها المتضررون من جميع الفئات: رجالا و نساء و شيوخا و أطفالا. قدمت لهم خلالها وعود بمعالجة المشكل. لكن تبينت فيما بعد أنها مجرد أكاذيب. مما دفعهم إلى الدخول يوم الأربعاء 12 مارس في اعتصام مفتوح و الاحتجاج أمام المركب السكني الاجتماعي بحي القدس توسيع ببنسليمان. حيث زارت «الاتحاد الاشتراكي» المكان الذي عرف تواجد السلطات المحلية و الأجهزة الأمنية و القوات العمومية التي تحاصر المكان. و قد استمعت إلى بعض المتضررين الذي يرابطون بأبواب العمارات ليلا و نهارا. حيث أكد بعضهم للجريدة أن وضعيتهم جد مقلقة بعدما لم يتمكنوا من الحصول على قروض بنكية لتسديد ما بذمتهم لفائدة شركة «ماتيين». و تساءل بعضهم:« لماذا قبلت الشركة صاحبة المشروع ملفاتنا التي نلتزم فيها بتسديد الدفوعات بعد الحصول على قروض بنكية، فكان عليها أن تتخذ كافة الاحتياطات قبل إجراء عملية القرعة؟ و أردف قائلا: نحن نستغيث بجلالة الملك,,, لحل مشكلنا» و قد علمت« الاتحاد الاشتراكي» أن حالتي إغماء وقعت في صفوف النساء إثر عملية الاحتجاج التي يقوم بها المتضررون بالحي المشار إليه نقلتا على إثرهما إلى المستشفى. لكن الغريب في الأمر هو موقف السلطات الإقليمية التي تتملص من المسؤولية و تدافع عن طروحات الشركة المذكورة في مواجهة المتضررين من الفئات المعوزة دون أن تتدخل لإيجاد حل بين الأطراف يضمن حقوق المستفيدين و يراعي حالاتهم الاجتماعية. و للإشارة فإن السكن الاجتماعي بمدينة بنسليمان عرف عدة اختلالات في عملية توزيع الشقق (حوالي 164 شقة) التي تمت عن طريق إجراء القرعة قامت بها مؤسسة العمران في غياب حضور المعنيين حيث أن بعض المستفيدين لا تتوفر فيهم الشروط الضرورية للاستفادة من السكن الاجتماعي الذي يستهدف فقط الفئات المعوزة ذات الدخل المحدود. كما أن عدد الشقق المخصصة في هذا الجانب لا يلبي حاجيات و طلبات العديد من الشرائح الاجتماعية الفقيرة التي تعاني من أزمة السكن بالمدينة.