ترأس جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الغابوني علي بانغو أونديمبا، يوم الجمعة بليبروفيل، حفل التوقيع على 24 اتفاقية، من بينها اتفاقيات حكومية، وأخرى تهم الفاعلين الاقتصاديين في القطاع الخاص بالبلدين. وتأتي هذه الاتفاقيات، التي تشمل قطاعات مختلفة، كالفلاحة والصحة والسكن والتكوين المهني والقطاع المالي والبنكي والتكنولوجيات الحديثة والنقل والسياحة وغيرها، لتعزز الإطار القانوني للتعاون بين البلدين. وتنضاف هذه الاتفاقيات الهامة، لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مجال الأسمدة، التي تم توقيعها يوم الخميس، والتي تهدف إلى استثمار الموارد الطبيعية بالبلدين للنهوض بالقطاع الفلاحي وتأمين الأمن الغذائي بالقارة الإفريقية. وتترجم هذه الاتفاقيات حرص قائدي البلدين الشقيقين، على إضفاء دينامية قوية على علاقات التعاون المثمر القائمة بينهما، سواء بين القطاعات الحكومية، أو من خلال الانخراط القوي للفاعلين الاقتصاديين الخواص بالبلدين. كما أنها تندرج في سياق التوجه الملكي لتعزيز الشراكة بين دول الجنوب. هذا، وجددت الجمهورية الغابونية دعمها «القوي والدائم» لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية. وجاء في بيان مشترك صدر يوم الجمعة في ختام زيارة العمل والأخوة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس، إلى جمهورية الغابون، أنه بخصوص قضية الصحراء المغربية، «حرص فخامة الرئيس علي بونغو أنديمبا على تجديد دعم الجمهورية الغابونية ، القوي والدائم ، لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية». وأكد الرئيس الغابوني أيضا أن التسوية السلمية والدائمة لهذا النزاع الإقليمي لا يمكن أن تتم إلا على أساس المبادرة المغربية الرامية إلى منح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة والوحدة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية. وأضاف الرئيس الغابوني أن هذه المبادرة، الخلاقة والبناءة، التي تتماشى مع معايير الشرعية الدولية المعمول بها، تنسجم تمام الانسجام مع منطق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ومن جهة أخرى، جدد فخامة الرئيس علي بونغو أنديمبا التأكيد على الأهمية البالغة التي يوليها لعودة المملكة المغربية إلى حظيرة المنظمة الإفريقية، وعبر عن التزامه بالعمل في هذا الاتجاه وذلك في إطار السيادة والوحدة الوطنية والترابية للمملكة. وقد شكلت زيارة العمل والأخوة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس، للغابون المحطة الرابعة والأخيرة في الجولة الإفريقية التي قادت جلالته على التوالي إلى كل من مالي والكوت ديفوار وغينيا كوناكري، محطة بارزة لتعزيز تعاون اقتصادي فعال واعد بين البلدين الشقيقين. وبالإضافة إلى كونها تعكس حيوية ودينامية علاقات الأخوة التي تجمع البلدين بقيادة جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس علي بانغو أودينمبا، فإن الزيارة ستعطي بالتأكيد زخما جديدا للتعاون جنوب- جنوب الذي يوليه جلالة الملك، أهمية بالغة، من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدول إفريقيا جنوب الصحراء.